لماذا كانوا يحرضوننا علی إيران؟
بقلم _ د.أمل الأسدي
في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حين كُنّا أطفالا كانت أمي تحكي عن أيام جميلة،كان السفر فيها الی إيران متاحا، وتروي لنا ونحن ننصت بتعجب،أن السيارات تنطلق من الكاظمية إلی (الرضا)!
نستمع إلی هذه الحكايات بدهشة!!
وتحكي لنا عن زيارة جدي إلی ضريح الرضا، وتستخرج صورة قديمة له بالأبيض والأسود وهو هناك!!
نستمع ونفكر، هل سيأتي يوم ونری فيه إيران؟ كيف يكون هذا الشعب؟ لماذا يطلبون منا أن نكرهه؟
استطاع صدام أن يخدع الكثير من الناس، فيحارب الشيعيُّ الشيعيَّ، بينما له ولجلاوزته العز والراحة والقصور،ولنا الموت والتوابيت التي تأتي دائما في الغروب، لا أدري لماذا كنت أتصور أن الغروب هو لحظة الموت، ومعه تأتي التوابيت ويعلو الصراخ!!
لقد قام صدام بالتأسيس لخلق عدوٍّ وهميٍّ غير واقعيٍّ ألا وهو الجمهورية الإسلامية، فصار الشغل الشاغل للعرب هو التناحر القومي الطائفي، فالنظام البعثي الصدامي، أفضل من قام بهذا العمل وأتقنه؛ فقد وضع ركائز هذا المشروع، وصارت المدراس والأطفال والمؤسسات كلها تنادي : تبا للفرس المجوس!!
وبذا حوّل صدام ومن يقف خلفه الشعوب العربية باتجاه معاكس، لاهم مع الإسلام ليلتزموا بقاعدته الإنسانية المحمدية التي نهت عن العنصرية!! ولا هم مع الجاهلية ليلتزموا بنصرة أخيهم ظالما كان أم مظلوما!!
ـ وزال عهد صدام التكريتي، وانتهت حكايته وقد أذله الله،إذ أخرجوه من حفرة حقيرة وأعدموا هذا البطل المزيف الذي شرب دماءنا!
ورأينا إيران!!
نعم، لقد رأينا إيـــــران!
كنتُ مندهشة جدا وأنا أنظر إلی اسم( علي بن أبي طالب) في أعلی الجبال!!
وأری اسم فاطمة الزهراء، وأری المواكب، وأری وجوه الناس وهم يسألونني عن بلدي ومنطقتي، وبمجرد أن أجيبهم يقولون لي(التماس دعاء)!
هولاء الايرانيون الذين كانوا يحرضوننا عليهم؟!!
إذن؛ يحرضوننا عليهم لأنهم شيعة وحسب!!
حينها لم يكن من المألوف لدي ولدی الأغلبية أن نلمس حضورنا وقوتنا وهويتنا في الواقع، هذا الشعور كان لذيذا إلی حد اللاوصف!
وبعد سنوات تساندنا (إيران)ضد من دمر مدننا وأشعلها بالسيارات المفخخة، وسبی بناتنا، وفجّر مراقدنا، وحطم آثارنا،ونسف أضرحتنا وأديرتنا! وأحرق قلوبنا علی أبنائنا، فنحن الرافضة كما يروننا، ولابد أن نستباح!!
إما أن نعيش خدما وإما أن نموت!!
واليوم العدو الصهيوني وأمريكا والغرب، يريدون نسف الإسلام واجتثاث اسم محمد بن عبد الله، يريدون القضاء علی الشيعة أولا وتقليم أظفارهم وتجريدهم من أي قوة، ثم السيطرة علی بلدانهم وتحديدا العراق!
ومن ثم يعود العدو الصهيوامريكي علی السنة أيضا، ولاسيما الأنظمة الطائفية التي ساندتهم ومدتهم بالمال وعملت معهم ميدانيا، فيقضي علی بلدانهم، ويسيطر علی ثرواتهم، ويحتل الصهاينة الكعبة المشرفة ويرفعوا علم الكيان عليها أو يهدموها بحجة السلام الديني(١)
لهذا أيها الناس، قوموا، فالحياد خيانة، وكل شخص يتحدث بلهجة عنصرية ضد الجمهورية الإسلامية هو بعثي يسطير عليه الفكر العفلقي العميل أو عميل للصهاينة بالفعل أو مستغفل من الماكنة الإعلامية المعادية!
قوموا أيها الأحرار وانصروا الإسلام ودافعوا عن راية محمد وعلي بن أبي طالب، ساندوا الجمهورية الإسلامية بكل ما تتمكنون.
اكتبوا، انشروا، ادعموا، حرروا شبابكم من ماكنة الصهاينة! كونوا منتظرِين فعلا وقولا!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ