انتصرت ايران لوحدها وانكفأ الصهاينة وحلفاؤهم الكبار وهم ذاهلون
كنوز ميديا _ متابعة
بعد وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية والكيان الصهيوني يتردد في الفضاء الإعلامي السؤال التقليدي: من هو المنتصر في هذه الحرب؟ والجواب بوضوح ان ايران هي المنتصرة، لماذا ؟ لأن هجوم يوم 13 من حزيران الجاري على ايران هو مشروع للقضاء على نظام الجمهورية الإسلامية ، وقلب نظام الحكم، وقد فشلت العملية، واستعادت طهران زمام المبادرة في ساعات وبدأت هجومها المقابل على الكيان الصهيوني، وانقلبت الموازين وبدأ الكيان ومن يسانده بدفع ثمن باهظ هو الاول من نوعه منذ تأسيس الكيان عام 1948.
وكانت صورة المشهد الصهيوني قبل وقف إطلاق النار بساعات صورة مرعبة لنتياهو وترامب، اذ فقد الكيان مقومات البقاء السياسية والعسكرية والاقتصادية وكانت الهجرة المعاكسة للمستوطنين على أشدها، وحكام الكيان مطلوبون دوليا بجرائم حرب وإبادة .
اي ان الكيان اصبح بحاجة لمنقذ فقام ترامب بهذه المهمة، ما حدث يعني ان المفترس تحول الى فريسة، بينما حققت الجمهورية الاسلامية في 12 يوما مكاسب كبيرة يدرجها خبراء الحرب في مقولة (تحويل التهديدات الى فرص) :
1- افشلت مشروع اسقاط النظام رغم ان الذين خططوا له ونفذوه هم الكيان وأمريكا والاتحاد الاوربي، اي انها حرب عالمية على الجمهورية الاسلامية.
2- ايران كانت لوحدها في الدفاع والهجوم مع انها دولة محاصرة اقتصاديا وتسليحيا لعشرات السنين، وهذا يعني انها واجهت كل الدول العظمى في العالم عسكريا واستخباريا واعلامياً واقتصادياً وانتصرت.
3- شهدت ايران تضامنا شعبيا هائلا فالشعب الايراني كله حتى من يعارضون النظام وقف الى جانب نظامه في مشهد نادر.
4- بضربها قاعدة العديد الامريكية في قطر وجهت ايران رسالة لكل البلدان التي تستضيف قواعد مماثلة وجعلتهم في حالة رعب كما قدمت تلويحا باغلاق مضيق هرمز، وقد فهم ترامب الرسالة بدقة.
5- وقف اطلاق النار يوفر فرصة لايران لاصلاح نظامها الاستخباري وكشف شبكات التجسس وتطوير سلاحها التقليدي وغير التقليدي وبناء منظومة دفاعاتها الجوية وتحديث اسطولها الجوي.
الكيان الصهيوني لم يحقق أيّاً من اهدافه التي كان ينادي بها في هذه الحرب، فلم يقلب النظام ولم يحقق الفوضى التي يريدها، ولم يدمر المشروع النووي الايراني بل الحقت به أمريكا اضرارا قابلة للإصلاح ، ولم يدمر منظومة الصواريخ الاستراتيجية ، واصبح في دائرة هجمة مرتدة افقدته صوابه، واصبح يواجه الخراب وتوقف الحياة في الداخل والكراهية والاحتقار في الخارج.
اسئلة الختام : هل سيخترق الكيان وقف اطلاق النار بين الحين والآخر ويوجه ضربات لايران كما يفعل الآن مع لبنان؟ ما هو موقف العالم من الإبادة المستمرة في غزة ، والتي كانت هي السبب في كل ماجرى؟ هل يمكن لترامب وحلفاءه ان يحولوا وقف اطلاق النار الى اتفاق موقع؟ وكيف ستثبت الجمهورية الإسلامية خيارات المنتصر في هذه الورقة؟ الاجوبة مؤجلة لأن الحدث مازال في بدايته.
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٦/٢٤