وانصر من نصره

بقلم _ أميرة السلطان

عندما أرسل الله سبحانه وتعالى النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه وآله نبيا خاتماً للعالمين قال الله عنه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} فكان فعلاً رحمة أهداها الله لهذه الأمة إن كانت تعي أو تسمع !

عانى النبي محمد صلوات الله عليه وآله في سبيل الله ولأجل هذه الأمة ما عاناه ، من حصار ، وتشريد شنوا عليه جميع أنواع الحروب الاقتصادية ، الاجتماعية ، والسياسية ، وحتى الحرب النفسية والإعلامية والدعائية لم يسلم منها عندما يئس من قبائل قريش ومن حولها ذهب إلى الطائف عله يجد من يسمع له ومن ينقذه ويخرجه من الظلمات إلى النور في نشاطٍ قل نظيره وحركة دؤوبة لا تتوقف فنزل في حقه قوله تعالى :
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} وفي أثناء عودته من الطائف وهو مضرجٌ بالدماء داعياً ذلك الدعاء: ” اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ” إلى آخر ذلك الدعاء وكل ما يدور في ذهنه وتفكيره هو كيف يمكن أن يهدي هذه الأمة إلى صراط الله المستقيم .

لذلك فإن المتتبع لسيرة النبي محمد صلوات الله عليه وآله على الرغم من كل ما قاساه وألم به من فقده للأهل والأحبة ، وغربته عن وطنه وبيته ، إلا أنه لم يدعُ على هذه الأمة قط إلا في موضع واحد لأجل قضية واحدة مهمة هي قضية الولاية لعظيم هذا الأمر وما يترتب عليه من أمرٍ جلل إن الأمة خالفته أو تركته فقال صلوات الله عليه وآله وسلم : ” اللهم انصر من نصره واخذل من خذله ” فكان الخذلان من نصيب هذه الأمة مذ تركت أمر الولاية وتخلت عن القائد والقدوة بعد النبي محمد صلوات الله عليه وآله ، فأصبحت من يومها أمة مستباحة ذليلة مخذولة .

ولنا في وقتنا الحاضر درسٌ وعبرة :شُنت الحرب على اليمن وكالعادة انقسم الناس إلى عدة أقسام منهم من أراد الذلة والارتزاق ومنهم من أراد أن يواصل مشوار بدأ به الانبياء والأعلام على مر الدهور والأعوام ، هو الجهاد في سبيل الله حفاظاً على العزة والكرامة والشرف قسم أراد أن يتولى الشيطان وأدواته فباع نفسه بأرخص الأثمان ، وقسم تمسك بما نصح النبي هذه الأمة أن يتمسكوا به وهو القرآن والعترة فكانت النتيجة واضحة بينة ماثلة للعيان واضحة وضوح الشمس في كبد النهار .

خُذل من تولى غير الأعلام في جنوب اليمن المحتل فهم اليوم من خذلان إلى خذلان ومن حال سيئة إلى أسوأ ، ينهار سعر صرف الريال وتنهار معه القدرة الشرائية للمواطن الذي لم يعد يجد قوت يومه! انعدام للكهرباء في ظل صيف حار ودرجة حرارة عالية ، تستباح أرض الجنوب للسعودي والإماراتي ؛ لأن كل واحد منهما له غاية ومآرب ومكسب .

وتجلى النصر المبين والكبير على العالم الذي صب جام غضبه وحقده على يمن الإيمان والحكمة ، ويتضح معه مصداق النبي الأكرم الذي لقب بالصادق الأمين: ” وانصر من نصره ” نصرُنا اتضح في جميع المجالات ، اقتصادياً وما صاحبه من محاولات كثيرة للسير باليمن نحو الاكتفاء الذاتي عسكرياً تجلى نصرنا في أن أصبح لليمن جيشٌ يمتلك عقيدةً إيمانيةً راسخة ، جيش للشعب ومع الشعب وليس ضده ، مصحوباً بتصنيع عسكري أذهل العالم وما زالت عجلة التطور تدور تصاعدياً.

تجلى هذا النصر في مساندة شعبنا العزيز لأهلنا في غزة التي تخلى عنها كل العالم والذي اكتفى بالمشاهدة لأ أكثر فخرج هذا الشعب من دائرة الإدانات والشجب والبيانات إلى المواجهة المباشرة مع الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها الغدة السرطانية إسرائيل ومرغت أنفهما في تراب الإهانة .

“وانصر من نصره” اتضح هذا القول في توافد الملايين إلى الساحات أسبوعياً وفي مختلف المحافظات رفضاً عملياً للظلم والضيم.

“وانصر من نصره” دعاءٌ للنبي يرتفع مع كل صاروخ يطلق وطائرة مسيرة تصل إلى أراضينا العربية المحتلة في فلسطين لتدوي بعدها صافرات الرعب لكي تدخل الملايين إلى الملاجئ.

لذلك من أرد منا أن يكون في ظل دعاء النبي ويشمله بأن يكون منتصراً عزيزاً رافعاً رأسه شامخاً في حياته ويوم لقاء الله فليتولى من أمرنا الله ورسوله بتوليه وهو الإمام علي عليه السلام ومن جاء من بعده من أعلام الهدى .

ومن أراد الخزي والذل والعار أن يكون من نصيبه في دنياه وآخرته فلا يسلك هذا الطريق ويتولى من سيلبسهُ لباس المهانة ويجعله تحت قدمه ويدوسه دوس النعاج .

#والعاقبة_للمتقين
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى