كنوز ميديا – تقارير
بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته الأسواق العالمية في الفترة الأخيرة وتدرجها بالتعافي منذ الحرب الروسية الأوكرانية، ها هي تعود من جديد بالقفز في الأسعار، سواء كانت نفطية أو مواد غذائية وسلعاً استراتيجية بعد الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على الجانب الإيراني، وسط توقعات اقتصادية يشبوها المزيد من الخطر في حال غلق إيران مضيق هرمز وإقدام حركة أنصار الله اليمنية على اغلاق باب المندب.
حيث شهدت الأسواق العالمية، ارتفاعاً في أسعار النفط منذ بداية الضربة الإسرائيلية على إيران، ممّا أدت الى ارتفاع أسعار النفط بمقدار 13%، كما تم ارتفاع أسعار النقل والتأمين وتكاليف الشحن بنسبة كبيرة، قياساً بأول أيام الحرب وسط توقع المزيد من الارتفاع في حال استمرارها.
وشهدت الأسواق الإسرائيلية حالة من الارباك والتخبط في فروع شبكات التسوق والبقالة، مع توافد مئات الآلاف من الإسرائيليين لتخزين المواد الأساسية وإمدادات الطوارئ، حيث بلغ الإقبال على المتاجر ذروته ظهر الجمعة، وسُجّل نقصٌ حادٌ في منتجات حيوية مثل الحليب والبيض والخضراوات وعبوات المياه.
وبالتوازي مع الحركة النشطة في الأسواق الاستهلاكية، اتجهت المؤشرات الاقتصادية إلى مسار مقلق، إذ سجل سعر صرف الشيكل، انخفاضاً حاداً أمام الدولار والعملات الأجنبية، وسط قلق المستثمرين من تداعيات أمنية واقتصادية طويلة الأمد.
وتراجعت بورصة تل أبيب بشكل ملحوظ، مدفوعة بانخفاض أسهم شركات الطيران والسياحة بعد إعلان عدد من شركات الطيران العالمية، تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل، وتوقف الحركة بشكل شبه تام في مطار بن غوريون عقب إغلاق المجال الجوي.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية بفعل المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع قد تؤثر على إمدادات الطاقة، بفعل القصف العشوائي الإسرائيلي على مصادر الطاقة في إيران.
هذه المخاوف دفعت صندوق النقد الدولي لخفض توقعاته لنمو اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الجاري بنحو 10 نقاط.
ووفقا لتقارير اقتصادية دولية، أكدت ان هذه الحرب ستؤثر بشكل كبير على الطاقة النفطية في منطقة الخليج والتي تعتبر مهمة جدا لأمن إمدادات الطاقة العالمية، حيث تحتوي على 48% من الاحتياطيات العالمية، كما أن إيران مازالت تنتج ما يقرب من 3.2 ملايين برميل نفط يوميًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية التي صنفتها العام الماضي في المرتبة التاسعة بين أكبر منتجي النفط الخام في العالم.
وبهذا الخصوص، أكد الخبير الاقتصادي عبد الحسن الشمري ، ان هذه الحرب افتعلتها الدول الكبرى المتمثلة بأمريكا وبمساعدة بريطانيا وبعض الدول الأوروبية، من أجل الضغط على الدول العربية والإسلامية وإحداث خلل اقتصادي في المنطقة الغاية منها اخضاع هذه الدول لرغباتها وشروطها، مرجحاً ان تنتج هذه الحرب تداعيات خطيرة على مستقبل الشرق الأوسط بشكل عام ودول المنطقة بشكل خاص، ولربما سيرتفع سعر برميل النفط الى 100 دولار خلال الأيام المقبلة، أملاً ان يكون هناك دور لروسيا والصين لمنع التصعيد في المنطقة، لأنها ستتأثر بتداعياتها الاقتصادية المحتملة .
ويدفع الاقتصاد العالمي، فاتورة ضخمة للتوترات الجيوسياسية والحروب التي تفتعلها إسرائيل في المنطقة والتي تقف خلفها أمريكا مقابل صمت منظمة التجارة العالمية أمام هذه التجاوزات.. س222