الضربة الأمريكية للمفاعل النووي السلمي الإيراني ، انتهاك صارخ ، وفشل ذريع
بقلم _ د. حسين علي السلطاني
كما كان متوقعا ، أقدمت الادارة الأمريكية الرعناء على ضرب ثلاثة مواقع للبرنامج النووي السلمي الإيراني ، وذلك صباح هذا اليوم الاحد ٢٠٢٥/٦/٢٢
وقد جاء هذا الاجراء الأمريكي الظالم من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني من ورطته التي وقع فيها إثر هجومه الغادر على الجمهورية الإسلامية ، فقد وضع هذا الكيان هدفا لهجومه في بداية الأمر تمثل بالقضاء على البرنامج النووي السلمي الإيراني ، وقد أغرته الضربة الاولى فصعّد من سقف أهدافه واعلن انه يهدف إلى اسقاط النظام السياسي في إيران وتصفية قيادته المتمثلة بالمرشد الأعلى آية الله العظمى السيد الخامنئي ( دام ظله الشريف ) وفي مرحلة لاحقة قال : يريد القضاء على المنظومة الصاروخية التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية ، وقد فشل في تحقيق كل ذلك ، وبالمقابل استطاعت الجمهورية الإسلامية أن توجه ضربات موجعة للكيان الصهيوني طالت منشآت مهمة له : أمنية وعسكرية و مراكز أبحاث نووية وتكنولوجية ، مما أدى إلى حدوث شلل تام في الداخل الإسرائيلي على صعيد النشاط الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي ، فأخذ السخط الشعبي يتصاعد يوميا في أوساطه و يطرح استفهامات متعددة عن ما تمّ تحقيقه من الاهداف التي أعلنها نتنياهو لهجومه الظالم على الجمهورية الاسلامية .، خصوصا وهو يرى إنّ المجتمع الإيراني زاد من تماسكه واصراره على الدفاع عن حقوقه ، كما أنّ التأييد العربي والإسلامي أخذ يتصاعد في وقوفه مع الجمهورية الإسلامية ، واستنكاره للهجوم الاسرائيلي بشكل ملفت ، كما أنّ الخطاب الإعلامي والسياسي المنطقي الذي إعتمدته الجمهورية الإسلامية في بيان الانتهاك الصارخ والاعتداء الآثم الذي تعرضت له من قبل الكيان الصهيوني اخذ هو الآخر يلقى أذانا صاغية لدى الرأي العام الإقليمي والعالمي .
هذا المأزق الخانق وضع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية المساندة له بين نارين : بين الاستمرار في المعركة – التي بدت إمارات الانهيار تلوح على قدرة الكيان الصهيوني في الاستمرار بها ، والذي كان يمنّي نفسه ان يحقق فيها نصراً عاجلا وخلال أيام محدودة ، في حين أنّ المعركة تشرف على مضي أسبوعها الثاني ولم يتحقق شئ لهم ، بل اخذ ميزان القوة يتجه لغير صالحهم – وبين انهاء الهجوم و إنقاذ أنفسهم من هذه الورطة الكبيرة ، وفي هذه الحالة ستكون اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية قد منيت بهزيمة نكراء من جهة و تحقق نصرا كبيرا للجمهورية الإسلامية من جهة أخرى ، و للخروج من هذا الأزمة الحادة للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية معا أقدمت الادارة على جريمتها الشنيعة بضرب مواقع المفاعل النووي السلمي الإيراني ظنا منها أن تنقذ الكيان الصهيوني من ورطته وحفظ ماء وجهه الأسود ، لكن عبثا تفعل أمريكا فإنّ هذا الإقدام الظالم والانتهاك الصارخ للقوانين الدولية والمواثيق العالمية ، سيضع أمريكا على رأس الدول المنتهكة للقوانين الدولية – وحق استقلال الدول ، وحريات الشعوب في العيش بحرية وكرامة ، وتقرير مصيرها بيدها – والمزعزعة للسلم المجتمعي العالمي ، والمساندة لأخطر كيان متمرد على إرادة المجتمع الدولي بأسره ، ويقترف يوميا جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام وابناء غزة بشكل خاص ، وبالمقابل سيضع الجمهورية نموذجا بارزا في الثبات والصمود والتضحية والاستبسال في الدفاع عن حقوق بلدها وكرامة شعبها ، واستقلال نظامها السياسي
( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )
هود : ٨١