حرب بلا دخان ولا دم؟؟ تحذيرات مهمة لكل أحرار الأمة
بقلم_ د. محمد حسن الرقيمي
حرب اليوم لم تعد فقط صواريخ وطائرات ودبابات بل أصبحت حربًا خفية تدور في العالم السيبراني حيث تتحرك الجيوش الرقمية بلا حدود ولا قوانين وتمارس عدوانها ضد الشعوب والدول من خلف الشاشات والأنظمة الإلكترونية فالحرب السيبرانية هي استخدام التكنولوجيا والمعلومات والقرصنة في تنفيذ هجمات ضد أنظمة الدولة المستهدفة وتعطيلها أو سرقة بياناتها أو التلاعب بالمجتمع من خلال التحكم بالمعلومات وتزييف الوعي ومن أخطر ما فيها أنها لا تُرى بالعين المجردة ولا تُسمع ضوضاؤها لكنها قادرة على إسقاط حكومات وتفكيك مجتمعات وشلّ مؤسسات بالكامل.
العدوان الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني يعتمد بشكل كبير على هذه الحرب السيبرانية حيث أصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجيته العسكرية في الشرق الأوسط فقبل أي عدوان عسكري مباشر تبدأ موجات الهجوم الإلكتروني لتعطيل أنظمة الدفاع وجمع معلومات أمنية دقيقة من داخل الخصم والتجسس على شبكات الاتصالات والبنية التحتية الحساسة من الكهرباء والمياه والوزارات والمؤسسات العسكرية بل حتى التسلل إلى الحسابات الشخصية للمواطنين والنشطاء لمعرفة توجهاتهم واستهدافهم
ومن خلال هذه الهجمات يتم جمع كم هائل من المعلومات حول الحكومات والشعوب والأسواق والبنوك وحتى تحركات الأفراد ويتم بناء قواعد بيانات ضخمة تُستخدم في إدارة الحرب النفسية والإعلامية والسياسية ضد الشعوب المستهدفة فالهاتف الذكي الذي نحمله والبرامج التي نستخدمها ومواقع التواصل الاجتماعي التي نتفاعل معها كلها أصبحت أدوات للعدو لجمع البيانات والتجسس والسيطرة عن بعد.
هناك مواقع وتطبيقات وأجهزة يتم اختراقها بشكل منظم من قبل فرق متخصصة تابعة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية ويتم التحكم بها عن طريق ثغرات أمنية أو عبر تحميل المستخدم تطبيقات تبدو طبيعية ولكنها تحمل برمجيات خفية تعمل على مراقبة نشاطه وتسجيل بياناته وتحليله بل ويتم توجيه الإعلانات والمحتوى الموجه لزرع مفاهيم وأفكار تخدم العدو وتُضعف الوعي الجمعي دون أن نشعر.
ولذلك فإن التعامل الواعي مع العالم الرقمي أصبح واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا فكل صورة أو كلمة أو منشور على مواقع التواصل قد تُستخدم ضدك وضد وطنك وأمتك من حيث لا تدري فالكلمة التي تكتبها اليوم قد تصل مباشرة إلى غرف تحليل البيانات في تل أبيب أو واشنطن فتُستخرج منها نقاط ضعف وتُبنى عليها استراتيجيات عدوان قادمة
وأخص بالتحذير شعبنا اليمني العزيز وأحرار الوطن العربي كافة أن يكونوا على أعلى درجات الوعي واليقظة والحذر من أي استخدام سطحي أو عشوائي للأجهزة والمواقع المشبوهة أو من تقديم أي معلومات أو دعم تقني أو إعلامي أو نفسي للعدو دون وعي فالعدو الصهيوني الأمريكي يسعى إلى إسقاطنا من الداخل قبل أن يهاجمنا من الخارج.
فلننتبه لكل ما نستخدمه ونقوله ونفعله في هذا العالم المفتوح ولنكن جزءًا من المقاومة الرقمية ولنمنع العدو من أن يخترق بيوتنا وعقولنا عبر الشاشات ولنُدرك أن المعركة اليوم هي معركة وعي ومعلومة وقبل أن تكون معركة نار ودم فكل من يغفل أو يستهين بخطر الحرب السيبرانية فهو يمنح العدو سلاحًا دون أن يدري.
ويعتمد العدو في الحرب السيبرانية على مجموعة واسعة من الأدوات والتقنيات لجمع المعلومات واختراق الأنظمة والتأثير على المجتمعات وأهم ما يرتكز عليه يشمل التطبيقات الذكية الشائعة مثل واتساب تيليغرام فيسبوك إنستغرام تويتر ويوتيوب حيث تستخدم لمراقبة السلوك العام وجمع البيانات الشخصية وتحليل توجهات الشعوب أجهزة الهواتف الذكية التي تحتوي على أنظمة جي بي إس وميكروفونات وكاميرات يمكن استغلالها للتجسس البرمجيات الخبيثة والتطبيقات المزروعة في بعض البرامج المجانية أو المعدلة التي تستخدم لاختراق الأجهزة وسرقة البيانات المواقع الإخبارية والدعائية التي تدار من مراكز استخباراتية وتبث رسائل موجهة لزرع الإحباط أو التضليل التحليلات الضخمة للبيانات التي يستخدمها العدو لرصد الاتجاهات والاهتمامات وتوجيه الدعاية أو التهيئة النفسية المسبقة أجهزة الإنترنت المنزلي وأجهزة التوجيه التي قد تكون مخترقة مسبقا أو مزروعة بأنظمة تتبع العدو يعتمد بشكل كبير على تفاعلك العفوي ومشاركتك غير المقصودة للصور والمواقع والمواقف والتلميحات ومن هنا تأتي أهمية الوعي وعدم نشر أي معلومة قد يستفيد منها العدو حتى دون أن تدري..