اقتصادي: استهداف منشآت النفط قد يرفع سعر البرميل إلى 130 دولاراً

كنوز ميديا _ بغداد

حذر أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، اليوم الثلاثاء، من اتساع رقعة التصعيد العسكري بين إيران والكيان الصهيوني، وتحول الضربات المتبادلة من نطاق محدود إلى استهداف مباشر للبنى التحتية الحيوية، قد يدفع العالم نحو واحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية منذ عقود.
وقال السعدي، في تصريح له ، إن “استهداف منصة غاز من قبل الكيان الصهيوني ورد إيران بقصف مصفاة في حيفا، يمثلان مؤشراً خطيراً على احتمالية اندلاع حرب الأصول الاستراتيجية التي تتحول فيها منشآت الطاقة من نفط وغاز إلى أهداف رئيسية في الصراع”.
وأضاف أن “أمن الطاقة العالمي سيكون أول من يدفع الثمن”، مشيرًا إلى أن “مضيق هرمز، الذي تتمتع إيران بسيطرة جغرافية عليه تمر عبره أكثر من 25% من صادرات النفط العالمية”.
وأوضح أن “أي تهديد فعلي لهذا الممر الحيوي سواء عبر إغلاقه أو استهدافه بالقصف أو الألغام البحرية سيؤدي إلى صدمة في الأسواق قد ترفع أسعار النفط إلى ما يقارب 130 دولاراً للبرميل، في حال تعطلت الملاحة جزئياً”.
وبين أن “هذه القفزة السعرية ستضغط بشدة على اقتصادات الدول المستوردة خصوصاً في آسيا وأوروبا وتدفع نحو موجة تضخمية عالمية جديدة قد تضعف القوة الشرائية وتؤدي إلى تباطؤ اقتصادي يصل حدّ الركود إذا طال أمد النزاع”.
وأشار إلى أن “تداعيات التصعيد ستطال سلاسل الإمداد العالمية، لا سيما في قطاعات النقل والصناعة الثقيلة بسبب ارتفاع تكاليف الوقود واللوجستيات مما يهدد بنقص في السلع الأساسية وتراجع في الإنتاج العالمي”.
واكد أن “دول الخليج لن تكون بمنأى عن التأثر رغم بعدها النسبي عن جغرافيا المواجهة”، لافتاً إلى أن منشآت الطاقة فيها تبقى معرضة لهجمات صاروخية أو إلكترونية محتملة مما يعمق أزمة الإمدادات”.
أما بالنسبة للعراق، فلفت إلى أن “التأثير سيكون مزدوجاً، إذ قد يستفيد على المدى القصير من ارتفاع أسعار النفط، لكنه قد يواجه مشكلة حقيقية إذا ما اغلق مضيق هرمز أو تعطلت خطوط التصدير خصوصاً في ظل توقف خط جيهان واعتماده حالياً على الخليج كممر وحيد لصادراته النفطية”.
وختم بالقول إن “تحول النزاع إلى حرب شاملة على البنى التحتية للطاقة لن يبقى محصوراً في نطاقه الأمني أو السياسي بل قد يتسبب بصدمة اقتصادية عالمية أعمق من تلك التي خلفتها حرب أوكرانيا، مع احتمالات لإعادة رسم خريطة التحالفات ومراكز النفوذ الاقتصادي في العالم”.م333

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى