أنـصـار الله غـيّروا معـادلات الـردع
متابعات/عبدالله علي هاشم الذارحي
أكد تقرير حديث صادر عن منظمة رصد النزاعات المسلحة أن حركة أنصار الله تمكّنت من فرض قواعد اشتباك جديدة في المنطقة، عبر عمليات عسكرية متواصلة استهدفت العدو الإسرائيلي، رغم الضغوط الأمريكية المتكررة، التي انتهت إلى اتفاق وقف إطلاق نار وصفه التقرير بأنه “تكتيكي ضمن استراتيجية مقاومة طويلة الأمد”..
وبحسب التقرير، نفّذت القوات المسلحة اليمنية منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023 أكثر من 520 هجومًا عسكريًا، شملت استهداف 176 سفينة تجارية و155 ضربة دقيقة طالت مواقع حيوية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضمن ما اعتبره التقرير تصعيدًا مدروسًا لدعم غزة ومواجهة العدوان الإسرائيلي..
صواريخ فرط صوتية تُغير قواعد الاشتباك
التقرير أشار إلى أن أنصار الله استخدموا أسلحة نوعية متطورة، من بينها طائرات “يافا” المسيّرة وصواريخ “فلسطين 2” الفرط صوتية، ما أحدث نقلة نوعية في الردع اليمني، مكنت صنعاء من ضرب مطار بن غوريون وتعطيل الملاحة الجوية الإسرائيلية أكثر من مرة، دون أن تتمكن منظومات الدفاع الإسرائيلية من اعتراض كل الضربات.
استراتيجية “المكاسب الهامشية” تشل الاحتلال.. لفت التقرير إلى أن أنصار الله يعتمدون على استراتيجية “المكاسب الهامشية”، أي ضربات محسوبة لكنها ذات أثر اقتصادي ونفسي كبير على العدو، دون الدخول في مواجهات واسعة تستنزف قدرات الحركة، وهو ما أثبت فعاليته حتى الآن..
وأكدت المنظمة أن 774 غارة جوية أمريكية منذ يناير 2024 فشلت في تقليص القدرات العسكرية لأنصار الله، أو منع استمرار عملياتهم، معتبرة أن ذلك “كشف محدودية القوة الأمريكية في بيئة حرب غير تقليدية”..
الحصار الجوي اليمني شلّ “بن غوريون”
أحد أبرز إنجازات أنصار الله، بحسب التقرير، كان فرض حصار جوي فعلي على مطار بن غوريون منذ 4 مايو 2025، ما أدى إلى انسحاب شركات طيران دولية كبرى، وتعليق عشرات الرحلات، وهو ما وصفته المنظمة بأنه “إحدى أبرز تجليات الأثر العسكري اليمني المباشر على كيان الاحتلال”..
الفارس الخشن: إخفاق بمليار دولار..
وتناول التقرير أيضًا عملية “الفارس الخشن” الأمريكية، التي أطلقها ترامب في 15 مارس 2025، بتكلفة تجاوزت مليار دولار خلال أسبوعين، مؤكدًا أنها “انتهت إلى وقف إطلاق النار في 6 مايو 2025، في ما يشبه الاستسلام غير المعلن أمام الإرادة اليمنية الصلبة”..
واشار التقرير الى أن 17% فقط من السفن كانت أهدافًا مباشرة.. أما عن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، فكشف التقرير أن 17% فقط من السفن المستهدفة كانت على صلة مباشرة بإسرائيل أو أمريكا أو بريطانيا، مشيرًا إلى أن هذا يدحض الرواية الغربية التي تتهم صنعاء بتعطيل حركة الملاحة العالمية بشكل عشوائي..
واختتم التقرير بالتأكيد أن اليمن بقيادة أنصار الله أعاد تعريف مفاهيم الحرب غير المتكافئة في الشرق الأوسط، مشددًا على أن النجاح اليمني لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضًا الجانب الإعلامي والاستراتيجي، حيث تمكنت صنعاء من إبقاء العدو تحت تهديد دائم وقلق وجودي مستمر..”اقول والحق ماشهد به الأعداء؛