كنوز ميديا – تقارير
لم يكن في حسابات الكيان الصهيوني ودول الاستكبار العالمي، ان يكون الرد الإيراني بهذا الحجم، إذ كان من المتوقع ان تسقط إيران مع أول ضربة واستهداف لقيادات الصف الأول العسكرية، لكنها اثبتت للعالم، قوتها وقدراتها العسكرية بما يفوق التوقعات والتصورات، واستطاعت طهران عبر قوتها الصاروخية والمسيرات الحديثة، ان تقف بوجه أكبر عدوان على أراضيها.
القوة العسكرية الإيرانية، أعادت توزيع موازين القوى في المنطقة، وجعلت دول الاستكبار العالمي تعيد خططها وأهدافها، والذهاب نحو التهدئة والمفاوضات وعدم إطالة أمد الحرب، التي وعلى ما يبدو، ان الجمهورية الإسلامية استعدت بشكل جيد لها، والتي من شأنها ان تهدد مصالح أمريكا في الغرب وتزيل الكيان الصهيوني من خريطة المنطقة.
وأعلنت قوى محور المقاومة الإسلامية في المنطقة “العراق ولبنان واليمن”، أن دخول أمريكا للحرب الى جانب الكيان الصهيوني، سيجرُّ المنطقة الى أوضاع لا يحمد عقباها، وان قواعد واشنطن وسفاراتها وقنصلياتها ستكون أهدافاً لنا، رداً على دعم أمريكا للكيان الصهيوني، الأمر الذي جعل البيت الأبيض يعيد التفكير ويحاول إعادة المفاوضات وإيقاف إطلاق النار.
وبحسب مراقبين، فأن الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً اعتقد بعد نهاية معركة طوفان الأقصى إنه لا توجد قوة تضاهيه في المنطقة، وإنه هو المتحكم والمتسيّد بالشرق الأوسط، الأمر الذي جعل نتنياهو يتهور ويتخذ قراراً بشن العدوان على الجمهورية الإسلامية، ظناً منه انه بمقدوره مجابهة قوة إيران الصاروخية، وان خزينه من السلاح سينفذ خلال يومين أو أكثر، لكن المفاجأة كانت عند جمهورية إيران التي أكدت انها مستعدة لحرب استنزاف تمتد شهوراً أو أكثر من ذلك، وترجمت هذا التصريح عبر صواريخها الفرط صوتية والباليستية التي حوّلت تل أبيب الى مدينة أشباح.
ويقول المحلل السياسي مؤيد العلي “: إن “الحرب بين الجمهورية الإسلامية تمثل المعركة بين جبهة الحق والباطل، مشيرا الى ان التفوق الإيراني بات واضحاً جداً”.
وأضاف العلي: ان “الجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت ان تمتص صدمة الضربة الغادرة، التي كان هدفها إحداث فوضى داخل إيران، وبالتالي استطاعت ان تعيد ان ترتب أوراقها خلال ساعات، وان توجه ضربات قاصمة باتجاه الأراضي المحتلة”.
وأشار الى ان “إيران هي من تلزم بزمام الأمور اليوم، من خلال القصف الذي أخذ طابعاً تصاعدياً ضد الكيان الصهيوني سيما في ظل فشل منظومات الدفاع الجوية التي كانت تتباهى بها إسرائيل، إضافة الى إسقاط طائرات إسرائيلية متطورة وهي تحدث للمرة الأولى”.
وأوضح العلي: ان “أكثر أوراق الكيان الصهيوني اليوم بدأت تتساقط ومنهم عملاؤها في الداخل الإيراني الذين وجهت لهم ضربات قوية، واستطاعت الجمهورية الإسلامية القضاء عليهم في وقت قياسي، وهو انجاز يضاف للإنجازات الإيرانية”.
وبيّن العلي: ان “الضربات الصاروخية الإيرانية التي وصلت الى أهم المؤسسات الصهيونية الأمنية والاقتصادية تعطي تفوقاً واضحاً للإيرانيين الذين استطاعوا اختراق الأنظمة الالكترونية الصهيونية، وإحداث هزات في الدخل الإسرائيلي، بسبب التفوق الكبير للقوة الإيرانية”.
وعبّر عسكريون سابقون وحاليون في جيش الاحتلال الصهيوني عن مخاوفهم من نفاد أسلحة الدفاع الجوي لجيش الاحتلال، في ظل كثافة الصواريخ الإيرانية، فيما دعا آخرون الى ترك الصواريخ التي تستهدف المقرات الاقتصادية والتركيز على حماية المنشآت النووية والمراكز الحساسة.
التوغل الإسرائيلي في الداخل السوري، وتدمير كامل مقدرات الجيش السوري بعد سقوط النظام في دمشق، وغيرها من الأسباب، جعلت إسرائيل تشعر بأن الطريق أمامها ممهد لتحقيق حلمها في تسيّد الشرق الأوسط الجديد الذي سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى رسم خريطته بالقوة.
إيران أعلنت عن نفسها بقوة، وقالت كلمتها أمام العالم بأسره، بأنها هي من تتحكم بزمام الأمور في المنطقة، وأن أهداف الاستكبار لا يمكن ان تتحقق مهما كان تكلفة التصدي لهذا المشروع، ووجهت رسالة للجميع بأن مخزونها من الصواريخ يكفي لتهديم مشاريع أمريكا والكيان الصهيوني، وقادر على مجابهة الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة من واشنطن ولندن وغيرهما من البلدان التي أعلنت اصطفافها مع محور الشر، لتكون الجمهورية الإسلامية مجدداً، سبباً في فشل المخططات الغربية في الشرق الأوسط.
ووجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ بدء العدوان الصهيوني عليها، مئات الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، إضافة الى الطائرات المسيرة، والتي أصابت أهدافاً ومقرات حساسة في قلب الكيان الصهيوني، وعاشت إسرائيل أياماً صعبة نتيجة كثافة القصف، الأمر الذي دفع آلاف المستوطنين الى هجرة الأراضي المحتلة براً، بسبب توقف حركة الملاحة الجوية هناك، وتوقف أغلب المطارات، لأنها كانت ضمن بنك أهداف القوة الإيرانية..س222