لم يبق إلا القليل.. دعمنا فرض عين..!
بقلم _ مجتبى نيكيان شفتي
جمهورية إيران الإسلامية تؤمن إيماناً راسخاً بمبدأ: “السِّلْمُ لِمَن سَالَمَكُمْ وَالحَرْبُ لِمَن حَارَبَكُمْ”. فالشعب الإيراني، المستند إلى عقيدته الدينية الراسخة وإيمانه العميق، لا يخشى إلا الله، ويعتبر الشهادة في سبيل الحق شرفاً ووساماً. وإنه لا يرضخ للظلم ولا يساوم على كرامته، حتى لو تطلب ذلك التضحية بأعز ما يملك؛ وهي النفس.
وفي الأيام الاثني عشر الماضية من الحرب المفروضة، أثبت الشعب الإيراني من خلال حضوره الميداني أنه لا يهاب الموت، بل يحتسبه قرباناً في سبيل الإسلام والعدالة. وبينما كانت أصوات الإنذارات تدفع سكان الكيان الغاصب إلى الملاجئ تحت الأرض، كان أبناء إيران يحيون مناسبة عيد الغدير بمسيراتٍ جماهيريةٍ لتجديد البيعة لولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
ولم تقتصر هذه الوقفات على المناسبات الدينية فحسب، بل تواصلت من خلال تظاهرات واسعة في مختلف المدن الإيرانية، دعماً للقوات المسلحة وتأكيداً على وحدة الصف الداخلي. كما أن مشاهد التشييع المهيبة للشهداء والمدافعين عن الوطن جسدت عمق الانتماء إلى مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي ضحّى بنفسه دفاعاً عن دين الله ومواجهةً للباطل.
لقد أثبت الشعب الإيراني، قولاً وفعلاً، أن “الإسلام يَعلو ولا يُعلى عليه” ليس مجرد شعار، بل عقيدة حيّة تتحقق بالتضحية والثبات والمقاومة. فهذه الأمة اختارت طريق العزة، ورفضت الذل، وسارت على نهج الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة الطغيان.
وهنا يبرز سؤال مهم أمام شعوب العالم: كيف يمكن للمجتمعات الحرة والباحثة عن الكرامة أن تتضامن مع الشعب الإيراني وتدعمه؟
الجواب بسيط وواقعي: من خلال دعم الاقتصاد الإيراني، وخاصةً عبر شراء المنتجات الإيرانية. فكل فرد حر، يرفض الذل ويبحث عن العزة والاستقلال، يمكنه أن يسهم – ولو بخطوة بسيطة – في تقوية إيران، الدولة الوحيدة التي وقفت بوضوح إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والإبادة.
إن دعم المنتجات الوطنية الإيرانية لا يخدم فقط الاقتصاد المحلي، بل يعزز موقف دولةٍ تمثل اليوم جبهة متقدمة في الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في العالم، ويُسهِم في تمكينها من الوقوف بوجه جرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الأبرياء.