العدوان الأمريكي على إيران….. الخيبة والفشل

بقلم _ محمد علي الحريشي
اليمن

تعرضت الجمهورية الإسلامية في إيران صباح اليوم؛ «الأحد22 يونيو/حزيران»، لعدوان عسكري أمريكي، على ثلاثة مواقع تتبع البرنامج النووي السلمي الإيراني، في «أصفهان ونطنز وفوردو»، العدوان العسكري الأمريكي على إيران، هو عدوان همجي سافر، على دولة مستقلة ذات سيادة، ومخالف لكل القوانين والأعراف الدولية.
ليس هناك من مبررات قانونية، لشن العدوان العسكري على إيران، حتى المؤسسات الدستورية الأمريكية، وجهت رفضها للرئيس الأمريكي «ترامب»، وحذرته من مغبة شن عدوان غير محمود العواقب على إيران، هناك أصوات داخل أمريكا، عبرت عن رفضها للإجراءات المزاجية، التي إتخذها الرئيس الأمريكي ضد إيران، فجماعة اللوبي اليهودي الصهيوني وجماعة الصهيونية المسيحية داخل أمريكا، يعتبرون نظام الثورة الإسلامية في الإيران، التهديد الأكبر على مستقبل الوجود اليهودي الصهيوني المحتل في فلسطين.
بعد عملية «طوفان الأقصى»، إستطاعت الإدارة الأمريكية، من خلال دعهما العسكري والسياسي اللامحدود، لحكومة كيان الصهيوني، وبواسطة شبكة العملاء والجواسيس والخونة، وبفعل الحرب الإلكترونية وحرب الدعاية، من خلخلة قيادة حزب الله اللبناني بالإغتيالات والضربات العسكرية المدمرة، مما أثر في أهم جبهة مقاومة رديفة، للمقاومة الإسلامية الفلسطينية وتحييدها، وهذا نتج عنه الإنهيار السريع، للنظام السوري، أمام المجاميع الإرهابية الداعشية، التي دعمتها المخابرات الأمريكية والحكومة التركية والأنظمة الخليجية المطبعة، وبعد تحييد جبهتي حزب الله والنظام السوري، توجهت المحاولات الأمريكية والصهيونية، لتحييد جبهة المقاومة الثالثة وهي الجبهة اليمنية، لكن وقوف القيادة والجيش اليمني، في وجه العدوان الأمريكي والتصدي له، افشل محاولاتهم، وخرجت أمريكا مهزومة من المواجهة العسكرية مع اليمنيين، تفتحت شهية اللوبي اليهودي الصهيوني وجماعة المحافظين الجدد، في أمريكا وحكومة كيان العدو الصهيوني، في جانب القضاء على نظام الثورة الإسلامية في إيران، بإعتباره رأس الحربة والراعي لقوى محور المقاومة، المناهض للسياسات الأمريكية والمناهض للوجود الصهيوني المحتل لفلسطين، فتوجهت سهام المؤامرات على الدولة الإيرانية بإعتبارها الخطر الأكبر أمام الوجود اليهودي الصهيوني المحتل في فلسطين، والخطر المتربص بالمصالح الأمريكية في المنطقة، لذلك توجهت الجهود الأمريكية والصهيونية نحو إيران، وتخيل لهم أن أمامهم فرصة ذهبية، للقضاء على نظام الثورة الإسلامية في إيران، ولم يكن مشروع المفاوضات الأمريكية الإيرانية،غير المباشرة، إلا الفصل الأول من مسلسل وسيناريوهات أمريكي صهيوني وبدعم مال النفط الخليجي، للقضاء على الدولة والنظام الإيراني، أراد اللوبي اليهودي الصهيوني الأمريكي، أن تكون المفاوضات الأمريكية مع إيران، واجهة سياسية لفرض أمريكا نقاط في المفاوضات لاتقبل بها إيران، لتجد الإدارة الأمريكية المبررات السياسية، لشن العدوان عليها، بحجة القضاء على البرنامج النووي الإيراني، لكن تلك الحجة هي مخادعة، فليس الهدف الإساسي من العدوان على إيران، هو القضاء على البرنامج النووي السلمي لإيران فحسب، لكن الصحيح هو القضاء على النظام الإيراني، كما تم في العراق بعد عام 1990،حيث كان مبرر العدوان على العراق، هو القضاء على الخطر الذي يشكله البرانامج الكيميائي والنووي العراقي، كانت الأهداف الحقيقية من العدوان على العراق، تمشي في مسار آخر، وهو القضاء على الدولة والجيش ووحدة الشعب العراقي، وإزاحة قوة عسكرية عربية تشكل تهديداً لأمن ووجود الكيان الصهيوني.
هكذا يراد لإيران، لقد تفتحت شهية الصهيونية والماسونية الغربية، بالقضاء على النظام السياسي في إيران، بعدما توهموا بالقضاء على مقاومة حزب الله في لبنان، وبعدما أطمأنوا بالقضاءعلى الدولة السورية، حتى يتسنى لهم فرض واقع مايسمى بالشرق الأوسط الجديد، لن تقف حدود الأهداف والمخططات والأطماع الأمريكية والصهيونية، عند القضاء على الدولة الإيرانية، بل سوف تمتد بعد ذلك إلى مصر، بدعوى ومبررات أنها تمتلك جيشاً كبيرا، وقوات مسلحة ضخمة، وهذا يشكل تهديداً وجودياً، لما يسمى بدولة «إسرائيل»، سوف تتجه الضغوط والمؤامرات على مصر، من أجل توطين أبناء غزة في شبه جزيرة سيناء، ومن أجل تخفيض عدد قواتها المسلحة و تفكيك ترسانتها العسكرية وغيرها من المطالب، التي تهدف في النهاية إلى القضاء على الدولة المصرية، وتفتيت وحدة الشعب المصري، حتى تعيش دولة « إسرائيل» في بحبوحة من الأمن والرخاء، وتتمدد وتتوسع، إلى ماراء نهري النيل والفرات.
لكن هناك مؤشرات وبوادر قوية، لاحت وإتضحت معالمها بفشل وتعثر نجاح المخططات الأمريكية والصهيونية والخليجية، في القضاء على الدولة والنظام الإيراني، الذي أفشل المشروع الأمريكي الصهيوني الخليجي في إيران هي:
1– تماسك ووحدة الدولة والنظام الإيراني، فلم ينهار نظام الحكم في إيران بفعل الضربة العسكرية الأمريكية الصهيونية الاولى، التي إستهدفت القضاء على قيادات الصف الأول، من السياسيين والعسكريين وعلماء الطاقه النووية، رغم كل الجهود الإستخباراتية التي سخرت منذ عدة سنوات.
2– تمتع الجمهورية الإسلامية في إيران، بقوات مسلحة ضخمة وقوية وتمتلك مهارات قتالية عالية، وقوات صاروخية نوعية متعددة، وطيران مسير حديث،وقوات حرس ثوري،وقوات بحرية حديثة ، فالضربات العسكرية الإيرانية، ضد كيان العدو الصهيوني، أصابت حكومة الكيان في مقتل، وهذا ولد قناعة لدى الأمربكي والصهيوني، بإستحالة تنفيذ مشروع القضاء على الدولة والنظام الإيراني، فعاشت الدوائر الصهيونية والدولة العميقة داخل أمريكا خلال الأسبوع الماضي، في أوضاع يرثى لها، من الإضطراب والشعور بخيية الأمل، خاصة عندما تناقلت مختلف وسائل الإعلام، صور الدمار والخراب الذي خلفه السلاح الإيراني، في مختلف المواقع والمنشاءات العسكرية والإقتصادية الصهيونية، وكيف إستطاع السلاح الإيراني تحييد أحدث المنظومات الدفاعية الأمريكية والصهيونية، تلك الصور ومقاطع الفيديو، أصابت العقل الصهيوني الماسوني الغربي بالجنون، وأصبح الأمر لايشكل خطورة وتهديداً للوجود اليهودي الصهيوني في فلسطين فحسب، بل يشكل تهديداً على مقومات مايسمي بالحضارة الغربية برمتها.
فجاء القصف العسكري الأمريكي، ضد المنشاءات النووية الإيرانية، ليغطي على واقع القوة الإيرانية الصاعدة، ولينقذ حكومة وجيش الكيان الصهيوني، من الغرق والكارثة التي تنتظر ماتسمى بدولة «إسرائيل»، فمهما كانت الآثار السلبية، التي سببتها الضربة العسكرية الأمريكية في المنشاءات النووية الإيرانية، فعلى القيادة الايرانية، الإستمرار وبنفس الوتيرة، لتسديد الضربات الصاروخية وبالطيران المسير، على القواعد والمنشاءات والمراكز والمدن الصهيونية، والتركيز على تدمير مطار اللد «بن غوريون» وتعطيله من الحركة،وتدمير ميناء حيفا وقصف كل سفينة تدخل في الميناء، وعليها المضي إلى الأمام في هذا الإتجاه، على القيادة الإيرانية عدم الإلتفات وعدم التجاوب، مع أية وساطات أوجهود من أية جهة كانت، تطالب بوقف إطلاق النار على كيان العدو الصهيوني، حتى لو أوقف الجيش الصهيوني عدوانه على إيران، على القيادة الإيرانية ممارسة نفس السيناريو، الذي إتبعته في إنهاء حربها مع العراق عام 1988،عندما تدخلت الإمم المتحدة ومجلس الأمن الدول وعدد من الدول، بوساطات لوقف العدوان، وكانت القيادة الإيرانية، في عهد قائد الثورة الإسلامية آية الله الإمام الخميني قدس الله سره، يواجه تلك الوساطات، بالرفض والتصلب وفرض شروطه، على القيادة الإيرانية ممارسة نفس السيناريوهات، مع كيان العدو الصهيوني، لأنه رأس كل بلاء وشر في المنطقة، وهو قاعدة غربية صليبية صهيونية ماسونية متقدمة، في المنطقة العربية والإسلامية.
3–على القيادة الإيرانية، التخطيط بشكل ممتاز، وبما يحفظ كرامتها ويحقق أمنها وإستقرارها وسمعتها الدولية، في عملية رد مناسبة ومدروسة وموجعة للعدو الأمريكي، تكون ضربة عسكرية مركزة ومدمرة، لأحد قواعدها العسكرية الإستراتيجية في المنطقة.
4–على القيادة الإيرانية، توزيع مخزونها من الصواريخ والطائرات المسيرة، في أماكن متفرقة من إيران،حفاظاً عليها من القصف الأمريكي والصهيوني لأن قوة إيران التي سوف تلحق الهزمة بالمشروع اليهودي الصهيوني في المنطقة، وتلحق الهزيمة بمشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، هو السلاح الصاروخي وسلاح الطيران المسير الإيراني.
5– ثقتنا كبيرة أن القيادة والجيش والشعب الإيراني، سوف يتجاوزون العدوان الأمريكي الصهيوني، وسوف يعيدون كل ماتهدم ودمر، وسوف يحققون النصر الأكبر، على المشروع اليهودي الصهيوني في المنطقة، وسوف يتحقق وعد الله ووعد الآخرة، بعودة فلسطين والقدس الشريف إلى أهلها الشعب الفلسطيني العربي المسلم.
وحتماً سوف تنتصر إيران في مواجهتها مع الطغيان الأمريكي والصهيوني، لأنها تحمل مشروع ثورة إسلامية صادقة، أساسها الثقة بالله والتوكل عليه والإعتماد عليه، في مواجهة الطغيان والكفر، والله سبحانه وتعالى قد وعد عباده المؤمنين الصابرين المظلومين، بالنصر والتمكين والإستخلاف في الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى