السيد الصدر يجدد الصرخة ضد الاستكبار: “كلا كلا أمريكا.. كلا كلا إسرائيل”

بقلم  _ ضياء ابو معارج الدراجي

في خطاب عقائدي سياسي جديد، أعاد السيد مقتدى الصدر تأكيد موقفه الثابت من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، معلنًا أن معركته هي معركة مظلومية، وعدالة، وانتظار موعود، لا مساومة فيها على الثوابت ولا حياد عن طريق المقاومة.
الخطاب، الذي أُلقي بتاريخ 22 ذو الحجة 1441 هـ، لم يكن مجرد بيان سياسي، بل كان بمثابة نداء تعبوي للأمة الإسلامية، وللشيعة بشكل خاص، للتنبه إلى خطورة المرحلة، والتصدي لمشروع التطبيع، والانبطاح، والاستسلام للهيمنة الأمريكية والصهيونية.
من الكوفة إلى القدس.. ومن المنبر إلى الميدان
من على منبر الكوفة، حيث وقف الشهيد الصدر الثاني (قدس سره)، يستحضر السيد مقتدى الصدر تلك القامة الثورية في التأكيد على أن لا سلام مع الظالمين، ولا استقرار مع المحتلين، ولا كرامة مع التبعية.
قالها بوضوح: “كلا كلا أمريكا.. كلا كلا إسرائيل”، مؤكدًا أن كل قرار يُتخذ ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، وفلسطين، إنما هو قرار صادر من عقلية ترامب المجنونة، التي لا تعرف للعدالة طريقًا.
رسائل واضحة لمحور المقاومة
لم يخفِ السيد الصدر قلقه من أن بعض الحكومات باتت تأتمر بأوامر واشنطن وتل أبيب، وتستهدف دول المقاومة، لا لشيء سوى لأنها وقفت مع الشعوب المستضعفة.
في هذا السياق، وضع الصدر يده بيد محور المقاومة دون أن يعلن ذلك صراحة، بل عبر تبني نفس الخطاب واللغة، في تأييد صريح للثبات الإيراني، والموقف السوري، والصبر اللبناني، والجهاد الفلسطيني، والثورة اليمنية، التي أصبحت جميعها رموزًا لمواجهة الغطرسة الأمريكية والصهيونية.
دعوة للتأهب والانتظار.. والتمهيد للقائد المنتظر
لم يكن البعد السياسي وحده حاضرًا في خطاب السيد الصدر، بل البعد العقائدي أيضًا، حينما ربط بين الظلم القائم اليوم، وبين الوعد الإلهي بالظهور المبارك للإمام المهدي (عج)، الذي “يملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن مُلئت جورًا وظلمًا”، مؤكداً أن هذه المظلومية اليوم هي تمهيد لذلك الظهور المبارك.
في إشارة تعبويّة بالغة، أكد أن الروايات تتحدث عن نهاية الطغاة، وأن حتى الحجر سينادي يومًا ما: “يا مؤمن، هذا يهودي خلفي فاقتله”.
الرسالة الأخيرة: لا تنتظروا المجهول.. قاوموا الطغيان اليوم
في ختام خطابه، شدد الصدر على أن النصر للمؤمنين وعدٌ من الله لا يخلف، وأن المستقبل ليس لأمريكا ولا لإسرائيل، بل للمجاهدين الصابرين من أبناء الإسلام والمقاومة، ودعا إلى نبذ الظالمين والمستكبرين والمستعمرين ومن والاهم، وإلى الاستعداد الحقيقي ليوم الحساب والمواجهة الكبرى.
إن خطاب السيد مقتدى الصدر الأخير هو صرخة مدوية في وجه مشروع الاحتلال والهيمنة، وتجديد للعهد مع محور المقاومة، ودعوة عملية لكل شيعي شريف أن لا يقف متفرجًا على تهديد الكرامة والعقيدة والمقدسات. فالمعركة اليوم ليست سياسية فحسب، بل هي معركة وجود وعقيدة، لا خيار فيها إلا المقاومة… أو الذل.

ضياء ابو معارج الدراجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى