كنوز ميديا – تقارير
يتحرك العراق دبلوماسياً وأمنياً في سبيل الوصول إلى حلول وتهدئة للتطورات المتسارعة الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة للعدوان الصهيوني الذي يشنّه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأيضاً رد طهران على تلك الاعتداءات، بالإضافة إلى خرق الأجواء العراقية من قبل العدو الصهيوني وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، كل ذلك سرّع من خطوات الحكومة، للبحث عن التهدئة وتجنب انتشار الصراع في الشرق الأوسط.
وسارعت الحكومة يوم أمس إلى نشر منظومات وبطاريات الدفاع الجوي في بعض المناطق الحدودية، في ظل استمرار الطيران الصهيوني المعادي بخرقه للأجواء العراقية واستغلاله لهذه الأجواء لضرب الجارة إيران، في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة وتوسيع رقعة الحرب فيها، من خلال تنفيذه عمليات عدة في فلسطين ولبنان واليمن، وأخيراً في الجمهورية الإسلامية.
ولم يكتفِ العراق بهذه الخطوة بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث تعتزم الحكومة تقديم شكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي ضد الانتهاكات الصهيونية المستمرة لأجوائه وإجبار العدو على احترام سيادة البلدان، وأيضا إدانة التهاون الأمريكي مع هذه الخروقات، خاصة وأن بغداد لديها اتفاقيات أمنية استراتيجية مشتركة مع واشنطن توجب عليها حماية أجوائها ومنع أي انتهاك لسيادتها، لكن الولايات المتحدة تغض البصر عن ذلك من خلال تقديم المعلومات والتسهيلات اللازمة للكيان، لتنفيذ ضرباته وعدوانه على طهران.
في السياق، يعتزم مجلس النواب العراقي أيضا، عقد جلسة استثنائية غدا الثلاثاء، لبحث الاعتداءات الصهيونية على إيران، وأيضا مناقشة الخروقات المتكررة للأجواء العراقية من قبل الطيران الصهيوني، وجاءت هذه الجلسة بناءً على طلب مقدم من قبل النائب عن كتلة حقوق النيابية سعود الساعدي، الذي أكد في تصريحات له، أن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني يستخدمان الأجواء العراقية، لتنفيذ وشن عدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما يتطلب موقفاً حازماً تُجاه الوجود الأجنبي المزعزع للاستقرار الداخلي والخارجي.
وحول هذا الأمر، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عامر الفائز: إن “العراق ومنذ فترة يلعب دوراً رئيساً في الحفاظ على استقرار المنطقة وتهدئة الأوضاع والتوترات، ونجح كثيرا في أكثر من مرحلة لاسيما التقارب بين إيران والسعودية وتقريب وجهات النظر بين بعض الأطراف”.
وأضاف: أن “التحرك الحالي مطلوب للحفاظ على استقرار المنطقة وسلامة العراق ومن يتعرضون للعدوان الصهيوني من الأبرياء”، مبينا: أن “العراق وبالتعاون مع بعض الدول الأخرى يتحرك لوقف إطلاق النار وإنهاء الحروب الصهيونية العبثية في كل الشرق الأوسط”.
هذا وبحث رئيس الوزراء، يوم أمس، في اتصالين هاتفيين مع الرئيس الإيراني بزشكيان والتركي أردوغان، مسألة خرق الأجواء العراقية وضرورة التهدئة ووقف العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
يشار إلى أن الطيران الصهيوني نفذ الجمعة الماضية، عدداً من الضربات الجوية ضد إيران، فيما خرق أجواء العراق لتنفيذ عدوانه، وهو ما يخالف جميع القوانين الدولية والداخلية، ما دفع بغداد إلى الذهاب نحو مجلس الأمن، ليشكو من هذه التجاوزات المستمرة على السيادة الوطنية.س222