انكشاف المخطط: كيف أجهضت إيران محاولة انقلاب ناعمة بتوقيع صهيوني؟
كنوز ميديا – هيئة التحرير
في ليلة مشبعة بالتوتر والترقّب، اعتقدت تل أبيب أن لحظة الحسم قد أزفت، وأن أبواب طهران فُتحت من الداخل لتمرّ المؤامرة بهدوء. إلا أن السيناريو انقلب رأسًا على عقب، حين كشفت إيران واحدة من أخطر محاولات الاختراق المنظم لنظامها من الداخل، عبر أدوات صهيونية وأذرع محلية كانت تستعدّ لإحداث انقلاب ناعم يشلّ الدولة بالكامل.
مخطط إسقاط النظام: ضربة من الداخل بواجهة إيرانية
ما كُشف لم يكن مجرد هجوم جوي أو اختراق أمني عابر، بل عملية انقلاب هادئة مدبّرة بعناية، تشترك فيها تل أبيب مع عناصر داخل إيران، بعضها محسوب على مؤسسات حساسة في الدولة، منها الجيش والحرس الثوري.
الهدف لم يكن منشأة نووية ولا قاعدة عسكرية، بل قلب النظام رأسًا على عقب، عبر تعطيل القيادة العليا وتفكيك منظومة القرار وإحلال قيادة “بديلة” موالية للكيان الصهيوني.
الأهداف: شلّ القيادة وإعادة تشكيل الدولة على الطريقة الإسرائيلية
وفق ما نقلته الميادين وتسنيم عن مصادر قريبة من مراكز القرار في طهران، فإن المؤامرة كانت تهدف إلى:
اغتيال القيادة العليا وعلى رأسها المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.
تعطيل أنظمة الدفاع الجوي والرادارات والسيطرة العسكرية.
قطع شبكات الاتصال والتنسيق بين المؤسسات الأمنية والسياسية.
إثارة بلبلة داخلية تؤدي إلى انهيار السيطرة وفتح الباب أمام قيادة موازية مرتبطة بالخارج.
🛑 الانهيار السريع للمؤامرة: مفاجآت في قلب المعركة الأمنية
فور اكتشاف المؤامرة، تحركت الأجهزة الأمنية الإيرانية بسرعة قياسية، وأعادت تفعيل الأنظمة المعطّلة، ونفّذت عمليات اعتقال دقيقة طالت العناصر المتورطة، بما فيها شخصيات داخل بعض المؤسسات الأمنية.
المرشد الأعلى، الذي وردت إشارات غير مؤكدة إلى وجوده في دائرة الخطر، لم يُصب بأذى، وتم نقله إلى موقع آمن وسط إجراءات بالغة التشديد.
ردّ إيران كان قاطعًا وسريعًا، أوقف العملية قبل أن تخرج من الظل إلى العلن، ما شكّل صدمة استخبارية لتل أبيب ومن يقف خلفها.
الانقلاب السيبراني: وعود الخيانة وأحلام “إيران البديلة”
العملية لم تعتمد فقط على العناصر البشرية، بل استُخدمت فيها أدوات سيبرانية عالية التطور لتعطيل أنظمة التحذير المبكر والدفاع الجوي، بالتوازي مع اختراقات رقمية وشيفرات خبيثة.
كما كشفت تسنيم أن “المتورطين” المحليين تلقوا وعودًا بتولي مناصب قيادية في “إيران الجديدة” ما بعد الانقلاب، وهو ما رفع مستوى التجنيد الداخلي لدى العدو الإسرائيلي.
نتنياهو في المشهد: خطاب الانكشاف وليس الانتصار
رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، خرج فجر تلك الليلة بخطاب متوتر، دعا فيه الإيرانيين صراحة إلى “الانقلاب على النظام”. لم تكن دعوة مستترة، بل رسالة مفضوحة عن تورط مباشر في المخطط.
وبين سطور خطابه، بدا واضحًا أنه يعلن عن سقوط مؤامرته قبل أن تكتمل، بعدما فقد عنصر المفاجأة وسيطرة الخداع.
🇺🇸 بين ترامب وتل أبيب: تنسيق مريب أم مغامرة منفردة؟
في توقيتٍ مريب، كانت زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة تُحدث ضجة. وربطت بعض التحليلات بين زيارته وبين ما جرى في طهران.
لكن هل كانت واشنطن على علم بالمخطط؟ هل شاركت في التخطيط، أم أن تل أبيب اندفعت وحدها؟ لا إجابة واضحة حتى الآن، إلا أن المؤشرات ترجّح تنسيقًا من خلف الستار.
من وهم الانتصار إلى واقع الهزيمة: تراجع استراتيجي في تل أبيب
ما بعد فشل الانقلاب، تغيّر الخطاب الإسرائيلي كليًا؛ من “إسقاط النظام” إلى “تعطيل المشروع النووي”، في تراجع يُقرأ كإقرار ضمني بالهزيمة وفقدان المبادرة.
تل أبيب، التي كانت تراهن على الانقسام الداخلي والانهيار السريع، وجدت نفسها أمام جدار صلب من التماسك الأمني والسياسي في طهران.
ما بعد الفشل: طهران تُغلق الأبواب خلف الخونة… وتفتح جبهة الحساب
اليوم، بعد انكشاف الخطة وسقوط المشروع، تتجه إيران إلى محاسبة المتورطين، وسط ترجيحات بأن ملفات كبرى سيتم فتحها لكشف تفاصيل “الخيانة” التي كادت تفتح بوابة الفوضى.
المؤسسة الأمنية بدأت حملة تطهير واسعة، فيما يُتوقع أن يُكشف لاحقًا عن مزيد من التفاصيل حول شبكات الاختراق وأسماء المتعاونين، في الداخل والخارج.
ما جرى لم يكن مجرد محاولة تخريب… بل انقلاب صامت أُجهض في لحظة الحقيقة.
إيران أثبتت مجددًا أن بنيانها الأمني ليس هشًّا، وأن أياديها على الزناد والوعي، في آنٍ معًا.