قراءة للأحداث من مكان مرتفع، إيران لا تخشى أحد..!!

بقلم _ غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

▪ المجتمعات المترفة لا تصنع الفوارق.

تعلمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن المجتمعات التي لا تتحمل المسؤولية وتتعالى على المحرمات، ولا تمتلك مرجعية دينية أو أخلاقية، ولا تستجيب للكلام، وإذا لم يتحقق منها التمحيص وإختبار الإيمان، ولاتصبر على الأبتلاءات ولا تثبت في الشدائد، لا ينتظر منها التغيير ولا تنموا فيها الثورات الإسلامية، ولا التطورات الميدانية، وهذا ما أدركته قيادة الثورة إلاسلامية الإيرانية، وأمنت به، ونقلته إلى الامة الإيرانية الشريفة، لتصبح أمة ذا قيمة عليا عكس الأمم الأخرى، المتوغلة في التنعم والترف، فهي أقرب مايكون إلى تماثيل شمع متحركه، مع عروض قوية للإكل والتكاثر فقط، وهذا ما يفسر ميل الإيرانيين للإتحاد والالتفاف حول النظام السياسي والمرجعية الدينية في جمهورية إيران الإسلامية، وأظهار أكبر قدر ممكن من الدعم والتأييد في مواجهة التحديات المصيرية الخارجية، مثلما يحصل اليوم تماماً في المواجهة المصيرية مع العدو الصهيوـأمريكي.

▪ أصدقاء إسرائيل، والمراهنه على سقوط النظام في جمهورية إيران الإسلامية.

تنتظر المجتمعات العربية السنية «من باب تسمية الأشياء بمسمياتها، والمصداقية في طرح الفكرة» وعلى سبيل الأمثلة غير الحصرية، تنتظر هذه المجتمعات في نمطها الجديد، داخل العراق ولبنان واليمن، بما فيها بعض الأقليات في داخل إيران نفسها، نتائج الحرب الصهيوـأمربكية على جمهورية إيران الإسلامية بفارق الصبر، لعلها تكون أخر الصولات العسكرية التي ستقضي على جمهورية إيران الإسلامية، فألقى الشيطان في صدورهم أعظم أمنياتهم ”سقوط النظام السياسي الإيراني“ والذي يحمل شعار يالثارات الحسين، وطاف في مخيلتهم حلم القضاء على الشيعة، على أعتبار أن بقاء الأنظمة السياسية في الدول المذكوره أعلاه مرتبط أرتباط وثيق بالنظام السياسي في إيران فأن سقط، ستسقط معه كل الأنظمة السياسية التى تحمل نفس الشعار، فيخطفون ثمارها لصالحهم ويصدرون أنفسهم على أنهم ابطال هذا التغيير، بغية الحصول على مكاسب سياسية في بلدانهم، بينما المجتمعات السنية الأخرى ذات الصلة، متحمسين لنفس السبب أعلاه، لذلك نراهم حالياً يكثرون من سجدات الشكر للصهاينة، ويفيضون عليهم بدعاء التسديد والرفعة في نوافل الليل وأطراف النهار.

▪ الحرب الصهيوـأمريكية والصمود الإيراني.

وضع الثنائي ”الصهيوـأمريكي“ في حربهم المفروضة على جمهورية إيران الإسلامية، أهداف عظيمة، وغالباً مادارت حول إعادة تنظيم الخارطة السياسية للشرق الأوسط، وتحقيق مكاسب إقليمية ”سياسية ودينية وعسكرية“ وإلحاق الهزيمة بالأيدولوجية الإيرانية، وفرض السيطرة المطلقة على جمهورية إيران الإسلامية، بينما وضعت الأخيرة أهداف دفاعية وأنتقامية، وأعادة الردع النوعي في المنطقة، وبالمحصلة النهائية، لم يحقق الثنائي ”الصهيوـأمريكي“ بأعتبارهما الاقوى عالمياً وإقليمياً، أي هدف من أهداف المعركة، بينما أستطاعت طهران أن تعيد رسم خارطة الهيمنة والنفوذ، وأرغمت العدو على الإنكسار، وثبتت معادلات ردع نوعي جديد في المنطقة، سيبنى عليه المستقبل العسكري الأقليمي، وهذا ما لا يفهمه أصدقاء إسرائيل من العرب والمسلمين في الشرق الأوسط.

▪ السلوك القيادي الإيراني واليد على الزناد.

لدى جمهورية إيران الإسلامية شعور سلبي تجاه كل قرارات أمريكا وإسرائيل، وحالات المغالبة والمراوغة والمحايله والأكاذيب، التي لوحظت عليهم مؤخراً بشكل لافت للأنتباه، لذلك ستبقى القوات العسكرية الإيرانية، يدها على الزناد دائماً تحسبا لأي حماقه قد يرتكبها العدو الصهيوـأمريكي في اي لحظه، والمحافظة على القدرة الرادعة التي تم تعزيزها بقوة في هذه الحرب، وهذا ما أعلنت عنه إيران الإسلامية اليوم.

▪ العدو وأنتظار الفرصة السياسية.

الإستراتيجية التي سيعتمد عليها ثنائي الشر في واشنطن وتل أبيب، ستعمتد بالدرجة الأساس على نظرية ”الفرصة السياسية“ وأنتظار الحركات الاجتماعية المتأثرة بهم في الداخل الأيراني، وتنظيمها من جديد، وأيهامها بأنها تمتلك الفعالية السياسية والرمزية الإجتماعية، لزرع روح التمرد لديها، وبمجرد أن تذهب أمريكا وإسرائيل بهذا الاتجاه، فهذا يعني ”قلة حيلة“ بتعريفها المعروف الدال على العجز وعدم أمتلاك القدرة على مواجهة القدرات العسكرية الإيرانية، واللجوء إلى هذه الإستراتيجية وتحديداً في مثل الحالة الإيرانيةـالإسرائيلية، هزيمة ماحقه للكيان الصهيوني وأمريكا وأذنابهم العرب، ونصر ساحق لجمهورية إيران الإسلامية.

وبكيف الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى