وحدةُ السّاحاتِ من صنعاءَ إلى طهران… دمٌ واحدٌ، وأمّةٌ واحدةٌ
بقلم _ طوفان الجنيد
تُعَدُّ الجبهةُ اليمنيّةُ إحدى الجبهاتِ المحوريّةِ الداعمةِ لمعركةِ “طوفان الأقصى”، وتمثّل السّاحةُ اليمنيّةُ حجرَ الزّاويةِ في محورِ المقاومة. وقد أثبتتِ الأحداثُ مدى فاعليةِ هذه الجبهةِ وأهميتِها وفاعليّتِها، سواءٌ في المعركةِ البحريّةِ أو الجويّة.
وقد تَبادر إلى أذهانِ العالم مدى قوّةِ وصَلابةِ وبسالةِ هذه الجبهة، وكيف استطاعت -بما تملكه من إرادةٍ وعزيمةٍ يمنيّةٍ صلبة- أن تُغيّر في موازينِ المعركة، وتُحدِثَ صدمةً تأثيريّةً على العدوّ الصهيونيّ والأمريكيّ معًا، في منازلةٍ وتكتيكاتٍ وتقنيّةٍ متقدّمةٍ ومتطوّرة، فاقت جميعَ التصوّرات، ولم يسبق لها مثيلٌ في الحروبِ السابقة، أشبه ما تكون بالمستحيل أو المعجزة، باعترافِ العدوِّ نفسه.
قدّمت فيها هذه الجبهةُ الكثيرَ من التضحيات، وتحمّلت العديد من الآثارِ والتبِعات، وما نزالُ صامدين ثابتين إلى اليوم، نُساند غزّة بكلِّ قوّة، ونُلقِّن العدوَّ الصهيونيَّ أقسى الضّربات.
محورُ اليمنِ وموقفُه من العدوانِ الغاشمِ على إيران:
من يُتابع الأحداثَ سيَعلم أنّه ومنذ انطلاقةِ “الطوفان”، خرجَ سماحةُ السيّد القائد عبدُالملك بن بدرالدين الحوثي (سلامُ اللهِ عليه) في خطابٍ له، قائلًا:
“إذا تدخلت أمريكا بصورةٍ مباشرةٍ إلى جانب العدوّ الصهيونيّ، فإنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي، بل سنواجهها، وسنستهدفها، ونستهدف مصالحَها في البحرِ والجوّ، وحيثُ ما استطالت إليه أيدينا.”
وفعلًا، دخل اليمنُ في وطيسِ المعركة، ولقّن العدوَّ الأمريكيّ الويلَ والثبور، وكسرَ هيبتَه، وأذلّ كبرياءَه وغطرستَه، ممّا دفعه إلى الاستسلامِ والخضوعِ، واللجوء إلى الاتفاقِ والحوارِ عبرَ الوسيطِ العماني، طالبًا التوقّف عن استهدافه، واستهداف سفنِه وبوارجِه؛ فتمّ له ذلك، وسحبَ حاملاتِ طائراتِه من البحرِ مكرَهًا وهو صغير.
وفي ظلّ التصعيدِ الأخيرِ للعدوِّ الصهيونيّ وعدوانِه على الجمهوريّةِ الإسلاميّة، أدان اليمنُ واستنكرَ هذا العدوانَ الإجراميَّ، وشاركَ الإخوةَ في الحرسِ الثوريِّ الإيرانيِّ في استهدافِ الكيانِ الصهيونيّ ونادِبِه.
أما فيما يخصّ التهديدَ الأرعنَ للمجرم ترامب، فقد كانت هناك تصريحاتٌ للقادةِ العسكريّين، ورئيسِ المجلسِ السياسيّ الأعلى، المشيرِ الركن مهدي محمد المشّاط، بأنّ القواتِ العسكريّةَ اليمنيّةَ على أتمّ الجهوزيّةِ وكاملِ الاستعدادِ للمواجهة، وأنّها تُراقب تحرّكاتِ القواتِ الأمريكيّة في البحرَينِ الأحمرِ والعربيّ والمحيطِ الهنديّ، وأيديها على الزناد، وتحت إشارةِ السيّدِ القائدِ الحيدريّ، قائدِ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدّس، السيّد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- القائل:
“لن نطرحَ الرايات، ولن نُخلِيَ الساحات، ومستعدّون للمواجهةِ مع العدوّ الأوّلِ للأمّةِ الإسلاميّة؛ اليهودِ والأمريكانِ، حتى النصرِ الموعود، وتحريرِ المقدّساتِ الإسلاميّة.”