الإمام الحسن والإمام الحسين(عليهما السلام)وحدة المشروع والهدف
بقلم _ د.أمل الأسدي
حين نتحدث عن أعمال الإمام المعصوم ومشاريعه؛ فإننا ينبغي لنا أن نثبّت حقيقةً قرآنيةً، تنص علی امتداد مشروع المعصوم الی مشروع الرسول الأعظم ورسالته العالمية الإنسانية التي أقرها القرآن الكريم فقال:((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))(١)
وقال أيضا:((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا))(٢) وقال أيضا:((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا…))
إذن فالمشروع واحد، والأهداف إنسانية إصلاحية موحدة، فهم يمثلون جهة الحق المحارَبة من جهة الباطل، المستهدَفة علی الدوام من خط الشيطان وتوابعه، لهذا يزيد الأموي هو امتداد لمعاوية الأموي، ومعاوية امتداد لأبي سفيان وسائر من عادی الرسول الأعظم في حياته وبعد رحيله!!
ومن هنا لابد أن نلتفت إلی نقطة “وحدة المشروع والهدف” وأن نقف وقفةً طويلة عند مشروع الإمام الحسن الذي كشف لنا جليا امتداد حركة الباطل وإصراراها علی استهداف مشروع الرسالة الإسلامية المحمدية العلوية، وراق لي جدا ما فعلته حسينية المحبة الدينية في السيدية منذ عامين، إذ خصصوا ليلةً للإمام الحسن “عليه السلام” ضمن عشرة عاشوراء، ليطرحوا بقوة وبالحجج القرآنية أن مشروع الإمام الحسن “عليه السلام” مهّد لمشروع الحسين”عليه السلام” وقيامه ونهضته.
والجميل في الموضوع أن أحدث كتب علم الاجتماع وهو”الاجتماع الديني الشيعي،ثوابت التأسيس ومتغيرات الواقع” للمفكر الإسلامي العراقي علي المؤمن، قد قسم عصور الشيعة إلی ستة، وجعل العصر الأول، عصر الإمام “علي بن أبي طالب ” الذي أسسه بين المدينة والكوفة، والذي مثّل قاعدةَ نشوء الاجتماع الديني الشيعي، والذي امتد ليشمل دور الإمام الحسن، والإمام الحسين والإمام علي بن الحسين، والإمام محمد الباقر(٤) فهم “عليهم السلام “يمثلون عصرا واحدا إذا ما تحدثنا عن المدد الزمينة والعصور، ويمثلون “عليهم السلام” مع سائر الأئمة امتدادا إلی مشروع الرسالة المحمدية، الذي ألزمنا به رسول الله الأعظم حين قال:
(إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)(٥)
إذن، الإمام الحسن(عليه السلام) هو من وضع حجر الأساس للنهضة الحسينية، والإمام علي”عليه السلام” هو من أسس لهذا الطريق، ورسول الله الأعظم(صلوات الله عليه وعلی آله) هو من دعا إلی هذا الطريق، طريق الحق الإنساني العالمي، فهنيئا لمن أدرك أن الإمام الحسن”عليه السلام” هو طبيب البصيرة كما ورد في محاضرة الدكتور حسين المجاب الموسومة” الإمام الحسن(عليه السلام) طبيب البصيرة(٦)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧
٢- سورة سبأ، الآية ٢٨
٣- سورة الأعراف، الآية:١٥٨
٤- ينظر: الاجتماع الديني الشيعي ثوابت التأسيس ومتغيرات الواقع، علي المؤمن: ٥١- ٥٣
٥- وسائل الشيعة، الحر العاملي:٢٧/ ٣٤
٦- المحاضرة مرفوعة علی اليوتويب وعلی هذا الرابط: