إيران.. بين عبق الحضارة ونبض القوّة

بقلم _ ريما فارس

إيران، تلك الأرض التي تتنفس التاريخ وتزهر بالحضارة، تقف شامخة بين الجبال والسهول، تحمل بين ضلوعها حكايات الملوك والشعراء، وتفاصيل المدن التي كتبت فصولًا من نور.

من أصفهان، حيث القباب الزرقاء تتعانق مع السماء، إلى شيراز، حيث تنام القصائد بين حدائق الورد والياسمين. من تبريز، التي نطقت بالعلم والفن، إلى طهران، العاصمة التي تضج بالحياة وتزدهر بالتقدّم.

إيران ليست فقط أرض الشعراء كحافظ وسعدي، ولا فقط بلد المساجد الفيروزية والأسواق العتيقة، بل هي اليوم قلعة شامخة لقوّة إسلامية عصيّة، جمعت بين الإيمان والتطوّر، فارتفعت رايتها علمًا ونورًا وسلاحًا في وجه الطغيان. طوّرت قدراتها الصناعية، وصقلت هويّتها العلمية، وأسهمت في مجالات الطب والهندسة والطاقة، حتى غدت محورًا إقليميًا يُحسب له ألف حساب.

وفي قلب هذا النهوض، تقف إيران بوجه الريح، لا تهتزّ ولا تنكسر، لأن في عمقها إيمانًا لا يضعف، وشعبًا لا يخاف. من يراود نفسه بالعدوان على أرضها، لا يدرك أن إيران ليست فقط دولة، بل فكرة، وعقيدة، وأمةٌ إذا نهضت لا تُهزم. وكل يدٍ تمتدّ إليها بالسوء، ستكون قد كتبت بيدها نهاية وجودها، لأن إيران اليوم، بقوتها الإسلامية الراسخة، قادرة لا على الرد فحسب، بل على إسقاط كيانات كاملة بضربة من يقين.

ولأنها في محور الحق، فإن المعركة معها ليست ككل المعارك، بل هي كما وصفها شهيد الأمة السيّد حسن نصر الله، معركة الإمام المهدي المنتظر (عج)، المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، بين مشروع النور ومشروع الظلام. وما هذه الأرض إلا قلب الاستعداد، وما هذا الشعب إلا طلائع الوعد الإلهي، يقاتلون بثبات، ويصبرون بإيمان، وينتظرون بشوق أن تُفتح راية القائم (عج) في آخر الزمان.

في طرقاتها الحديثة، وحدائقها العامة، ومراكزها التكنولوجية، ترى صورة وطن لم ينسَ جذوره، لكنه يحفر بإرادته دربًا نحو غدٍ مشرق. فهنا، يتعانق الجمال الطبيعي مع الإبداع البشري، وتُنسج من خيوط الماضي والحاضر لوحة فريدة لبلدٍ يأبى أن يكون عابرًا في التاريخ.

إيران هي الجبل والنخلة، هي الورد والدفاع، هي الفارس الذي يحمل كتابًا في يد، ودرعًا من كرامة في الأخرى. وهي اليوم، حارسة الحلم الإلهي، واقفة على خط الانتظار، حتى يشرق صاحب العصر، ويكتمل النور.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى