ما بين ولاء اليمنيين وتولي الأعراب

بقلم _ أم هاشم الجنيد

من أرض اليمن، حيث الوفاء ضاربٌ في الجذور، يشعّ نور الولاية، ويجري حبّ الإمام علي وأهل البيت في دماء أهلها مجرى الروح في الجسد ولاءٌ صادق، لا تشوبه مصلحة، ولا تحكمه حسابات السياسة هو ولاء فطرة، وعهد صدق، وتاريخٌ ممتدّ من يوم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» وحتى اليوم.

في اليمن، لا يُجدد العهد في يوم الغدير فقط، بل في كل موقف من مواقف الحق، وفي كل ساحة من ساحات الكرامة فالشعب اليمني لم يكن يوماً على هامش الولاء، بل في صلبه، مدافعاً عنه، متمسكاً به، رافضاً كل محاولات الطمس والتشويه التي مارستها قوى النفاق والتكفير عبر العصور.

وفي المقابل، نجد من الأعراب من تولّى وأعرض، ممن طمسوا معالم الدين، واستبدلوا الحق بالمصالح، والولاء بالتبعية أعرابٌ جفاة، امتهنوا تغييب الأمة عن أهل بيت نبيها، وخذلوا الحق حين احتاج إليهم، وارتموا في أحضان أعدائه.

ولاء اليمنيين اليوم ليس فقط شعوراً وجدانياً، بل موقفاً عملياً يُترجم في ساحات المواجهة، في الكلمة، في السلاح، في التمسك بالنهج المحمدي العلوي هم الذين لم تغرّهم الدنيا، ولم تزلزلهم الفتن، فاختاروا طريق العزة، مع علمهم أن هذا الطريق مكلّل بالدموع والتضحيات.

أما أولئك الأعراب الذين تولّوا، فقد غيّبوا شعوبهم، وطمسوا الحقيقة، وسخّروا إعلامهم لتشويه رموز الحق، حتى بات الحديث عن الإمام علي وآل البيت في منابرهم تهمة، وموالاة الحق جريمة نسوا أو تناسوا أن الإسلام نزل في جزيرتهم، لكنه هاجر إلى من حملوه صدقاً، فصار في اليمن قلباً نابضاً وراية لا تنكسر.

اليمنيون يجددون في كل عام، ومع كل مناسبة دينية، بيعتهم لأمير المؤمنين علي، ويؤكدون أن الولاية ليست شعاراً، بل منهج حياة، يتجلى في مواجهة الظالم، ونصرة المظلوم، والسير على نهج لا يعرف المساومة ولا التنازل عن الكرامة.

وها هي الأحداث تكشف اليوم من كان على العهد، ومن خان، من اصطف إلى جانب المستضعفين، ومن اختار أحضان الطغاة التاريخ سيكتب أن في زمن الغدر والخيانة، كان في اليمن شعبٌ بايع علياً بصدق، وكان في الصحراء أقوامٌ باعوا دينهم بدنانير وأوهام سلطان.

وسيظل صدى الولاء يتردد من جبال اليمن وسهولها: “عليٌ وليُّ الله”، لا تزعزعه العواصف، ولا تحجبه الدسائس، فالكَرّار حاضرٌ في قلوب اليمنيين، كأنه ولد من ترابهم، ويجري مع دمهم، وسيبقى النور الذي يضيء دربهم حتى النصر.

ويأتي موقف اليمن من قضية غزة اليوم شاهداً حيّاً على صدق الولاية ومعناها الحقيقي، لا مجرد شعارات ترفع في المناسبات فبينما كانت بعض الأنظمة العربية تكتفي بإصدار بيانات الإدانة الجوفاء، أو تنشغل بتقديم التهاني والتطبيع مع كيان العدو، خرج اليمنيون بموقف عملي وفعّال، جسّد جوهر الولاية الذي يعني الانتصار للحق، والوقوف مع المستضعفين.

ففي الوقت الذي كانت فيه طائرات العدو تقصف منازل غزة وتبيد عائلات كاملة، أطلق اليمنيون صواريخهم تحذيراً وردعاً، وأغلقوا المجال البحري والجوي في وجه السفن الإسرائيلية، مؤكدين أن دماء الفلسطينيين ليست رخيصة، وأن أحرار اليمن سيكونوا دوماً حيثما وُجدت المظلومية.

ذلك هو جوهر الولاية: موقف، فعل، وتضحية ولاية تُترجم إلى دعم للمقاومة، وإسناد للمظلوم، وخصومة مع الطغاة والمعتدين، لا كما أرادها الأعراب مجرد طقوس شكلية بلا مضمون فقد اختار المطبعون الانبطاح والتخلي، وساروا في ركب الكيان الصهيوني، يباركون جرائمه، ويزينون حضوره في أوطاننا، في مشهد مخزٍ لا يشبه لا الدين ولا العروبة ولا الكرامة.

لكن اليمن، وهو يترجم ولاءه لعلي، قالها بصدق: ” نحن مع فلسطين قولًا وفعلاً، وسنقف مع شعبها حتى النصر، لأننا لا نعرف أنصاف المواقف، ولا نساوم على المبدأ، فالحق أو لا شيء ” وهذا هو الفرق بين من تولّى علياً، وبين من تولّى اليهود والنصارى.

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى