الهجرة أثبتت من هم أنصار المصطفى والدين
بقلم _ أحلام الصوفي
عندما بعث الله نبيّه المصطفى محمدًا صلوات الله عليه وعلى آله، هاديًا ومبشّرًا ونذيرًا للعالمين، لاقى هو وأصحابه أصناف الأذى والتعنت من مشركي مكة، الذين كذبوا دعوته وعذبوا أتباعه وتآمروا على قتله.
في المقابل كانت وفود الأنصار اليمنيين تأتي من يثرب ملبيةً دعوة المصطفى طواعيةً بإيمان صادق وشغفٍ صادق وحبٍ جارف، وهنا تجلّى الفارق بين أهل مكة الذين طغى عليهم جهلهم وشركهم وبين أهل يثرب الذين فتحوا قلوبهم ونفوسهم لنور الرسالة.
حين أتى الأمر الإلهي بالهجرة كانت يثرب هي المحطة المباركة موطن الأنصار الذين كتب الله على أيديهم نصر الإسلام وبناء أول دولة إيمانية على الأرض، تُقام على التوحيد الخالص لله، والولاء للمصطفى الأمين.
لقد أثبتت الهجرة النبوية عمق الانتماء الإيماني لدى الأنصار وأنهم كانوا بحق أنصار الله ورسوله، المدافعون عن الدين بروحهم ودمهم، فالهجرة لم تكن مجرد انتقال مكاني بل كانت لحظة تاريخية فارقة كشفت عن معدن الرجال الذين اختارهم الله لنصرة رسوله وحمل أمانة هذا الدين الخالد.
وهكذا ظلّ الارتباط الروحي والعملي بين الأنصار والمصطفى صلى الله عليه وآله متينًا لم تقطعه القرون ولم تضعفه تقلبات الزمن، فكما أن الأنصار الأوائل كانوا الحصن المنيع للرسالة في بداياتها فإن أحفادهم اليوم يقفون في الخطوط الأولى دفاعًا عن القيم التي جاء بها النبي الكريم، يواجهون التحديات والمؤامرات بذات الروح الإيمانية والتضحية التي حملها أجدادهم.
وفي زمن تتكالب فيه قوى الطغيان على الأمة يظهر أحفاد الأنصار ثابتين واثقين يواجهون العدوان ويحملون همّ الأمة الإسلامية وقضاياها الكبرى وعلى رأسها فلسطين تمامًا كما كان الرسول صلى الله عليه وآله يحمل همّ المستضعفين.
و بفضل القيادة الحكيمة المتمثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تعبّر عن هذا الامتداد الأصيل في الفكر والموقف قيادة تستلهم من سيرة النبي نهجها وتستلهم من الأنصار وفاءهم وتضحيتهم، قيادة جعلت من نصرة المستضعفين واجبًا دينيًا، ومن مواجهة الاستكبار العالمي خيارًا لا رجعة فيه.
إنها هجرة متجددة في معناها وروحها تؤكد أن الحق ينتصر وأن الأنصار باقون على عهدهم يمضون حيث تمضي الرسالة.
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن