إذا أغلقت إيران مضيق هرمز وأغلقت اليمن باب المندب… يختنق العالم؟

بقلم _ ضياء ابو معارج الدراجي

في خضم الحرب الشاملة المتصاعدة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني من جهة أخرى، يبدو أن طهران لم تستخدم بعد أكثر أوراقها فتكًا: ورقة الحرب الاقتصادية عبر إغلاق مضيق هرمز. لكن ماذا لو فعلتها؟ وماذا لو تحرك حلفاؤها في اليمن لإغلاق مضيق باب المندب بالتزامن؟ سيكون ذلك زلزالًا استراتيجيًا عالميًا بلا سابقة.
المضائق ليست مجرد مياه… بل شرايين حياة
مضيق هرمز يمر عبره أكثر من 17 مليون برميل نفط يوميًا، ما يعادل 20% من إمدادات العالم.
باب المندب هو الممر البحري الذي يربط قناة السويس والبحر الأحمر بالمحيط الهندي، ويعبره يوميًا قرابة 6 ملايين برميل نفط، إلى جانب مئات السفن التجارية.
بإغلاق هذين المضيقين معًا، ستُخنق حركة التجارة العالمية والطاقة، ويُحاصر الكيان الصهيوني من البحر والجو معًا.
السيناريو: إذا أغلقت إيران هرمز وأغلقت اليمن باب المندب
1. شلل اقتصادي عالمي فوري
أسعار النفط تقفز إلى أكثر من 200 دولار للبرميل خلال ساعات.
الأسواق المالية تنهار، ويبدأ سحب هستيري للاستثمارات.
الدول الصناعية الكبرى تعلن الطوارئ الطاقية والاقتصادية.
2. إسرائيل محاصَرة بالكامل
الكيان الصهيوني سيفقد منفذه البحري نحو آسيا وشرق أفريقيا.
لا غاز يصدر، ولا استيراد آمن، ولا تجارة بحرية.
سيدخل في حالة هلع داخلي، ويتعرض لضغط شعبي غير مسبوق.
3. أمريكا أمام خيارين أحلاهما مرّ
إما التصعيد العسكري الكبير وفتح جبهات متعددة.
أو الانسحاب والتفاوض لوقف التصعيد وفتح المضائق.
لكن واشنطن تعلم أن أي ضربة لمضيق هرمز أو باب المندب تعني:
انفجار الخليج.
تهديد قواعدها في العراق وسوريا وقطر والبحرين والكويت.
مواجهة غير مضمونة مع روسيا والصين الداعمتين لإيران ضمنيًا.
هل سترضخ أمريكا وإسرائيل؟
الجواب يعتمد على مدى قدرة إيران وحلفائها على الصمود والسيطرة على المضائق. فإذا ثبت أنها:
قادرة على الإغلاق الطويل،
ولديها إرادة تَحمل العقوبات،
وتستطيع مواجهة الرد العسكري،
فإن الرضوخ محتمل جدًا.
قد نرى حينها:
مفاوضات طارئة في مجلس الأمن.
زيارات عاجلة من مبعوثين أمريكيين إلى قطر وسلطنة عمان.
محاولات لإنقاذ ماء وجه إسرائيل عبر اتفاق وقف إطلاق نار مشروط بفتح المضائق.
ماذا يعني هذا للعالم؟
أزمة غذاء عالمية تبدأ من أفريقيا وتمتد إلى أوروبا وآسيا.
انقطاع سلاسل الإمداد الصناعي، خاصة في التكنولوجيا والدواء.
انهيار الدول الفقيرة واندلاع اضطرابات شعبية قد تغير أنظمة حكم.
هل تجرؤ إيران على ذلك فعل ذلك؟
نعم… إذا رأت أن أمنها القومي في خطر وجودي، وإذا استُهدفت منشآتها النووية أو قُتل قادتها الكبار. فالإغلاق ليس خيارًا أوليًا، بل الخيار الأخير قبل الانفجار الكبير.
إذا أُغلقت هرمز ، وباب المندب، فالعالم كله سيجلس على طاولة التفاوض ولكن على ركبتيه، وسيدرك أن البحر الأحمر والخليج لم يعودا مجرد مسطحات مائية… بل قنابل سياسية بيد محور المقاومة.
وإذا كان الكيان قد اعتاد إشعال الحرائق في سماء المنطقة، فليستعد للاحتراق تحت رماد البحار.

ضياء ابو معارج الدراجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى