الجهاد والردع النووي واجب المسلمين في مواجهة العدوان الصهيوني
بقلم _ حسين محمد المهدي
مما لا ريب فيه أن الإسلام آخر الديانات الربانية تشريعاً، وأعمها توجيهاً، واشملها تنظيماً، فأحكامه ملزمة وقواعده منظمة، فهو الهادي إلى سبل الخير و طرق الرشاد، جاء بالقرآن دستوراً عاماً للعالم كافة، فهو آخر الكتب المنزلة من عند الله: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). جاء ليؤاخي العلم، ويماشي العقل، ويحفظ مصالح العباد، فالنجاة الأبدية، وحفظ الصحة البدنية، والمصالح العامة تتوقف على العمل به، (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
لقد جاء الإسلام ليجمع بين مصالح الخاص والعام، فوحد الصفوف بين أتباعه، ودعاهم إلى توحيد الله، وعدم الخضوع لسواه، ليكونوا أمة واحدة تشعر بالسمو والكرامة، فشق طريقه إلى قلوب المؤمنين.
أما أهل الأهواء من الكفار والمنافقين فقد نالوا منه. خوفاً على مكانتهم، ودفاعاً عن أهواءهم فآذوا المسلمين واضطهدوهم، فأمر الله بقتال من أراد إطفاء نور الإسلام وسعى في الأرض فسادا، وقتل الأبرياء، كما هو حال اليهودية الصهيونية التي تعتدي على فلسطين وعلى شعب إيران المسلم. وقد أذن الله للمسلمين بالقتال لمن كان هكذا حاله، قال سبحانه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، وقال سبحانه: (وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً).
وقد اعتبر القرآن من يبدؤون بالعدوان على المسلمين من أهل الكتاب محاربين، فإذا هاجموا البلاد الإسلامية، كان الجهاد فرض عين على كل مسلم مكلف قادر عليه، لا فرق في ذلك بين الجهاد لحماية الدين، وبين الجهاد لحماية البلاد الإسلامية، وقد طلب الحق سبحانه وتعالى من المسلمين كافة الإستعداد لذلك، فقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ… تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ). أطلق الحق سبحانه وتعالى: (القوة) ولم يحددها بنوع لتكون من نوع ما اشتهر في كل زمان من طائرات، وصواريخ، وقنابل نووية، ومدافع، واساطيل، وجيوش ووسائل دفاعية أخرى. ومن العجب أن يعد العدو القنابل النووية ولايعد المسلمون ذلك.
وها هي تعاليم الرحمن ومن هو أعلم بالإنسان من الإنسان؛ تقول: (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) فليتنبه المسلمون لذلك، ما دامت لديهم الاستطاعة صناعة السلاح النووي، فإن ذلك واجب عليهم؛ فإن الغاية التي حددها القرآن من ذلك هو ارهاب العدوا واخافته.
فالقرآن الكريم جاء ليؤسس شريعة حكيمة يساندها العقل، ويؤيدها العلم، وينحي باللائمة على الذين يعطلون عقولهم.
وقد أخبرنا أن آياته فيما صنع سيكشفها، وأن دلائله فيما خلق سيظهرها. فتصنيع ما يخيف العدو ويرهبه قد اوجبه القرآن، بغض النظر عن أضرار استعمال السلاح النووي الذي يمتلكه العدو، ويهدد به، ويجعل خوفه من تصنيعه ذريعة لقتل الأبرياء، وهو كلام غير صحيح، فالضرورة قد ألجأت العلماء والقيادة العليا في الجمهورية الإسلامية في إيران، واليمن، وكافة الدول الإسلامية، سرعة تصنيع السلاح النووي، ليكون سلاحا رادعاً مانعاً من إقدام العدو إلى ضرب المنشآت الحيوية، فهذا العدو ليس لديه أي اعتبار للقيم الإنسانية، فقد أباد في غزة أكثر من ٥٥٠٠٠نفس وأكثر من ١٥٠٠٠٠مصاب.
وإذا لم تسع إيران إلى تصنيع السلاح النووي فإنهم سيستمرون في غيهم وبغيهم
إن المسلمين اليوم يجب عليهم التوحد والوحدة امتثالا لقول الحق سبحانه وتعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا). واتباع ماجاء في القرآن العظيم. فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
فالإسلام دين قوة وعزة، لادين استسلام وذلة. فكيف يدعو زعيم الصهيونية إلى استسلام إيران الإسلامية، وهو أحقر واذل، فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون: (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَ يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعاً). فدأب المنافقين وحرصهم على أن يكونوا على حياد في المعركة الدائرة بين أهل الكفر وأهل الإيمان، ونفاقهم يجعلهم بعيدين عن الحق وأهله، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف كما أخبر الله عنهم: (الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ).
ان تظاهرهم بالإسلام يكشفه عدم امتثالهم لما جاء في القرآن، فهاهم يريدون من إيران الإسلامية ما كان يريده أسلافهم من المنافقين، وهو العودة إلى رجال الكفر والطاغوت، (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً، وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً).
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد ضربت مثلا أعلى في العمل بكتاب الله وقتال الصهيونية اليهودية ودك اوكارها نصرة لله ولشريعته وللمستضعفين في فلسطين، ودفاعا عن النفس فلتستمر في جهادها بقوة وحزم، فإن الله ناصرها، وكم يسعد المؤمنين إعلان تصنيع الجمهورية الإسلامية للسلاح النووي؛ لأن ذلك فيه ارغاما لأنوف أعدائهم، وقطعا لدابرهم، وامتثلا لقول الحق سبحانه وتعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ… تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ). فإن النصر بإذن الله حليف الجمهورية الإسلاميةالإيرانية وحليف الشعب الفلسطيني المظلوم، وخليف أنصار الله في يمن الإيمان والحكمة:(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).