حرب المُتغيرات.
بقلم _ علي السراي
أن تكون هناك دولة شيعية قوية في المنطقة فهذا الذي لن تسمح به لا إسرائيل ولا الاستكبار العالم.،
فاكذوبة هذا الكيان اللقيط تعتمد اعتماداً كلياً على ضعف كل الدول المحيطة بها، شعار رسخه وعمل عليه الاستكبار العالمي، مما يتيح للكيان الأولوية في التفوق العسكري الاستراتيجي واليد الطولى والكلمة العليا.
ماجرى في هذه الايام العصيبة على الكيان لم يدُر في خُلد أحد،
بل لم يكن في حسبان قادتهم.
مفاجأة، أذهلت الصديق قبل العدو، عجز واضح عن مجاراة الدولة الممهدة واستراتيجيتها العسكرية وقوتها وثقتها، ناهيك عن تأثيرها في الشارع الصهيوني نفسه، وحجم الدمار الذي لم يشهده الكيان المنهار مُذ قيامه.
حرب الاستنزاف.
بعد أربعة أو خمسة أيام، تحولت المواجهة الدامية إلى حرب استنزاف، فأضحت الصواريخ الايرانية كابوساً تسيّد سماء الكيان، الامر الذي دق ناقوس الخطر عند الصهاينة والامريكان وتيقنوا أن الامور قد خرجت عن سيطرتهم
وبدأ تأثيرها العكسي عليهم.
القشة التي قصمت ظهر البعير.
قادة الامة الملعونة من الاعراب المطبعين لم يكن ليُصدّقوا أن إيران ستُنفذ تهديدها بضرب القواعد الامريكية في بلدانهم، وذلك لإعتبارات عدة أهمها، اعتقادهم أن إيران لن تجرؤ على تلك الخطوة التي من شأنها إثارة ردود الافعال الدولية والشعبية وتأليب الرأي العام الاسلامي ضدها.
إلا أن الهجوم على قاعدة العديد غيّر كل المعادلات، ووضع الخليج كله أمام الأمر الواقع، فاليوم قطر، وغداً السعودية، فالبحرين والكويت وبقية كانتونات الخليج المطبّع.
لذا سارعوا وبكل قوتهم من أجل إيقاف الحرب كي لا يكون مصير دولهم كمصير كيان أسيادهم الصهاينة،
فهم يعرفون أن القادة في إيران إن بدأوا بقطر فلن يقفوا إلا وقد احرقوا المنطقة برمتها.
قصف قاعدة العديد كان رسالة قوية لامريكا نفسها، بإننا قد بدأنا بتنفيذ وعودنا بإستهداف كل القواعد والوجود العسكري والبداية بالعديد، الأمر الذي وضع الامريكان بين خيارين أحلاهما مر.
أما الاستمرار في الحرب، وهذا يعني تدمير الكيان أكثر فاكثر، وتعريض وجودهم في المنطقة برمتها للخطر ،وأما قبول وقف اطلاق النار على الشروط الايرانية،
فكان الخيار الاخر.
والخلاصة ، هي أن الحرب لم تنتهي بعد، ونستطيع القول أن ماجرى هو وقف مؤقت لإطلاق النار، واستراحة محارب، ومحطة لإلتقاط الانفاس وإعادة ترتيب الاوراق والأولويات،
ومحاولة لتصحيح الاخطاء الحاصلة، وسد الثغرات ومعالجتها بإسرع وقت كي لا تتكرر.
المواجهة ستعود مجدداً
والحرب ستُستأنف مرة أُخرى،
ولكن أشد قسوة وضراوة وقوة وتدمير.
وإن أخشى ما أخشاه هذه المرة من أن تتعرض الجمهورية إلى عدوان رباعي مباشر ( أمريكي بريطاني فرنسي صهيوني )
وعليه فعلى الجمهورية الاسلامية أن تسارع الزمن وتقوم بخطوات استراتيجية سريعة، أهمها اعادة وضع الخطط البديلة والاعتماد على سلاح تأثيراً وقوة وفتكاً وتدميراً للكيان الزائل،
فالتركيز على تدمير الكيان سيجبر الجميع على الخضوع وعدم الاستمرار في الحرب.
ومن جانب أخر على الجمهورية
ان تقوم بعدة خطوات مهمة منها
١- تعزيز جبهة الامن الداخلي، وذلك بالضرب بيد من حديد على رؤوس الخونة والعملاء والجواسيس الذين يشكلون المخلب الاقوى للعدو في الداخل الإيراني.
٢- أخذ جانب الحيطة والحذر من عمليات الاغتيال وبكل أنواعها،
وذاك بالمناورة وتغيير الاماكن المهمة للشخصيات كي لايصبحوا اهداف سهلة للعدو.
٣- الابتعاد عن كل ماهو مرتبط بالاقمار الإصطناعية من اجهزة الكترونية وخاصة الجاسوس الصامت ( جهار النقال ) .
٤- لقد ثبت للعدو أن وجود السيد القائد الخامنئي دام ظله على رأس القيادة هو الركن الركين لقوة واستبسال الجمهورية والحصن الحصين لها، وان استهدافه لاسامح الله سيوهن تلك الجبهة ويؤثر عليها لذلك عليهم إتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
وأخيراً أقول. أن الكيان المجرم لن ينتظر طويلاً لإعادة استئناف الحرب مجدداً، وهذه المرة سيجازف بكل وجوده معتمداً على حلفائه الذين سيكونون معه في قلب المعركة.
ولهذا على بقية المحور الجهادي الاستعداد لمثل ذلك اليوم للنزول الى الساحة وسيكون لحزب الله الدور الاهم والاكبر في ذاك.
نحن موعودون بالنصر
وحتماً بإذن الله سننتصر
فقد ولى زمن الهزائم
وجاء زمن الانتصارات والمتغيرات،
المتغيرات التي يصنعها المحور
لا التي يفرضها عليه عدوه.
وستكون الرصاصة الاخيرة لنا في كل مواجهة، والعدو يعلم ذلك جيداً.
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر.