حين تكتب النعي الأخير للكيان الصهيوني (إيران والنصر المحتم )
بقلم _ ماجد التميمي تعز
هي معركة مصيرية اليوم ، بعد أن انكشف الغطاء وتبين حجم القوى التي تحارب جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
هذا التكالب الصليبي مرده خطة تلك الدول لرؤية شرق أوسط جديد وفق معطيات جديدة تستبعد الدور العربي والإسلامي لتتولى إسرائيل زمام القيادة .
ولا يحق لأحد اليوم الحديث عن أي ضعف في المسار الدفاعي أو القدرات العسكرية الهجومية لإيران ،لأن ما فعلته خلال الأيام المنصرمة كان مرضياً إلى حد كبير ، كما أن حجم التفوق العسكري وتحول البلدان المجاورة ، للأسف ، إلى مسرح لإنطلاق العمليات العسكرية ضدها ما جعلها مكشوفة وأكثر ارتباكا ، كأنما تواجه العالم بأسره .
لقد تابع العالم الإسلامي ما كان من تدخل أمريكي وقصف على المفاعلات النووية الإيرانيه السلمية وما أعقبها من تصريحات مستفزه لرئيسها الذي يتقلد دور المهرج للتنصل من أي التزامات أخلاقية أو سياسية ، في خطوة تهدف إلى تحطيم مكامن القوة في العالم الإسلامي ، وإيران ليست سوى خط الأساس في هذا المشروع الغربي الإنتقامي .
ثم أنهم ، بعد كل هذا ، يتحدثون بوقاحة عن السلام وسط كل هذا الدمار، سلام بوهج الإشعاع النووي ، أليس هذا سوى استفزازا هدفه النيل من كرامة أمة بأسرها ؟
إنها معركة تقرير المصير ، والطريق إلى مفاعل ديمونه بات مشروعاً أكثر من أي وقت مضى ، ونعلم بفداحة هذا الأمر على المستوى الإقليمي ، لكن ضرورات المعركة وحق الدفاع لم يترك خيارا آخر ، كما تقتضي الضرورة عودة معركة البحر الأحمر للتأكيد على وحدة الهدف والمصير .
لدى امريكا قواعد عسكرية كبيرة في المحيط المجاور وبمقدور إيران إستغلال هذا الأمر ، بمقدار ما تسمح به استراتيجيتها العسكرية والضرورة التي تقتضي لذلك ، مع معرفتنا بخطورة هذه الخطوة، على الأقل الآن ، إلا أن هذا قد بات ثانوياً بعد هذا التدخل السافر والوقوف العلني مع الكيان الصهيوني.
إن أكثر ما يثير الغضب والاستهجان هو الصمت العربي والإسلامي والاكتفاء بتصريحات سطحيه فيها من الذل والإنكسار أكثر مما فيها من وضوح في الموقف ، ولو كان هناك تحرك عربي وإسلامي واضح وصريح ما وصلت الأمور إلى هذا النحو من الغطرسة الصهيونية والأمريكية والغربية .
إننا نعيش في رقعة واحدة ، ونتكلم لغة واحدة ، ونعبد إلها واحدا ، ومع ذلك ترانا أكثر تمزقا وأكثر ضعفاً وبيننا وبين أهدافنا وعروبتنا وإسلامنا مسافة ضوئية ، ولعل هذا ما شجع كيان صغير – مدعوم أمريكيا وغربيا – مثل إسرائيل إلى التمادي على أربعة بلدان عربية وأتبعها بإيران .
ستنتصر إيران برغم هذا التخاذل الاسلامي ، اليوم أو غداً ، وسيعلم هؤلاء المتخاذلون أي منقلب سينقلبون .