سر انتصار اليمن هو الولاء للإمام علي
بقلم _ البتول المحطوري
على مر العصور والأزمنة، ضل الشعب اليمني رمزًا للبسالة والصمود والصبر، وأثبت جدارته في أشد المحن والتحديات؛ فهو يمتلك من الإرادة والقوة والإيمان مايجعله قادرًا على دهس أقسى الظروف، ومن أبرز تجليات هذه القوة الروحانية والثبات العقائدي؛ هو تجذره بولاية الإمام علي عليه السلام باب مدينة علم رسول الله، وأشجع قائد عرفته الأرض .
ولاية الإمام علي ليست موقفًا عاطفيًا، ولا موقفًا سياسيًا ولا ولاء تاريخي ؛ بل هي عقيدة راسخة في وجدان الشعب اليمني، وعمود من أعمدة الإيمان بالله والتوكل عليه، فاليمن منذُ بزغ فجر الإسلام؛ كان هو الذي سارع في الانسجام معه دون حرب، بل وسعى على احتضانه وحمايته والحرص على الوقوف بعزم دون فتور مع أهل بيت رسول الله _صلوات الله عليهم _؛ حتى يضل كما هو صافيا نقيًا مُزهرًا على مر العصور،فكانوا هم أول من بايعوا الإمام علي-عليه السلام- بقلوبهم وأرواحهم؛لينسجُوا من أوردتهم لامة حربٍ لنصرته.
اليمن لم يكن اسمًا عابرًا في ذهن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله-و لا الإسلام كذلك كاقومٍ ءامنوا فقط؛ بل اسمًا نُسج من نفحات القرآن الكريم، وارتبط سمو الإسلام به؛ لِتتصدر الكثير من الأحاديث عنه وأشهرها “الإيمان يمان والحكمة يمانية” في إشارة واضحة إلى التلاقي الروحي والعقائدي بين الإيمان الأصيل في قلوب اليمنيين،وبين الحمكة التي ميزت أهل هذا البلاد؛ وهي حكمة جعلتهم يُميزون الحق ويصطفون مع أوليائة في كل زمان.
الإمام علي-عليه السلام-مثَّلَ النموذج الأعلى في الشجاعة، العدالة، الكرامة؛ وهي القيم التي تشبث بها اليمنيون عبر القرون، وصاغوا بها النصر، لذلك نجد في شخصية الإمام علي-عليه السلام- الإلهام الدائم، مُذكرًا الناس أن النصر لا يكون إلا بصبر، وأن الدفاع عن المظلومين في شتى بقاع الأرض شهامة، وقول الحق وإن جرى معه تبعات؛ من أعظم القربات إلى الله.
الإمام علي لم يكن فقط فارس بدر وخيبر، بل كان الحاكم العادل، والوالد الحنون، والمعلم الحكيم؛ الذي رسم في عقول الأمة الحرة أن الكرامة لا تشترى، وأن الانتصار الدائم هو الوقوف مع الحق.
اليمن اليوم يجسد هذا الولاء الصادق؛ بمقاومته للظلم والاستعمار، في كل بقاع الأرض ليس في أرضه فقط لأنه يستمد عزيمته من خُطَى الإمام علي المتمثل: بشجاعته، وحكمته، ودعائه ،نهجه،خطبه،زهده وورعه؛ ليكون السراج النير في وسط الظلام، ويستلهمون منه الصبر عند الفتن، ويتعلمون كيف يُدار الوطن بحمكة، لابتهور، وبثبات لابخضوع
إن ولاية الإمام علي-عليه السلام-ليست مجرد فكرة مأخوذة من نصوص قديمة؛ بل هي نبض حي في قلوب أبناء اليمن جيلًا بعد جيل، تُغذيهم في معاركهم، وتشد من أزرهم ، وتذكرهم بأن طريق الحق وإن كان شاقًا؛ لكنه هو الأقرب إلى الله، فمن كان قريبًا من الله فلا غالب له.
#اتحاد_كاتبات_اليمن
https://t.me/+yZJA_dQVii84Y2Vk