مع الحق ضد الباطل … موقف مبدئي من العدوان الصهيوني على ايران
كنوز ميديا _ متابعة
تعيش المنطقة أوضاعًا استثنائية نتيجة الحرب التي بدأها الكيان الصهيوني بشنّ عدوان مباشر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وردّ إيران المشروع على ذلك العدوان.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يجد العراق نفسه معنياً بما يجري بحكم موقعه الجغرافي ووقوعه في قلب دائرة الصراع.
وعند تحديد الموقف العراقي، فإن من الواجب التمسك برؤية متوازنة تُفرّق بين الحق والباطل، وبين المعتدي والمعتدى عليه، وفقًا للمعايير الشرعية والمواثيق الدولية.
ومن الواضح أن الكيان الصهيوني هو من بدأ العدوان، وهو الذي ما زال يمارس جرائم الإبادة وجرائم الحرب بحق المدنيين في غزة، في ظل صدور قرارات دولية تجرّمه، وأوامر اعتقال بحق عدد من قادته.
لذلك لا يمكن، في ميزان العدالة والإنصاف، مساواة المعتدي بالمعتدى عليه، ولا تبرير صمتٍ يوحي بالحياد في معركة بهذا الوضوح الأخلاقي والقانوني.
وإلى جانب هذه الاعتبارات المبدئية، تأتي اعتباراتنا الخاصة بعلاقتنا مع الجمهورية الإسلامية؛ فهم إخوتنا في الدين، وهم العمق العقائدي لشعبنا، وهم جار وشريك استراتيجي على المستويات الأمنية والاقتصادية.
لقد جاء العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران في وقت كانت تواصل مفاوضاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي، بينما لا صلة للكيان الصهيوني بهذه المفاوضات لا من قريب ولا من بعيد.
لقد تذرع الكيان، كعادته، بحجة “منع ايران من امتلاك السلاح النووي”، في وقتٍ هو فيه الطرف الوحيد في المنطقة الذي يمتلك هذا السلاح، رافضًا إخضاع منشآته لأي رقابة دولية.
هذا العدوان يكشف مجددًا أن الكيان الصهيوني يسعى لفرض هيمنته الكاملة على المنطقة.
فقد قام بالأمس بتحييد سوريا وهدد مصر، واليوم يهاجم إيران، وغدًا قد يستهدف العراق ودول الخليج.
يريد هذا الكيان المأزوم أن ينفرد بالقوة والقرار، محتكرًا أدوات الردع والتدمير، متجاوزًا كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
من هنا، يصبح لزامًا على الدول التي تقع في دائرة التهديد الصهيوني أن تعلن دعمها الصريح والمبدئي للجمهورية الإسلامية في وجه هذا العدوان.
وقد سبقت باكستان إلى اتخاذ موقف مشرّف حين أعلنت وقوفها إلى جانب إيران.
ونحن نأمل أن يعبر العراق عن موقفه بوضوح، مساندًا للحق، ورافضًا للباطل، ومؤكدًا على حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها، وذلك عبر كل الوسائل الدبلوماسية والإعلامية الممكنة.
أما نحن في منظمة بدر، فإننا لا نؤمن بالحياد في صراعٍ بين الحق والباطل.
رسالتنا تأسست على هذه القيمة العليا، وقناعتنا ثابتة بأن الوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية هو وقوف مع المبدأ والعدالة والكرامة.
سنظل مؤيدين لحقها في الدفاع عن نفسها، ساعين إلى التعبير عن هذه النصرة عمليًا، وداعين كل الأحرار المؤمنين بقيم التعايش والعدالة إلى أن يرفعوا صوتهم الشجاع.
لقد فقد الكيان الصهيوني، بجرائمه المتواصلة، أي مكان له في الأسرة الإنسانية، ولم يعد قادرًا على التعايش في بيئة يسودها التعاون والسلام.
وإن الرد الإيراني لم يكن سوى خطوة باتجاه استعادة التوازن وفرض معادلة الردع،
وعلى العالم أن يعيد النظر في صمته، فليس بعد مجازر غزة، والعدوان على ايران، أي عذرٍ للسكوت.
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٦/١٥