حربُ الوجود إما نحنُ… أوْ همْ!
بقلم _ غيداء شمسان غوبر
في قلب الصراع الدائر، حيث تتلاطم امواج الدم على شواطئ الارض المقدسة، وحيث تسفك الارواح بلا هوادة، لم يعد الامر مجرد نزاع على حدودٍ او خلافٍ على مصالح لقد تجاوز المشهدُ كل تعريفٍ، لِيعلن عن حقيقةٍ مُرةٍ لا تقبل التاويل، ولا تساوم على المصير: إنها حربٌ وجوديةٌ فاصلةٌ.
هنا، لا مكان للمنطقة الرمادية، ولا لحلول الوسط، ولا للمساومات التي تُباع فيها الكرامة بثمنٍ بخسٍ لقد وصل الصراع إلى ذروته، لتصبح المعادلةُ واضحةً كشمس الظهيرة: إما أمةُ الاسلامِ… أوْ كيانُ اليهود إما أنْ نكون نحن، بكل ما نحمل من تاريخ وحضارة وقيم أو أن يكونوا هم، بكل ما يمثلون من غصب وظلم وفساد هذه الأرض المقدسة، بكل شبرٍ فيها، لا تتسع لفريقين متناقضين لروحين متضادتين، لوجودين يلغي أحدُهما الآخر.
إنهمْ يدركون هذه الحقيقة بوضوحٍ، ففكرهم قائم على الإستئصال، ووجودهم مبني على إلغاء الآخر أما نحنُ، فقد طال سباتُنا، وتأخرت صحوتنا، وظن البعض أن السلام الزائف يمكن أن يبنىٰ على انقاض الحق لكن دماء غزة، وصرخات الاطفال، وهدم البيوت، كلها تعلن بِصوتٍ مدو أن هذا الوهم قدْ تبدد، وإن ساعة الحسم قد دقت.
هنا، في عمق هذا التحدي، يرتفع صوت الحق الالهي، وعد لا يتخلف، وقوة لا تقهر، يعلنها اللهُ سبحانهُ وتعالىٰ في كتابِهِ الكريمِ: { وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ }. نصرُ الله ليسَ أمنيةً عابرةً، بل هو نتيجةٌ حتميةٌ لفعلٍ واعٍ، لقرارٍ لا يتزعزع نصرهُ ياتي لمن ينصرهُ، لمن يتمسك بِالحق، والثبات على المبدأ، ورفض الذل، ومواجهة الباطل بكل قوةٍ، غير آبهٍ بقوة السلاح الظاهر، بل متوكلًا على قوة الايمان التي تحيل المستحيل واقعًا.
فَـإما أن نختار طريقَ العزة، طريق المواجهة الشاملة، طريق التضحية التي تعلي راية الحق، لتحطم قيود الذلّ، وتبدد ظلام الهزيمةِ، وتشرق شمسُ النصرِ على أمةٍ أستعادتْ كرامتَها أو أن نختار طريق الخذلان، طريقَ الصمت المريبِ، طريقَ الإستسلام لوهم السلام الزائف، لنغرق في مستنقع الذل، ونصبح مجرد أرقامٍ في سجلات التاريخ، تباد أرواحها، وتهدم أوطانها، وتسلب كرامتها، لتصبح أمةً بلا وجودٍ.
لا حل وسط، لا مساومة، لا طريق ثالث إنها حرب وجودٍ، تحدد مصير الأجيال القادمة فليكن قرارنا واضحًا، وليكن إيماننا راسخًا، ولتكن إرادتنا من حديدٍ فاللهُ قويٌّ عزيزٌ، ولن يخذل من نصرَهُ النصر قادم لمن اختار أن يكون هو، لا أن يلغىٰ وجوده.
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن