خطاب السيد القائد في ولاية علي بن أبي طالب
بقلم _ بشرى المؤيد
قال تعالى “يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَٰفِرِينَ.
صلى رسول الله بالحجاج صلاة الظهر وإستدعى علي بن أبي طالب ثم خطب خطبة عظيمه وذكر لهم أن الله أمره بأمر مهم حتى وصل للموضوع أخبرهم فيه أنه على وشك الرحيل قال “ألا وإني يوشك أن أفارقكم، ألا وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالاته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره،جزاك الله خير ما جزى نبيا عن أمته، ثم واصل خطبته وقال:”ياأيها الناس إن الله مولاي،وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم،فمن كنت مولاه،فهذا علي مولاه،اللهم وال من والاه وعادي من عاداه،وأنصر من نصره وأخذل من خذله، اللهم هل بلغت؟ ويجيبون: اللهم بلى، ويكرر رسول الله ثلاثا اللهم فاشهد، ويقولون اللهم بلى،اللهم فاشهد،اللهم بلى. فليبلغ الشاهد منكم الغائب. ونزل قوله تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”
إن من أهم المخاطر التي يواجهها المسلمون اليوم هو توليهم لليهود والنصارى ولذلك هم محتاجون إلى ما يحصنهم ويحميهم من هذا التولي قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” ما ذا يعني ذلك؟معناه إتخاذهم أولياء يشمل التأييد لهم في الموقف،يشمل كل أشكال التعاون معهم ضد الإسلام والمسلمين، يشمل أيضا الخضوع لهم والتعامل معهم كجهة آمره،مقررة،موجهه في مختلف شؤون الحياة.
وهذا ما يوضح حال المنافقين،والمرتزقة،والعملاء، كيف يصبح حالهم حين يتخذون الأعداء أوليائهم يصبح حالهم مثلهم كمثل اليهود والنصارى في أعمالهم التآمريه.قال تعالى “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ كَٰفِرِينَ”
يعمل الأعداء ضد الأمة الخداع والتضليل فهم لا يريدون الخير لنا بأي شكل من الأشكال “وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ” و لهم نشاطات مكثفه،ومسرعه للإفساد في الأرض. ولهم أمراض لاةيستطيعون التخلص منها وهي أمراض متعددة الأشكال منها المعنوية، و الإفسادية و التخريبيه
قال تعالى “فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍۢ مِّنْ عِندِهِۦ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ نَٰدِمِينَ” فيتحرك المنافقون من داخل الأمة يروجون لهم، ويسيرون بخطاهم،يتحركون بكل سبلهم ووسائلهم الإعلامية؛ فبهذه السبل والطرق يتوددون لهم لعلهم يحرزون رضاهم ويكونون منهم يسارعون في خدمتهم و إرضائهم.
إن الموقع الذي أراده الله سبحانه للامة هي موقع النور وأن تواجه المظلين اليهود الذين هم أظلم الناس يظلمون ويقتلون ويأخذون الحقوق بدون وجه حق فدور الأمه هو دور عظيم لإقامة العدل والقسط بين الناس.هم يعملون على تجريد الأمة من القيم والأخلاق والمبادئ وإبعادهم عن الخط المستقيم. فمن يتحرك معهم يصبح مثلهم في نهجهم في الظلم والإجرام والجبروت . ولذلك هناك فرق بين ولاية الله وولاية الطاغوت قال تعالى “ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِ ۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ”
يتجه هؤلاء الظلاميون إلى تجريد الأمة من كل القيم، يتجهون إلى ضرب الأمة في روحها المعنوية، وتجريدها من كل الأسس الإيمانية و الدينية ؛ لتبقى أمة من دون جذور يسهل عليهم من أن يقلعوها.
اليهود ومن معهم يتجهون إلى فرض ولايتهم على المسلمين والسيطرة التامة لهم.وبرمجة الأمة في دينها وثقافتها،وفكرها،وولائاتهاوعاداتها وفق ما يحقق لهم أهدافهم. وتكون متقبلة لهم ومطيعة لهم ولأوامرهم. هم يحاولون على تصفبة القضية الفلسطينية ويحاولون على إزاحة أي عائق يقابلونه.
يحاولون في تعبيراتهم تغيير الشرق الاوسط أي إخضاع كل شعوب المنطقة تحت سيطرتهم والتحكم بهم وبكل ما يمتلكونه في كل المجالات وتجريدهم من كل مقومات النهضة والتقدم. إن الصراع ما بين أمتنا وأمتهم بالتحديد هي مرحلة مهمة للغاية ونحن في خيارين إما الخنوع و الخضوع والقبول بولايتهم أو المقاومة وعدم الخضوع والقبول بما يملون و يأمرون و ومواجهة مؤمراتهم وإجرامهم وفسادهم ويكون على أساس من الوعي والبصيرة حتى نكون خير أمة في مواجهة شرهم وباطلهم ونكون امة المبادئ والقيم الفطرية و الإلهية ونكون قي الموقع الذي أراده الله سبحانه لنا. ولهذا جاء العدوان على الجمهورية الإسلامية إيران لأنهم يرونه نموذجا مستقلا خارجا عن سيطرتهم مناصرا للمظلومين والمستضعفين ويرونها دولة حضارية بكل مقاييس الكلمة وقوة إسلامية وهذا ما لا يريدونه أن تكون دولة مسلمة في وسط المسلمين بهذه الصفات العالية والغالية مستقلة لا تخضع ولا تخنع لهم ، لا تقبل بالتبعية لهم وتكون حرة عزيزة تدعم فلسطين