كنوز ميديا – تقارير
شنَّ الكيان الصهيوني، عدواناً على الجمهورية الإسلامية، استهدف خلاله مجموعة من العلماء والقيادات العسكرية، في عملية كانت غادرة ومفاجأة تجاوزت فيها إسرائيل جميع قواعد الحرب، اعتقاداً منها بأن مثل هذه الضربات ستعرّض إيران الى انهيار سياسي وعسكري ينهي قوتها في المنطقة، لكن الرد الإيراني كان أسرع مما توقعه الأعداء، واثبت بأن الجمهورية الإسلامية قادرة على الرد المباشر.
وعلى الرغم من ان الدول الغربية أعلنت عدم صلتها بالعدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية، إلا انه تم بتنسيق بين تل أبيب وواشنطن وبعض الدول الأوروبية، وكان المراد منه ضرب المنشآت النووية السلمية، واستهداف قوتها العسكرية، تمهيداً لإنهاء وجودها في المنطقة الذي يعتبر من أبرز مهددات المصالح الغربية في الشرق الأوسط، لكن ردة فعل طهران فاجأت العالم وجعلت الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه، بحالة من الدهش والقلق، وإعادة ترتيب أوراقه للخروج من هذا المأزق.
سرعة امتصاص الصدمة والرد القوي اثبتت للعالم، إن إيران درست التهديدات من جميع جوانبها، واعدت عدتها لحرب طويلة الأمد، وان الضغوط التي تمارسها أمريكا من أجل الرضوخ لشروطها بشأن البرنامج النووي لن تأتي بنتائج إيجابية، الأمر الذي جعل الدول الغربية تسارع الى تغيير خطابها تُجاه الجمهورية الإسلامية، والدعوة الى الحوار والابتعاد عن التصعيد، في المقابل توعدت طهران باستمرار ضرباتها ضد الكيان الصهيوني، وأن الغرب فتح باباً لا يمكن اغلاقه بسهولة.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي أثير الشرع: إن “الضربة المباغتة التي نفذها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية والتي أتت مع قرب التوصل الى اتفاق نووي ما بين واشنطن وطهران”، مشيراً الى ان “الكيان الغاصب ربما حاول انهاء محاولات التوصل الى اتفاق”.
وأضاف الشرع: أنه “خلال ساعات قليلة، استطاعت إيران ان تعيد ترتيب أوراقها للرد على العدوان، على الرغم من استشهاد قيادات عسكرية كبيرة وعلماء في الملف النووي، مشيراً الى ان الإمام الخامنئي استطاع تكليف البدلاء الناجحين لتكملة المسيرة”.
وأشار الى ان “الرد الإيراني كان مفاجئاً ومقلقاً ولا يسرُّ الصهاينة ومن يقف خلفهم، إذ استطاعت الصواريخ والمسيرات الإيرانية، الوصول الى أهداف حساسة في قلب الكيان الصهيوني، وباعتراف الكيان سيما بعد استهداف مراكز القيادة ومراكز الطائرات الحربية”.
ويتوقع الشرع، ان “تصعّد الجمهورية الإسلامية من ضرباتها خلال الساعات المقبلة وان ترفع بنك أهدافها، وان تكون الهجمات بمئات الصواريخ خلال الأيام المقبلة، خاصة تلك التي تحمل مادة الـ”تي ان تي” والصواريخ الهيدروجينية شديدة الانفجار”.
وأوضح الشرع: ان “هناك التفافاً اقليمياً ودولياً حول الجمهورية الإيرانية الإسلامية من قبل باكستان والتي تخشى تكرار الاعتداء على أراضيها بالإضافة الى كوريا الشمالية، متوقعاً ان تكون هناك دعوات للعودة الى الحوار تقودها السعودية وغيرها من الدول خاصة في حال تصاعد الضربات الإيرانية”.
الجدير ذكره، ان الجمهورية الإسلامية الايرانية، أعلنت مساء الجمعة الماضية، عملية “الوعد الصادق 3″، بعد ساعات من العدوان الصهيوني على البلاد، مستهدفةً مناطق واسعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجات متعددة من الصواريخ الباليستية والمسيرات، إذ وصف الكثير من المسؤولين الموجودين في تل أبيب بأن ليل الجمعة كان قاسياً جداً، فيما لجأ آلاف المستوطنين الى الاختباء في الملاجئ، هرباً وخوفاً من الصواريخ الإيرانية.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة عن دمار غير مسبوق في تل أبيب، كما أظهرت صور نشرها المستوطنون، ووسائل اعلام دولية، دماراً واسعاً في المناطق التي أصابتها الصواريخ الإيرانية مباشرةً، الأمر الذي اضطر الكيان الغاصب الى دعوة المستوطنين للهروب الى الملاجئ، وتنفيذ حملة إخلاء غير مسبوقة لجميع المؤسسات الحكومية من ضمنها مطار اللد “بن غوريون” خوفاً من الضربات .س222