كنوز ميديا – تقارير
تستمر جهود العراق في دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تخوض حربا شرسة ضد الكيان الصهيوني الذي نفذ يوم الجمعة الماضي اعتداءً سافرا على طهران، فيما ردت إيران بشكل منظم وممنهج ما أحرج الكيان وداعميه من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب دقة الصواريخ والضربات التي جعلت سماء تل أبيب مسرحا لها.
وللعراق علاقات استراتيجية مهمة مع الجمهورية الإسلامية ومع دول المنطقة حيث يمتلك تواصلا جيدا مع غالبية تلك الدول، ما يجعل منه حلقة وصل مهمة قد تُسهم بحلحلة الخلافات القائمة والذهاب نحو إيجاد جو تفاوضي ينهي الحرب الحالية ويضع حدا للتجاوزات الصهيونية التي يُراد منها نشر الفوضى بالمنطقة ككل.
وبعد التظاهرات الشعبية المُطالِبة بغلق السفارة الامريكية في بغداد كونها مركزا للعمليات التخريبية في المنطقة، وأيضا عقد مجلس النواب جلسة تداولية عبَّرَ فيها عن تضامنه مع الموقف الإيراني ودعمه في حربه مع تل أبيب، فإن الحكومة ذهبت إلى الدعوة لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب من أجل بلورة موقف موحد إزاء استمرار الخروقات والانتهاكات الصهيونية في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن العراق يمتلك المقومات التي تمكنه من لعب دور الوساطة في الذهاب بالمنطقة نحو الاستقرار والقضاء على الفوضى الصهيونية، من خلال ما لديه من إمكانيات عديدة في مقدمتها العلاقات الجيدة مع غالبية الدول باستثناء العدو الصهيوني، وأيضا لدوره الريادي الذي مارسه خلال الفترة الماضية في تقريب وجهات النظر بين العديد من الدول المتصارعة، عبر استضافته جولات حوار في العاصمة بغداد والخروج بتوافقات سهّلتْ إيجاد بيئة عمل مشتركة لتلك الأطراف.
وحول هذا الأمر يقول المحلل السياسي غالب الدعمي إن “العراق لديه مقومات كبيرة قد تمكنه من لعب دور الوساطة فيما يخص الحرب الحاصلة الآن بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأضاف الدعمي أن “الجميع لا يريد استمرار هذه الحرب كونها تؤثر سلبيا على جميع الأوضاع الاقتصادية والسياسية في المنطقة”.
وأكد أن “غالبية دول العالم دخلت على خط الوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران من أجل إنهاء الحرب الحالية والسعي لعدم اتساع رقعتها”.
هذا وأشاد ممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، يوم أمس بالدور الذي تلعبه الحكومة العراقية في إدارة الأزمات من خلال الحنكة الدبلوماسية والسياسية، معتبراً أن العراق يمثل مفتاحاً مهماً للحلول السلمية في المنطقة.
ويأتي هذا الموقف بعد أن شعر العراق بخطورة التطورات المتسارعة في المنطقة وتصاعد حالة التوتر نتيجة وجود مخطط صهيوأمريكي يريد تغيير خريطة الشرق الأوسط ورسمها وفقا للمقاسات الصهيونية التي يراد لها أن تكون الدولة الاولى في المنطقة ولا ينافسها أحد، وهو المنطق الذي لا يمكن تقبله إطلاقا على اعتبار أن الكيان المجرم، يعتاش على الحروب والصراعات ولا يمكنه التعايش بسلام، وبسط نفوذه في المنطقة يؤدي إلى عواقب خطيرة.س222