حين تتكلم صواريخُ الحق… يصمتُ الزيف ويحتضر الطغيان

بقلم: د. أحمد صدام كاظم الساعدي

 

مرةً أخرى، تُطلّ علينا وحشية الكيان الصهيوني الغاصب بوجهها القبيح، لتسفك دماء الأبرياء بلا وجل، وتُمعن في قتل ما تبقّى من إنسانيةٍ على وجه الأرض. ففي فجر الجمعة، الثالث عشر من حزيران 2025، استيقظ العالم على جريمةٍ بشعة، اقترفتها أيدٍ ملطخة بالعار، بحق قادةٍ علميّين وعسكريّين إيرانيين، ونساءٍ وأطفالٍ آمنين، عبر هجماتٍ إرهابية متعددة، طالت مؤسسات ومراكز علمية ومدنية. وكأن الرسالة تقول: “من يملك الفكر… يجب أن يُذبح”، و”من يبني المستقبل… لا بد أن يُهدم”.

 

أقف اليوم لا ككاتبٍ فحسب، بل كصوتٍ يُنادي في برية هذا العالم العربي والإسلامي الذي خُدر بالصمت، وغُلف بالتخاذل. أيتها الأمة، أين أنتم من القانون الدولي؟ أين أنتم من شرعة حقوق الإنسان؟ بل أين ضمير العالم؟

 

هذه الجريمة ليست سوى جزءٍ من مسلسلٍ طويل من الانتهاكات التي تُمارَس ضد الشعوب الحرة، تحت سمعِ وبصرِ المؤسسات الدولية، التي باتت شاهدة زورٍ على الدم المراق، والكرامة المنتهكة. السكوت عن هذا الإجرام هو انحدار أخلاقي وإنساني خطير، يفتح أبواب الجحيم على مصراعيها. إنه دليل موت الضمير، وخراب القيم، وسقوط القلاع التي طالما تشدق بها الغرب: العدالة، الحرية، والحقوق.

 

لكن ليعلم الطغاة، أن في قلب هذا الشرق، أمةً لم تمت، وأرضًا ما زالت تنبت العزّة، وشعبًا لا يُهزم. الجمهورية الإسلامية في إيران، ليست مجرد دولة، بل مشروع مقاومة متكامل، يعرف كيف يصوغ المعادلة بين الدم والسلاح، بين الصبر والردّ. نعم، صواريخ الحق قد دكّت أبواب خيبر، ولن يُغلقها أحد بعد الآن.

 

أيها العالم، تأملوا مصائر الطغاة، تأملوا وجوه المستكبرين حين تهوي العروش:

• فرعون الذي قال “أنا ربكم الأعلى”، انتهى غريقًا في الماء الذي ظنه تحت سلطانه.

• النمرود الذي قال “أنا أحيي وأميت”، أردته بعوضة لا تُرى، ليتعلم أنه لا يملك شيئًا أمام قدرة الله.

• صدام حسين، الذي ملأ الأرض ظلمًا واستكبارًا، أُخرج من حفرةٍ لا تصلح أن تكون مأوى لحيوان، ليُسلَّم للعدالة الحقة.

• معمر القذافي، الذي تحدّى إرادة شعبه دهورًا، سُحل في الطرقات على أيدي من كان يستضعفهم.

• شارون، الذي غطّت يداه دماء الفلسطينيين، انتهى إلى غيبوبةٍ استمرت سنوات، عِبرةً لمن يعتبر.

 

فهل من معتبرٍ اليوم؟ هل من متبصّرٍ يرى أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، وأن العاقبة للمتقين؟

 

إيران اليوم لا تواجه عدوانًا فحسب، بل تُدافع عن كرامة الأمة. وها هي تُثبت مرة تلو الأخرى أنها صاحبة القرار الحر، والتكتيك العالي، والقدرة على المبادرة. أدوات الردع الإيرانية ليست فقط صواريخ عسكرية، بل منظومة فكرية وأخلاقية، تؤمن بأن الدفاع عن المظلوم واجب، وأن النصر لا يُقاس بالقوة المجردة، بل بعدالة القضية وثبات الموقف.

 

إن الجمهورية الإسلامية لا تقف وحدها، بل معها الله تعالى وكل من آمن بالمقاومة، من بغداد إلى صنعاء، ومن بيروت إلى غزة. والأيام كفيلة بأن تكشف هشاشة كيان الاحتلال، مهما حشد من دعمٍ دولي وتواطؤ إعلامي.

 

نعم، الحرب قادم، والحق لن يتراجع، وسنرى من هو المنتصر الحقيقي في ساحة المواجهة الكبرى، بين من يصنع الموت على موائد السياسة، ومن يصنع الحياة في محراب الإيمان.

 

أيها الظالمون، أيها الطغاة، إننا نرى نهايتكم تلوح في الأفق… وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى