يا أَيُّهَا الَّذِي شَارَفَ عَلَى التِّسْعِينَ

بقلم_ علي السراي

سَيِّدِي وَقَائِدِي
أيُها الخامِنئيّ العَظِيم
يَا عَاصِفَ النَّارِ وَقَبْضَةَ الْكِبْرِيَاءِ،
الَّذِي أَطَالَ سُهَادَ الْقَوْمِ حِينَ فَتَحَ عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ.

قَدْ سَمِعْنَا عَنْ غَضَبِ الْهَوَاشِمِ وَقَرَأْنَا عَنْهُ،
وَعَنْ غَضَبِ عَمِّكُمُ الْعَبَّاسِ حِينَ يُزَمْجِرُ فِي الْمِيدَانِ،
فَلَا يَبْقَى مَيْمَنَةٌ سَالِمَةٌ إِلَّا وَعَطَفَ عَلَيْهَا بِمَيسرَةٍ،
خَائِضًا فِي الْقَلْبِ، فَلَا تَعْرِفُ حِينَئِذٍ مَيْمَنَتَهَا مِنْ مَيْسَرَتِهَا.

يَا أَيُّهَا الَّذِي شَارَفَ عَلَى التِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ رُوَيْدًا،
لَقَدْ هَزَمْتَ الْقَوْمَ وَطَحَنْتَهُمْ،
تَمَامًا كَمَا كَانَ جَدُّكَ الَّذِي يُكنى بِالْمَوْتِ الْأَحْمَرِ،
ذَلِكَ هُوَ عَلِيُّ خَيْبَرَ.

مَقْتَلُهُمْ كَانَ فِي رِهَانِهِمْ عَلَى صَبْرِكَ،
ذَلِكَ الَّذِي خَدَعَهُمْ وَأَوْقَعَهُمْ فِي فَخِّكَ،
فَكَانَ حَتْفَ الْكِيَانِ.

لَقَدْ تَمَادَى الْقَوْمُ فِي غَيِّهِمْ،
فَاغْتَالُوا الْمَطَارَ، فَالضَّاحِيَةَ،
فَقَادَةً لِلْحَرَسِ شُجْعَانًا، صَادِقِينَ عِندَ اللِّقَاءِ.

“حَتَّى إِذَا فَارَ التَّنُّورُ”
أَلْقَيْتَ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا،
وَسَقَيْتَ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا،
حمَمًا قَاصِفَةً أَرْعَبَتِ الْكِيَانَ وَقَادَتَهُ وَقَطِيعَهُ،
أَذْهَلْتَهُمْ، وَمَعَهُمْ كُلّ الذُّيُولِ وَالْحُلَفَاءِ.

يَا أَيُّهَا الَّذِي شَارَفَ عَلَى التِّسْعِينَ
قَدْ عَلَوْتَ،
فَحَطَّمْتَ، وَأَرْعَبْتَ، وَجَنَّدْلتَ،
وَالْقَوْمُ يَهْرُبُونَ مِنْ أَمَامِكَ وَجُنْدِكَ،
“كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ”.

غَوْثًا يَصْرُخُ الصهاينةُ اليومُ، يَسْتَغِيثُونَ،
يَنُوءُونَ مُثْقَلِينَ بِالْجِرَاحِ،
يَعَضُّونَ أَصَابِعَ النَّدَمِ، وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ.

يَا أَيُّهَا الَّذِي شَارَفَ عَلَى التِّسْعِينَ،
هُوَ ذَاتُ الْكِيَانِ الْحَدِيدِيِّ، وَالْجَيْشِ الَّذِي لَا يُقْهَرُ،
فَلَمْ يَتَبَدَّلْ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ وَاحِدٌ،
وَهُوَ الْعَقِيدَةُ الْحَقَّةُ الصَّادِقَةُ.

الْعَقِيدَةُ الَّتِي حَطَّمَتْ أُسْطُورَةَ الْكِيَانِ الْوَرَقِيِّ وَجَيْشِهِ الْمَهْزُومِ،
وَلَا ضَيْرَ، أَوَلَسْتَ ابْنَ مَنْ حَطَّمَ الْأَبْوَابَ، وَهَزَّ الْقِلَاعَ، وَقَدَّ وَشَطَرَ؟

سَيِّدِي، يَا أَيُّهَا الَّذِي شَارَفَ عَلَى التِّسْعِينَ،
تَرِبَتْ يَدَاكَ الْقَابِضَةُ عَلَى قَبْضَةِ ذِي الْفِقَارِ،
فَكَمْ مِنْ جِرَاحِنَا كَانَتْ صَوَارِيخُكَ لَهَا بَلْسَمًا؟
وَكَمْ فَرْحَةٍ قَدْ دَخَلَتْ قُلُوبَنَا الْمَكْلُومَة،
وَهِيَ تَرَى مَشَاهِدَ الْبَالِسْتِيِّ وَالدَّقِيقِ يَدُكَّانِ الْكِيَانَ؟

يَا أَيُّهَا الْمُشَارِفُ عَلَى التِّسْعِينَ،
أَلَا يَحِقُّ لَنَا كَأُمَّةٍ أَنْ نَفْتَخِرَ بِكَ؟
فَرَغْمَ سِنِي عُمْرِكَ الشَّرِيفِ الَّتِي شَارَفَتْ عَلَى التِّسْعِينَ،
قَدْ أَرَيْتَنَا طَرَفًا مِنْ شَجَاعَةِ كَرْبَلَاءَ،
وَلَمْحَةً مِنْ بَأْسِ حَيْدَرَ.

فَسِرْ رَاشِدًا يَا ابْنَ فَاطِمَةَ،
مُشْرِقًا شِئْتَ بِنَا،
أَمْ شِئْتَ بِنَا مَغْرِبًا،
فَوَاللهِ لَنْ نَتْرُكَ سَاحَكَ،
وَأَمْرُكَ نَعْشَقُهُ،
حَرْبًا،
نَطْحَنُ عِدَاكَ، وَنُذِيقُهُمُ الْمَذَلَّةَ.

مَعَكُمْ مَعَكُمْ
حَتَّى تَسْلِيمِ الرَّايَةِ إِلَى صَاحِبِهَا،
أَرْوَاحُنَا لَهُ الْفِدَاءُ

يانِعمَةَ اللهِ عَليّنا في الزمنِ العصيّب.

اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِوَلِيِّكَ الْفَرَجَ وَالْعَافِيَةَ وَالنَّصْرَ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى