مدرستي… ملعبي في العطلة الصيفية
بقلم_ محمد فخري المولى
مسؤول مجموعة “العراق بين جيلين” الإعلامية
طرقت العطلة الصيفية أبوابنا، وكعادتها جاءت حاملةً معها فراغاً كبيراً في حياة الطلبة من مختلف المراحل الدراسية. وبينما يبحث أبناؤنا عن متنفسٍ يبدد ملل الفراغ، لا يجدون أمامهم سوى الشوارع والأزقة الفرعية ملعباً بديلاً، مليئاً بالمخاطر، ويشكل مصدر قلق وازعاج دائم للأهالي والمجتمع.
من هنا، نرفع نداءً وطنياً وإنسانياً إلى دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، ومعالي وزير التربية، والسيد وزير الشباب، لإطلاق مشروع وطني تحت عنوان “مدرستي ملعبي”، ليكون أحد منجزات العطلة الصيفية ومبادرات الإصلاح المجتمعي.
جوهر الفكرة بسيط ومباشر: فتح الساحات الخلفية والملاعب المدرسية أمام الطلبة خلال العطلة الصيفية، لتتحول المدارس من مجرد مؤسسات تعليمية إلى مراكز ترفيهية وتربوية، تكمّل دورها في بناء شخصية الطالب وتنمية مواهبه البدنية والاجتماعية.
الفكرة لا تتطلب ميزانيات ضخمة أو هياكل بيروقراطية معقدة، بل تنسيق فني مباشر بين وزارتي التربية والشباب وأمانة بغداد أو دوائر البلديات، لتنظيم دخول الطلبة، وتوفير إشراف بسيط يضمن سلامتهم، وإدامة المرافق بما يليق بهذا الهدف النبيل.
إن تنفيذ هذا المشروع سيشكّل نقلة نوعية في التعامل مع العطلة الصيفية، وسيسهم في تقليل مظاهر العنف المجتمعي، ويقلص من التجمعات غير الآمنة، ويمنح أبناءنا بيئة صحية وآمنة للترفيه.
ولن يكون هذا مجرد مشروع موسمي، بل سيسجل في رصيد إنجازات الحكومة الحالية، ويدخل ضمن “ميزان حسنات” من يدعمه ويشرف على تنفيذه. فالعناية بالنشء هي الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع سليم، والطالب الذي يجد مدرسته مفتوحة له صيفاً، سيفكر ألف مرة قبل الانجرار خلف خيارات خاطئة في الشارع.
فلنفتح مدارسنا… لتكون ملاعبهم.
ولنجعل من العطلة الصيفية بدايةً لأمان مستدام.