عافية الأرواح

بقلم _ إخلاص عبود

مابين ضجيج الدنيا وأهلها، مابين ركام الفساد الذي وصل به الحال إلى أن يقيم في كل قلب، ويحتل كل جسد، ويبني له في كل بيت زاوية خاصة، مابين صراخ الأرواح، وحيرة النفوس، وشتات القلوب، والتلوث السمعي والبصري، واحتياج البشر إلى الهدى أكثر من احتياجهم للمأكل والمشرب، وفي زمان وصل الحال بالناس إلى أن يعيشوا حالة الوحشة حتى من طباعهم، يأتينا (عافية الأرواح) بمعينٍ ارتوى منه، وشفاء استطب به، وهدى تشربه.

بينما يعيش المسلمين حاله التيه الواضحة، والبين الشاسع والواضح عن القرآن الكريم، والتأثر بالغرب، والإتباع الأعمى للأوربيين، نعيش نحن في اليمن (وبفضل الله) حالة أخرى، بوجود السيد القائد العظيم، بما يصلنا منه من النور والهدى، والوعي والبصيرة، وبكل مايستطيعه ليصلنا بالله سبحانه وتعالى، حتى لا نفقد معية الله، وعونه ونصره، ليشد حبلنا الموصول بالله، ليكون هذا الحبل أقوى وأشد، وكأن فينا (نوح)الذي يدعو قومه ليلاً ونهاراً، ليزدهم دعائه أنواراً، ولينسف من داخلهم بقية للظلام وآثاراً، فكان كالإمام زيد بن علي، وكالقاسم، حرك الفرد فيهم أمة، وتحرك بعده شعب، وبايعه كل أحرار العالم.
نحن نعيش في نعمة عظيمة لعلنا لا نستشعر عظمتها، ففينا الإمام علي، والإمامين، وبيننا خلاصة أهل البيت الطاهرين، في أسوأ زمن مر على البشرية، أفلا يكون خلاصة النور، في زمن مليء بالظلام والقداسة والطهر، في واقع مليء بالانحرافات والفساد والانحطاط، أفلا يكون خلاصة الرحمة والعدل، في زمان الظلم والقتل والإبادة والتوحش؟! أن يستقطع من عمره الكثير ، لتقديم الدروس والمحاضرات، ليعلم ويربي ويوجه ويرشد ويدفع ويشجع، يدل على قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا}، يتحرك بكل جد بكل حرقة، باذلاً كل استطاعته، ليأخذ بنا، وليسحبنا من على أبواب جهنم، إلى رضوان الله، وإلى المواقف التي تبيض وجوهنا أمام الله، وإلى الله لا إلى أحد سواه.

لو لم يكن بيننا لكنا هبطنا بكل المقاييس، هذا السيد القائد العظيم، الذي شرفنا الله سبحانه وتعالى بولايته، وبوجوده ونصرته، الذي داس بالأنصار نواصي الطواغيت، وأرضخ بشعب الأحرار كبرياء الفراعنة، فجاءه (ترامب) بلاشروط جاثياً على ركبتيه، يستنجد (عمان) أن اذهب إلى الحوثي فقل له قولاً ليناً لعله يرضى، فقدم استسلامه على شكل سلام، وسحب طوائره بلجامها، وانسحب من البحر ببقايا حطام حاملاته، ليرى نفسه أمام شعب يلقف مايأفكون، حول تهديداتهم إلى فرصة للازدياد، وسبب للخروج، بل أنه رأى قصفه لم يزدهم فراراً، لكنه زادهم قدوماً بإصرار، ولم يخلق عدوانهم إلا عقولاً تريد أن تصنع من السلاح مايصل إلى أبواب بيوتهم، فمع كل عدوان ماذا كان يتصور؟ كنا نتطور، ثم يرجع بعدوانه يتهور، فنتطور حتى أصبح الفرط الصوتي( فروط)، ينطلق من اليمن واحد، ليصلهم مثنى وثلاث ورباع، أفلا يكون هذا القائد هو سليمان زماننا؟أفلا ننصر دين الله وننصره ولو بكلمه؟

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى