من لا يتحملك حين تكتب… لن يرحمك حين يسود،خرج علينا هذا ومن معه من ابواق ليكملوا المشهد الخيانة.
بقلم _ ضياء أبو معارج الدراجي
في خضم العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد أن اتخذت الولايات المتحدة من خطاب التهدئة غطاءً لمؤامرة عسكرية كبيرة، نفّذها الكيان الصهيوني عبر عنصر المباغتة، ظن البعض أن اللحظة قد حانت: لحظة الانقضاض على الشيعة في العراق مجددًا، بنفس السيناريو القذر لعام 2014، لكن بثياب جديدة، ومنصات جديدة، وأقلام عميلة.
لقد خرج علينا بوق من أبواق الطابور الخامس، داعيًا إلى “الفرز” و”السحل” و”التدوين”، في تحريض واضح ضد أحرار العراق وكتّاب المقاومة، ممن قالوا كلمة حق في وجه المشروع الصهيوأمريكي. لم يكتفِ هذا البوق بالدعوة لملاحقة من كتب لصالح الجمهورية الإسلامية، بل طالب بجمع أسمائهم وتوثيقهم، وكأننا في عهد النازية أو محاكم التفتيش. هذا ليس نقدًا… هذا تحريض خالص ينمّ عن نزعة بعثية خبيثة تبحث عن لحظة تصفية حساب.
هؤلاء هم أحفاد “داعش” بوجوه إعلامية
الابواق الاعلامية لا يختلفون عن داعش بشيء، إلا أن داعش كانت تذبح بالسيف، وهؤلاء يريدون أن يذبحوا الكلمة، ويخنقوا الصوت الحر، ويعيدوا العراق إلى زمن الوصاية الطائفية والتطبيع والخنوع.
هؤلاء هم من انتظروا سقوط إيران لا حبًا بالعراق، بل كفرصة لينقضوا على شيعة العراق. ومن يقرأ تغريداتهم لا يحتاج إلى تفسير: هي دعوات صريحة لقطع الأرزاق، والمطاردة، والمساءلة، والسحل.
لكنهم نسوا… أن فينا رجالًا سحَقوا رؤوسهم من قبل
لقد قاتلناهم وحدنا عام 2014، عندما تخلّى الجميع عنا، وحرّرنا الأرض والكرامة، واليوم نحن أقوى منهم وأكثر عددًا ووعيًا وشراسة. جيل المقاومة اليوم ليس ابن منابر السياسة بل ابن الجبهات، ابن الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن الوطن والمقدسات، ورفاق سلاح الحشد والمقاومة.
كل تغريدة تخرج من الابواق النجسة، لن تُرهبنا، بل تفضحهم أكثر. هم يظنون أننا سنسكت… لكننا سنكتب أسماءهم قبل أن يكتبوا أسماءنا، وسنفضحهم، قبل أن ينفذوا مخططهم.
إلى شيعة العراق وكتّاب الكلمة الحرة:
كونوا على حذر. هذا البوق لا يغرد وحده… بل يمهد لأكبر عملية تصفية سياسية وفكرية ضدكم.
يريدون تحويل كل من كتب دفاعًا عن المقاومة إلى هدف قانوني وأمني وإعلامي.
يريدونكم صامتين… خانعين… بلا رأي ولا موقف.
لكننا نقول: لن يُعاد إنتاج الكابوس، لأننا وعينا الدرس.
“من لا يتحملك حين تكتب… لن يرحمك حين يسود.”
“ومن يحرض ضدك بالكلمة… سيحملك بندقية في وجه أهلك غدًا.”
نقول لهم:
لن تمرّوا، ولن تسحلوا أحدًا… فالساحات ما زالت تنبض برجالها، والأقلام لم تكسر بعد.
20 حزيران 2025
ضياء أبو معارج الدراجي