“باسم الصحابة.. يُذبَحُ الوعي”
بقلم: هاني شاهين
يا سادتي..
يا فقهاء البترودولار،
يا حُرّاس العقيدة.. في نشرات الأخبار،
يا من نصّبتم أنفسكم.. مفتي الحدود،
تحرسون الله.. من فوق القصور،
وتكفّرون القدس.. وتمنحون الجنةَ في تأشيرةِ عبور!
**
كفّوا عن لعبِ دورِ الوصيِّ على الله،
الله لا يحتاجُ لعرشِكم المُذَهَّب،
ولا لعقالٍ يُفتى منه على شاشة النفط.
كفّوا عن ارتداءِ عباءةِ السنّةِ،
وأنتم أولُ من خان السُّنّة..
حين صافحتم “نتنياهو”،
وشربتم من كأس الذل والخنوع.
**
أنتم..
من قلتم: “إيران تسبُّ الصحابة!”
ونسيتُم أن من يقتلُ غزة..
ليس خمينياً، بل خليجياً.
أن من يُطبعُ..
ليس “رافضياً”، بل سُنّياً في فندقٍ خمسِ نجوم.
**
يا سادتي..
الثورةُ في طهرانَ.. لم تقم لتسبَّ،
بل لتصرخ:
الموتُ لأمريكا!
القدسُ لنا!
إسرائيلُ إلى زوال!
**
والخميني؟
قالها علناً:
“مَن يلعنُ زوجةَ نبيّنا..
فهو خنجرٌ في خاصرةِ الإسلام،
ولا ينتمي لآل البيت!”
ولكن،
من يسمعُ؟
من يُترجمُ الفتوى.. إذا كان الدولارُ هو المترجِم؟
**
أنتم من تصرخون: “الرافضة كفّار!”
وتنسون أن الرايةَ في الجنوبِ..
يمسكها سُنّةٌ وشيعةٌ،
قوميون ويساريون..
كلهم يقاتلون،
بينما أنتم تفتون في غرفِ الأوكازيون.
**
الثورةُ لم تُولدْ لتُشَيِّعكم،
بل لتُحرركم.
لم تقل: “إلعنوا الصحابة”
قالت: “حرّروا فلسطين”
لكنكم قومٌ..بهت
تحرّكم الأقمارُ الصناعية،
لا القرآن،
ولا دموعُ الأرامل.
**
أقولها شعراً لا سياسة:
يا من تبكونَ على السيدةِ عائشة..
ثم تذبحون باسمها أطفالَ العراق!
يا من تبكون على الصحابةِ،
وتفتحون سفاراتٍ للصهاينةِ..
في مكة، والمدينة!
**
كفاكم خداعاً..
فالذي يسبُّ الإسلام حقاً،
هو من يُدخِل “المارينز” إلى بلاده،
لا من يكتب قصيدة في القدس،
ولا من يُدرّبُ فدائياً من غزة..
مهما كان مذهبه.
**
كفاكم خداعاً..
فإيرانُ لم تقل يوماً إنها “خليفةُ الله”،
بل قالت:
“لا شيعة، لا سنّة..
بل مقاومة!”
**
يا من جعلتم السيدةَ عائشةَ
جوازَ سفرٍ للفتنة،
والصحابةَ
سلعةً تُباعُ في المزادات النفطية..
**
اعذروني..
أنا شاعرٌ لا يسجدُ إلا للحق،
ولا يكتبُ إلا بالحبرِ الذي سالَ من الشهداء،
وأنحني فقط..
حين تمرُّ جنازةُ شهيدٍ،
لا حين يمرُّ موكبُ الأمير.
H.C