الطوفانُ الكونيُّ… بشائرُ الفتحِ وعذابُ الأممِ: حينَ عاد نوحٌ من غزَّةَ واشتعلت الأرضُ بعدلِ السماء.
بقلم _ عدنان عبدالله الجنيد” أبو الحمزة”.
كاتبٌ وباحثٌ سياسيٌّ مناهضٌ للاستكبارِ العالميِّ
{ فَفَتَحْنَا أَبْوَٰبَ اَ۬لسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنْهَمِرٖۖ (١١) وَفَجَّرْنَا اَ۬لْأَرْضَ عُيُوناٗ فَالْتَقَى اَ۬لْمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٖ قَدْ قُدِرَۖ (١٢) }[سُورَةُ القَمَرِ: ١١-١٢].
طوفانُ الأقصى… إعلانُ الكَون أنَّ عدالةَ اللهِ قادمة:
إنّ طوفان الأقصى لم يكن مجرّدَ عمليةٍ عسكريةٍ عابرة، بل كان الطور الأول من الطوفان الكوني المنتظر، والشرارة التي فجّرت سكون الكون، وأعلنت أن مرحلة الحُكم الإلهيّ قد بدأت.
لقد بلغ العالم نقطة اللاعودة، وانتهت مهلة الحكمة الربانية التي كانت تُمهل ولا تُهمل، وتكشّفت الأقنعة عن وجوهٍ كانت تدّعي الإنسانية وهي تغمس يدها بدماء أطفال غزة.
غزَّةُ… حينَ خرج الطوفانُ من تحتِ الأنقاض:
لم يعد نوحٌ يبحث عن خشبٍ لصناعة سفينته… لقد صنعَ أهلُ غزة طوفانهم من تحت الركام.
من رمادِ البيوت، من دمع الثكالى، من عظام الشهداء… خرج الطوفان.
لكنه لم يأتِ بماء، بل بـصواريخ تُصيب ولا تُخطيء، وبـمسيّراتٍ تشقّ سماءَ الكيان، وبزلازلَ تُفجّرُ الأرضَ تحت أقدام الطغاة.
غزّةُ لم تكن مجرّد ساحةٍ للمعركة… بل كانت الرمز والرسالة، وكانت هي الرسولة.
أرادوا محوها، فكتبت التاريخ.
أرادوا تهجيرها، فهُجّر المستوطنون.
أرادوا تركيعها، فركع المشروع الصهيوني أمام صمودها.
فلسطين… حين يقودُ المظلومُ معركةَ العدلِ الكونيّ:
صابُ الحقِّ لا يحتاجُ إلى اعترافٍ دوليٍّ مزيّف، بل إلى شرفِ المقاومة.
طوفان الأقصى لم يأتِ ليطالبَ بحقّ، بل ليأخذَه بقوة السماء.
من جرحِ الطفلِ الفلسطيني خرج البركان، ومن ضميرِ أمٍّ ثكلى وُلد الزلزال.
هكذا عادت سنّة نوح، لا على هيئة سفينة، بل على هيئة طوفانٍ ثوريٍّ سماويٍّ، لا يُبقي ولا يذر.
إيرانُ… حينَ تصرخُ القلاعُ بالعقيدة:
بينما هرولَ المطبعون نحو سرابِ “السلام”، بقيت إيران القلعةَ الوحيدة التي لم تهتزّ.
قصفت “إسرائيل” قنصليتها، فكان الردّ عقيدةً على هيئة صواريخ.
انطلقت الشهب الإيرانية من عمق الأرض، تتهادى فوق سماء يافا المحتلة، معلنةً أن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى.
كان الردُّ الإيرانيّ تجلّيًا من تجليات “بشائر الفتح”:
قصفٌ مباشرٌ لقواعد أمريكا في “العديد”
تعطيلُ الملاحة في الخليج
تهديدٌ جادٌّ بإغلاق مضيق هرمز وباب المندب
انسحاب السفن الكبرى
إعادة تشكّل التحالفات العالمية مع موسكو وبكين
لم تكن الضربة ردًّا… بل كانت إعلانًا أنَّ السماء قد فتحت أبوابها، وأن العدالة نزلت نارًا لا مطرًا.
أمريكا… حينَ ضربت فاشتعلت الأرض تحت قدميها:
أرادت أمريكا أن تُرهب إيران والعالم، فضربت بصواريخ الشبح من بعيد، لكنها فجّرت بوابة الجحيم.
سقط الردع الأمريكي، وتحوّلت القواعد الأمريكية إلى أهدافٍ مكشوفةٍ في صحنِ النار، وانكشف مشروعها الإمبراطوري في المنطقة.
إنّها نهاية عهد الهيمنة… وبداية عهد الحساب.
“بشائرُ الفتح”… حينَ نطقَ الحديدُ وسكتَ الكلام:
في قلب هذا البركان الجيوسياسي، لم تعد القوانين الدولية تحكم، بل تحكم السماء.
لم تعد الأمم المتحدة مظلّةً للحقوق، بل غرفة عمليات استخباراتية تدير الحرب لصالح العدو.
كلّ شيءٍ تحت مرمى النار:
السماءُ لم تعد آمنة
البحار لم تعد صالحة للملاحة
القواعد لم تعد محصّنة
كلّ نارٍ تحت أمر السماء… وكلّ ظلمٍ يُقابله الآن حكمٌ إلهيٌّ منفّذٌ في الأرض.
المعادلة انقلبت… والسفن تهربُ من البحار!
لم يعد الخليج تحت سيطرة الأساطيل الأمريكية، بل صار الأسطول تحت مرمى الردع.
قاعدة العديد على حافة الانفجار
مضيق هرمز في مرمى الإغلاق
باب المندب على شفا التصعيد
انسحاب السفن التجارية
هروب ناقلات النفط
وتحوّل الموانئ الخليجية إلى ساحاتِ قلقٍ وموتٍ مؤجّل
هذا هو الطوفان حين يُطلقه الله… لا يمكن إيقافه.
الطوفانُ الكونيُّ… العدالة بصيغة النيران:
ما يجري ليس تصعيدًا عسكريًّا… بل تنفيذٌ لحكمٍ ربانيٍّ مؤجّل.
لقد سُفكت دماءُ الأبرياء، وشاركت أممٌ ومؤسسات في الجريمة، فكان لا بدّ أن ينطق القدر.
عادت سنة نوح، ولكن بوجهٍ جهاديٍّ مقاوم.
من لم يأخذ نصيبه من الطوفان الأول… له موعدٌ مع الطوفان الثاني.
المستوطنون يُهجّرون… وأهل غزّة يُرسّخون الأرض
أراد العدوُّ تهجير الفلسطينيين، فها هم المستوطنون يهربون من الأرض التي احتلّوها:
انهيار البورصة في تل أبيب
هروب جماعي من “غلاف غزة”
نزوح داخلي إلى شمال الكيان
وتزايد تذاكر الهروب إلى أوروبا
بينما أهل غزة صامدون كالجبال، يُصلّون فوق أنقاض بيوتهم ويكتبون نصرهم بالدم.
الطوفانُ لا يتوقّف… والفتحُ آتٍ:
لم تعد الحرب بين دول، بل بين السماء والأرض.
لم تعد الأنظمة تفرض المعادلات، بل الدماء هي التي تصنع الجغرافيا الجديدة.
الطوفان الكونيّ بدأ، وبشائر الفتح تلوح في الأفق:
كلّ من خذل فلسطين سيُخذل، وكل من سكت عن المجازر سيكون له في العذاب نصيب.
هذا وعدُ الله… ووعدُ الله لا يُخلف: “إن سكان غزّة، الذين أرادوا تهجيرهم، ظلّوا صامدين كالصخر، بينما المستوطنون الذين اغتصبوا الأرض باسم الحق المزيف، يفرّون منها كمن يفرّ من الطاعون.
تلك هي العدالة الإلهية حين تُنفّذ، لا تحتاج لمحاكم، ولا تنتظر قرارات أممية.”
اثبتوا في مواقعكم، فالفتحُ بدأ، والطوفان لن يتوقّف إلا حين تطهُر الأرض من الظلم.
ولأنّ وعدَ الله حق… فإنّ الغدَ لنا.