غلق مضيق هرمز احد خيارات ايران في مواجهة دول الاستكبار العالمي

كنوز ميديا – تقارير

تمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكثير من وسائل الردع وهي تواجه أعتى قوى غاشمة على الكرة الأرضية المتمثلة بأمريكا وخلفها كيانها اللقيط ، وهو التحكم بمضيق هرمز هذا الممر الاقتصادي العالمي المهم الذي تستخدمه كورقة  بوجه الجبروت الأمريكي والكيان الغاصب ، وقد تفكر طهران في إغلاق هذا المضيق الذي يمر من خلاله خُمس النفط الخام العالمي  بحسب قائد القوات البحرية الإيرانية ، حيث إن إغلاق أو تعليق الملاحة في هذا المضيق ستكون له تداعيات خطيرة على المستويين الاقتصادي والجيوسياسي، نظراً لأهمية هذا الممر المائي الحيوي في التجارة العالمية، وخاصة قطاع الطاقة.

كما أن تأثيره على الاقتصاد العالمي يؤدي الى ارتفاع فوري في الأسعار حيث يمر عبر مضيق هرمز نحو 20% من إمدادات النفط العالمية أي (حوالي 17 مليون برميل يومياً)، لذلك أي تعطيل سيؤدي إلى قفزة حادة في الأسعار، مما يؤدي الى تذبذب الأسواق المالية حيث سيتوجه المستثمرون الى أصول آمنة كالذهب، وستشهد الأسواق حالة من الذعر والتقلب.

كما أن تداعيات هذا الإغلاق تؤدي إلى عرقلة شحنات الغاز الطبيعي المسال، كما ستتأثر أيضا حركة ناقلات البضائع مما يرفع تكاليف الشحن والتأمين البحري، وأيضا له تداعيات إقليمية وخسائر اقتصادية مباشرة على دول الخليج التي تعتمد على صادرات النفط عبر المضيق .

مختصون يرون أن إغلاق مضيق هرمز بالنسبة لإيران، يُعد شكلا من أشكال القوة الرادعة وهو أشبه بامتلاك سلاح نووي قادر على إيقاف العالم وجعله يقع في مشاكل اقتصادية ذات تأثيرات كبيرة ولها تداعيات على مستقبل الدول الكبرى .

وفي المقابل أكد الحرس الثوري الإسلامي أن الجمهورية الإسلامية تمتلك سفنا عالية السرعة ومزودة بالصواريخ، وقادرة على قطع مسافة 10 كيلومترات في أقل من ثلاث دقائق. مبينا أن هذه الزوارق الهجومية السريعة والسفن القتالية الثقيلة والصواريخ، ستُستخدم في العمليات الدفاعية في إشارة الى غلق المضيق ، مبينا أن الألغام البحرية المضادة للسفن من أكثر الأسلحة حسماً في الحرب البحرية .

ووفق هذه التحذيرات طالبت عدة دول الجانب الأمريكي بالبحث عن حلول سريعة مع الجانب الإيراني وإيقاف التصعيد معه لأنه يمتلك خبرات عدة لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي ، محملين واشنطن وخلفها تل أبيب تبعات هذا الإغلاق وتأثيره على الاقتصاد العالمي بشكل عام مؤكدين أن سياسة القوة والتهديد لا تفلح مع الجانب الإيراني  .

ويبقى احتمال الإغلاق واردا جدا من قبل الجانب الايراني في ظل همجية ترامب وعنجهية نتنياهو ويمكن أن تستخدمه طهران كورقة للدفاع عن نفسها وهو حق مشروع لها حسب القوانين الدولية .

وفي ذات السياق أكد الخبير الاقتصادي قاسم بلشان أن “إغلاق هذا المضيق سيمثل نهاية حتمية للكيان الصهيوني لأنه سيصبح محاصرا بشكل تام وسينهار اقتصاده ولايستطيع النجاة اذا قررت إيران إغلاقه بالفعل “.

وأضاف بلشان  أن “الدول العظمى كروسيا والصين سيكون لها دور وضغط على الجانب الأمريكي وإجباره على عدم اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الجانب الإيراني لكي لاتضطر الأخيرة للقيام بهذا الفعل” ، مبينا أن “ترامب ربما سيتراجع عن تصريحاته المتشنجة ضد طهران ويرضخ الى الجلوس على طاولة المفاوضات بدون أي شرط يُفرض على الجانب الإيراني خصوصا بعد ان أدرك جيدا ما تمتلكه ايران  من قوة وهذا ما أثبتته صواريخها الباليستية التي حطمت الكيان الصهيوني منذ الضربات الأولى وهي في حالة تزايد” .

ويبقى تعليق مضيق هرمز ليس مجرد أزمة بحرية، بل حدث استراتيجي قد يشعل أزمة طاقة عالمية ويعيد تشكيل خريطة النفوذ السياسي في الشرق الأوسط.س222

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى