الأنصار
بقلم _ جميل الكامل
كَالنَّخلِ مُنتَظِرُونَ وِفدَكَ طَهَ
مُذ خَطَّ تُبَّعُ طَيبةً ، وَبَنَاهَا
نَتَنَاوَبُ استِشرَافَ كُلِّ جِهَاتِهَا
وَدُرُوبِهَا ،وَسَمَائِهَا ، وَثَرَاهَا
كَادَت مِنِ استِشرَافِنَا أَعنَاقُنَا
تَسمُوا عَلَىٰ آطَامِهِا ، وَذُرَاهَا
مَاسَاقَ رِيحٌ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةً
أَوظِلُّهَا فَوقَ الثَّرَى جَارَآهَا
إِلَّا وَشَدَّ ظِلَالُهَا أَحدَآقَنَا
لِنَرَى، وَأَرخَىٰ سَيرُهَا الأَفوَآهَا
نَرجُوا السَّحَابَ لَعَلَّ مَائَكَ تَحتَهَا
وَالنَّاسُ يَرجُونَ السَّحَابَ لِمَاهَا
وَلَّاكَ شَطرَ قُلُوبِنَا ، وَقُلُوبَنَا
إِلَّا إِلَيكَ اللَّهُ قَد وَلَّآهَا
فَلَنَحنُ… نَحنُ مُرَآدُهُ فِي قَولِهِ
( لَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَآهَا )
لنولِّينَّك شَطرَ شَعبٍ مُؤمِنٍ
نَصَرَ الرٍّسَالَةَ قَبلَ أَن يَلقَاها
شَطَرَ الذِينَ تَبَوَّؤُا دَآرَ الهُدَى
لِيُهَيِّؤُوا أَركَانَهَا ، وَبِنَاهَا
وَتَبَوَّؤُا الإِيمَانَ مِن قَبلِ الوَرَى
وَكَأَنَّمَا خُلِقُوا لِنُصرَةِ طَه
يَتَرَقَّبُونَ ضَياءَ مَقْدَمِهِ الَّذِي
سَيُطِيرُ طيبةَ فرحةً بِضِياها
شَعبٌ أَحَبَّ نَبِيِّهِ أَبْنَاؤُهُ
حُبًّ سَمَا بِنُفُوسِهِم زَكَّاهَا
يَتَنَافَسُونَ بِحُبِّهِ ، وَ بِنَصرِهِ
شَعبٌ بِخَيرِ المُرسَلِينَ تَمَاهَى
حتى أحبوا من يهاجر نحوهم
مما أحبوا من سناه الله
لا حاجة في نفس أي منهمُ
إن غيرهم مالا أراد ، وجاها
ضُرِبَت لَنَا الأَمثَالُ فِي إِيْثَارِهِم
حَاشَا نَرَى لِعَطَائِهِم أَشبَاهَا
هَذَا هُوَ اليَمَنُ الذِي بِصِفَاتِهِ
وَخِصَالِهِ كُلُّ الدُّنَا تَتَباهَا
كَانَت أَسَاسَ بِنَاءِ أُمَّةِ أَحمَدٍ
أَخلَاقِهِ فَسَمَا عَظِيمُ بِنَاهَا
وَلِذَا فَيَومَ أُرِيدَ هَدْمُ بِنَائِها
جَهرًا تَحَالَفَ ضِدَّهُ أَعدَآها
ظُلْماً وَلَم تَنْصُرهُ أُمَّةُ أَحمدٍ
وَهُو الذِي بِدِمَائِهِ رَوَّآها
وَهُوَ الذِي لَولَاهُ لَم تَلقَ الضُّحَى
وَلَمَا رَأَت هَذَا الهُدَى ، وَرَءَاها
مِشكَاةُ نُورِ مُحَمَّدٍ ، وَ ضِيَائِهَا
مِشكَاةُ دَعوَتِهِ ، وَ مَن آوَآهَا
كَانُوا لَهَا فِي بِدئِهًا وَهُمُ لَهَا
رُغْمًا عَنِ الأَعدَآءِ فِي أُخرَآهَا