العدوان الصهيوني على إيران … ارادوه نصرا خاطفا فعلقوا في المستنقع
كنوز ميديا _ متابعة
رغم ما يروّجه الإعلام الغربي من مبررات آنية للمعركة فإن جوهر الصراع بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية لا يكمن في ملف السلاح النووي، بل في تناقض وجودي عميق؛ فإيران بوضوح تام أعلنت الحرمة الشرعية لإنتاج واستخدام السلاح النووي، وأخبرت القريب والبعيد بذلك، ولم يعد سببا وجيها لأي عدوان، انما الحقيقة هي ان العدو لا يريد إيران دولة ذات سيادة، بل يريدها مستعمرة كالاخريات، يتجول فيها ترامب أو من يخلفه، ليفرض الجزية، ويجمع الترليونات، ثم يعود إلى بلاده مزهوًا.
ولأن إيران اختارت طريق الاستقلال والمقاومة، باتت هدفًا مباشرًا.
فبعد أن توهّم العدو أنه قد اجتثّ “أذرع المقاومة” في المنطقة، ظن أن الوقت قد حان لضرب “المركز”، وأنه سيجهز على الجمهورية الإسلامية عبر ضربة مفاجئة تنفذها 200 طائرة تستهدف القيادة السياسية والعسكرية في طهران، بالتزامن مع تحريك خلايا نائمة من المرتزقة.
الهدف كان واضحًا: إسقاط النظام، تمهيدا لإعلان الكيان الصهيوني شرطيًا للمنطقة.
لكن حسابات العدو انقلبت رأسًا على عقب.
فشل العدوان، واستعادت إيران زمام المبادرة سريعًا، وتحول العدو من مهاجم إلى مدافع.
ومن تلك اللحظة بدأت حرب الاستنزاف والمطاولة، وهي المعركة التي لا يتحملها الكيان الصهيوني، فاقتصاده معطّل، والمصانع والموانئ والمطارات مغلقة، والملايين من السكان يعيشون في الملاجئ، وهروب المستوطنين خارج فلسطين المحتلة اصبح ممنوعا رسميًا، ليتحول الكيان الى سجن كبير تحت رحمة الصواريخ والقمع الداخلي، باستثناء كبار الأغنياء الذين بدأوا الهروب إلى قبرص بزوارق خاصة بعد دفع رشاوى هائلة لموانئ الكيان.
هذا المشهد معناه ان على أميركا إطعام وحماية نحو 6 ملايين إنسان فقدوا كل مقومات الحياة الطبيعية.
وفي الوقت ذاته، يواجه الكيان خطر نفاد الذخيرة الأرضية لمقاومات الصواريخ، إذا امتدت الحرب أكثر من 15 يومًا، وهو ما يضعه أمام معادلة لا يستطيع التحكم بنتائجها.
إيران بدورها غيّرت السياق التقليدي للمعركة وأدخلت صواريخ دقيقة ونوعية لضرب أهداف استراتيجية، وعلى دفعات متقاربة، ان مفتاح التحكم بمسار المعركة بيد الجمهورية الاسلامية، من جانبة عندما شعر الرئيس الامريكي ترامب بخطورة هذا التحول بدأ يلوح بالتدخل لانقاذ الكيان من ورطته، لكنه كان متخبطا متقلبا فمرة ينذر سكان طهران باخراجهم من ديارهم، فيتولى مساعدوه التخفيف من اثار التصريح، ومرة يقول انهم يعرفون مكان السيد الولي ويزعم انهم قادرون على قتله، ثم يعود ويلوح بارسال مساعديه للتفاوض مع ايران، ويعود ويغضب ويقول ان على ايران الرضوخ والتفاوض تحت الضربات، هذا الرئيس يتصرف بعقلية رئيس عصابة تسليب، لا خبرة سياسية ولا خبرة عسكرية ولا عقل ولا وقار، اصبح جنديا لدى الصهاينة، يلوح بمنطق القوة ولا يفهم ثقافة العدو الذي يتعامل معه، ولا يدرك عقائد الايرانيين والمقاومين وكيف يفكرون، انه ينطلق في تفكيره من اطار مختلف لذلك يقع في اوهام وتناقضات من هذا النوع، مثلا هو لا يفهم أن المقاومة منهج خالد وليس أفرادًا يمكن تصفيتهم والتخلص منهم، هم امة كلما واجهت الابادة انجبت أجيالًا أصلب عودًا وأشد بأسًا.
إن الكيان الصهيوني هو من بدأ الحرب، لكنه – على الأرجح – لن يكون هو من يختتمها.
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٦/١٧