شروط ترامب الثلاثة
بقلم _ قاسم الغراوي
رئيس مركز انكيدو للدراسات
في ظل التصعيد العسكري الصهيوني على إيران منذ 12 يونيو 2025، تزايدت التكهنات حول احتمال انضمام الولايات المتحدة للقتال إلى جانب إسرائيل. وكشف مسؤولون أن الرئيس ترامب «يفكر جدياً في الانضمام»، لكنه ربط قراره بثلاثة شروط رئيسية:
1. أن تكون الضربة العسكرية ضرورية حقاً.
2. أن لا تُجرّ الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط.
3. أن تُحقّق الضربة هدف تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
١. ضرورة الضربة العسكرية
يُجمع محللون أمريكيون وصهاينة على أن الاستخبارات الأمريكية تقدّم دليلاً على أن منشآت إيران النووية باتت تصل إلى مرحلة «العتبة النووية»، مما قد يضطر الكيان الصهيوني لاتخاذ إجراء وقائي لمنع حصول طهران على قنبلة نووية. ومع ذلك، تُشير تقديرات أولية إلى أن الأضرار التي ألحقتها الضربات على ايران حتى الآن محدودة، وقد لا تكون كافية لمنعها من مواصلة تخصيب اليورانيوم في مواقع مثل فوردو العميقة داخل الجبال . بالتالي، تبدو «الضرورة» مشروطة بمدى دقة المعلومات الاستخباراتية وقدرة الولايات المتحدة على استهداف المواقع الصحيحة دون تفويت أهداف رئيسية.
٢. تجنّب حرب طويلة الأمد
تاريخ التدخلات الأمريكية في المنطقة – من العراق إلى أفغانستان – يُظهر أن دعم عمليات قتالية ضد نظام متأصل يمكن أن يتطور إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. حتى في السيناريو المحدود المتمثل بقصف منشأة نووية واحدة، لا يمكن ضمان أن الرد الإيراني لن يتوسّع إلى استهداف قواعد أمريكية أو حلفاء بالمنطقة، مما قد يُجبر واشنطن على تصعيد أوسع . لذا، يبقى استبعاد «حرب طويلة الأمد» أمراً صعب التحقق مادام الرد الإيراني غير متوقع وحركة المؤيدين والداعمين لطهران قائمة.
٣. تحقيق هدف تدمير البرنامج النووي
تدمير البرنامج النووي الإيراني يتطلب غالباً ضربات شاملة على منشآت متعددة (نطنز، فوردو، أصفهان، وغيرهم). وفي حين تمتلك الولايات المتحدة القنابل المناسبة والمعلومات الاستخبارية المتقدمة، فإن تدمير كامل البنية التحتية النووية لمنع إيران من إعادة الإعمار يحتاج إلى عمليات دقيقة ومكلفة واستمرار مراقبة طويلة الأجل لمنع تجديد التخصيب .
رغم توافر بعض الإمكانيات الأمريكية لتحقيق «الضربة الضرورية» وامتلاك الأسلحة اللازمة، فإن ضمان عدم انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب مطوّلة وتحقيق التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني يواجهان تحديات كبيرة على الأرض والرد الإيراني المحتمل. لذا، تبدو الشروط الثلاثة التي وضعها ترامب صعبة التحقّق جميعها في آنٍ واحد .
