[ شهداء واقعة الطف .. كم هم ؟؟ ومَن هم ؟؟ أسماء ودلالات ] ( 4 )
بقلم _ الشيخ حسن عطوان
[ الحلقة الرابعة ]
حصيلة وإشارات :
أمّا الحصيلة :
فمذبحة ثم سبي لعائلة لا يوجد على وجه الأرض بأعظم منها ..
مذبحة أسفرت عن إستئصال تام إلّا مَن شاءت إرادة السماء أنْ تُبقيه لأهداف أخرى ..
مذبحة انتهت بعشرات الضحايا في خليط إيماني مُلْهِم ، ففي الشهداء يوم الطف ..
الشيبة التي تجاوزت التسعين ..
وفيهم الشاب والصبي ..
ولم تُستَثن َحتى المرأة ..
وإليكم بعضاً من التفاصيل ..
1️⃣ في يوم الطف يوجد تسعة رجال أُستشهدوا هم وأولادهم :
1. الحسين وولديه أو أولاده .
2. العباس وولديه على القول بإستشهادهما في ذلك اليوم .
3. مسلم بن عقيل وولديه .
4. جنادة بن كعب الأنصاري وولده .
5. مجمع بن عبد الله المذحجي وولده .
6. مسعود بن الحجاج التيمي وولده .
7. عبد الله بن عمير الكلبي وولده وزوجته .
8. عمرو بن خالد الصيداوي وولده ومولاه .
9. يزيد بن ثبيط العبدي البصري وولداه .
2️⃣ أُستشهد في يوم الطف من آل أبي طالب :
– ستة أخوة من أولاد أمير المؤمنين ،
بل قيل : إنَّ عدد الشهداء من أولاد أمير المؤمنين بلغ ( 11 ) شهيداً .
– وثلاثة اخوة من أولاد الإمام الحسن ، بل قيل أكثر من ذلك .
– وثلاثة أخوة من أولاد عقيل ، بل قيل أكثر .
– وأَخَوان من أولاد الإمام الحسين ، بل قيل أكثر .
– وأَخَوان من أولاد عبد الله بن جعفر .
– وأَخَوان من أولاد مسلم بن عقيل .
3️⃣ وأُستشهد في يوم الطف من الأنصار :
– ثلاثة أخوة ، هم : قاسط ومقسط وكردوس أولاد زهير التغلبي .
– وأَخَوان ، وهم :
– عبد الله وعبيد الله ولدا يزيد العبدي .
– وعبد الله وعبد الرحمن ولدا عروة الغفاري .
– والنعمان والحلاس ولدا عمرو الراسبي .
– وسعد وأبو الحتوف ولدا الحرث الأنصاري .
4️⃣ أُستشهد بعد إستشهاد الحسين ستة شهداء ، وهم :
1. سويد بن أبي المطاع .
2. سعد بن الحرث الأنصاري .
3. وأخوه : أبو الحتوف بن الحرث الأنصاري .
4. محمد بن أبي سعيد بن عقيل .
5. الهفهاف بن المهند الراسبي البصري .
6. عبد الله بن عفيف الأزدي .
وقد مرت الإشارة الى قصصهم في ذلك .
5️⃣ توفي من أنصار الحسين بعده متأثرين بجراحهم ثلاثة أشخاص :
1. عمرو بن عبد الله الهمداني الجندعي .
2. سوار بن منعم الهمداني .
3. الموقِّع بن ثمامة الصيداوي .
ومرت آنفاً الإشارة الى قصصهم في ذلك .
6️⃣ قُتل في الطف تسعة شباب وأطفال – بينهم رضيع – بحضور أمهاتهم ، وهم :
1. عبد الله الرضيع بن الحسين ، فإنَّ أمه الرباب كانت حاضرة حين ذبحه .
2. عون بن عبد الله بن جعفر ، فإنَّ أمه السيدة زينب العقيلة ، التي ثُكلت أيضاً بأخوتها وأولادهم وأبناء عمها عقيل وأولادهم .
3. القاسم بن الحسن ، فإنَّ أمه رملة كانت حاضرة ايضاً .
4. عبد الله بن الحسن ، وأمه بنت الشليل البجلية ، وكانت هي الأخرى حاضرة يوم الطف .
5. عبد الله بن مسلم ، فإنَّ أمه رقية بنت أمير المؤمنين ، وكانت حاضرة .
6. محمد بن أبي سعيد بن عقيل ، فإنَّ أمه واقفة تراه مذعوراً ممسكاً بعمود الخيمة وقد ضربه مجرم فقتله .
7. عمر ( عمرو ) بن جنادة ، فإنَّ أمه كانت واقفة تأمره بالقتال ورأته يُقتل .
8. وهب بن عبد الله الكلبي ، فإنَّ أمه واقفة تحثه على الجهاد والتضحية دفاعاً عن الحسين .
9. علي الأكبر بن الحسين فإنّ أمّه ليلى كانت واقفة تدعو له في الفسطاط ، على رواية .
7️⃣ قُتل في الطف أطفال لم يبلغوا الحلم ، وهم :
1. عبد الله الرضيع بن الحسين .
2. عبد الله بن الحسن .
3. محمد بن أبي سعيد بن عقيل .
4. القاسم بن الحسن .
5. عمر ( عمرو ) بن جنادة الأنصاري .
8️⃣ في يوم الطف قاتلت امرأتان ، هما :
– أم وهب ، زوجة عبد الله بن عمير ، فإنّها بعد قتل زوجها أخذت عمود خيمة وبرزت به إلى الأعداء ، فأرجعها الحسين .
– وأم عمرو بن جنادة فإنّها على ما روي : أنّها بعد قتل ولدها أخذت رأسه وضربت به رجلاً فقتلته ، ثم أخذت عموداً وارتجزت أرجوزتها المعروفة :
إنّي عجوزٌ في النسا ضعيفةْ
خـاويـةٌ بـالـيةٌ نـحيفةْ
أضـربكم بـضربةٍ عنيفةْ
دونَ بـني فاطمةَ الشريفة ..
ولكن جاءها الحسين وردّها إلى الخيمة .
9️⃣ قُتلت في يوم الطف امرأة واحدة ، وهي :
أم وهب زوجة عبد الله بن عمير الكلبي ، حيث قتلها غلام لشمر بعمود .
📌 هذه هي حصيلة مذبحة لم تستمر إلّا لبضع ساعات !
وهذا بعضٌ من دناءة القوم وخستهم .
🔟 الناجون من المذبحة :
1. الإمام علي بن الحسين ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) ؛ لمرضه ، ولإنَّ إرادة السماء إقتضت حفظه لمصالح جمّة ، أهمها إبقاؤه إماماً للأمة .
2. الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ؛ لصغر سنه حينذاك .
3. عُقبة بن سمعان ، مولى الرباب ، زوجة الإمام الحسين ، رافق الإمام عند خروجه من المدينة حتى كربلاء ، تمّ القبض عليه من قبل جنود ابن سعد ، ولأنّه كان عبداً مملوكاً أطلق سراحه .
وقد روى أخبار ما حدث أثناء الطريق .
وهو الذي قال :
” ألا والله ما أعطاهم [ يعني الإمام ] ما يتذاكر الناس ، وما يزعمون من أنْ يضع يده في يد يزيد بن معاوية ، ولا أنْ يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ، ولكنه قال : دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة ، حتى ننظر ما يصير أمر الناس ” .
4. الضحاك بن عبدالله المشرقي ، ومشرق بطن من همْدان ، وهو أحد الشهود العيان لواقعة الطف ، وقد نقل بعض أحداثها عن كثب .
روي عنه أنّه قال : ” لمّا رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا وقد خلُص إليه وإلى أهل بيته ، قلت له : يا ابن رسول الله ، قد علمت ما كان بيني وبينك ، قلتُ لك أقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً ، فإذا لم أر مقاتِلاً ، فأنا في حلٍّ من الانصراف ، فقلتَ لي نعم .
قال فقال : صدقت ، وكيف لك بالنجاء ؟
إنْ قدرت على ذلك فأنت في حلٍّ .
وموجز قصة خلاصه : أنّه لمّا رأى جيش بني أمية قد عقر خيول أصحاب الحسين فقد أخفى فرسه ثم بادر إلی القتال راجِلاً .
قال الضحاك : فلما أذن لي الحسين بالانصراف ، استخرجت الفرس من الفسطاط ، ثم استويت على متنها ، ثم ضربتها حتى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم ، فأفرجوا لي .
[ ربح أيّاماً معدودات ، وخسر أنْ يكون مع الذين أُستشهدوا بين يدي الإمام ، خسارة كبيرة جداً ] .
5. الحسن بن الحسن المثنى :
ولُقِّب بالمثنى تمييزاً له عن أبيه الإمام الحسن .
قُطعت يده يوم عاشوراء وأُثخن بالجراح ، حيث قاتل بين يدي عمه الحسين ، وحمله خاله اسماء بن خارجة للكوفة ، وعالجه حتى برء ثم لحق بالمدينة .
وحينما ثار عبدالرحمن بن الأشعث دعاه إليه ، فلما قُتل عبد الرحمن توارى الحسن المثنى ، توفي عام ( 97 ) هجرية .
ونُقل : أنَّ سليمان بن عبدالملك قد دسّ إليه السمّ فتوفي على أثر ذلك .
6. عمرو بن الحسن المجتبى ايضاً ، كان من الناجين من معركة الطف ؛ لصغر سنه .
وقيل بنجاة آخرين .
◀️ أمّا الإشارات :
📌 فالأولى :
كربلاء تعيش في كل ساحات الصراع بين الحق والباطل ..
بين الوضوح والزيف ..
بين الحقيقة والدجل ..
بين الأريحية والإيثار والعطاء من جهة ..
وبين اللؤم والإثرة والطمع من جهة اخرى .
معسكران ..
معسكر فيه كل المغريات ..
من ذهبٍ وفضة وملك ريّ وإقطاعيات وسلطة ووو …
ومعسكر قد يخلو حتى من الماء ..
لكنه مرتوٍ عقيدة وسمواً وفروسية ..
تماماً كالفرق بين معسكر ابن سعد وبين معسكر الحسين ..
معسكر نجد فيه أمثال يزيد وابن زياد وابن سعد والشمر وشبث بن ربعي وأمثالهم ..
ومعسكر آخر نجد فيه مَن هو على خط الحسين والعباس وعلي الأكبر والقاسم وحبيب وزهير وأمثالهم ..
مع الإحتفاظ بالفارق ..
فلنقرر مع مَن نكون ..
لأنّنا إنْ تركنا القرار لوقته فقد لانوفَق لحظتها ، كما حصل مع ابن سعد ..
أمّا اذا قررنا من الآن ، إنْ لم نكن قد قررنا بعد ، ووطّنّا النفس على ذلك ، فسيأخذ الله سبحانه بأيدينا في مزالق الطريق ..
📌 الإشارة الثانية :
ما كنّا بصدده ليس مجرد إستعراض أسماء ..
انما هي وقفة مع مواقف رجال ، كانوا نِعْمَ الرجال الفرسان الذين أخلصوا لمبدئهم ودافعوا عن إمامهم بضراوة ..
عن بصيرة في أوضح ما تكون البصيرة ..
وعن صلابة في أوضح ما تكون الصلابة ..
أسماءُ رجالٍ بل ونساء ينبغي أنْ تُدْرِكَ العقولُ سرَّها قبل القلوب ..
وينبغي أنْ تُكتب بماء الذهب على صحائف الضمائر ..
أصحاب بصائر نافذة
وقلوب مَلْؤها الإيمان ..
أرواح شفافة ، وتسليم مطلق لله سبحانه ..
وذوبان في القيادة الحقّة ..
وكأنَّ الغطاء قد كُشف لهم قبل موعده ..
بل شُهد لهم في زيارتهم بأنّهم قد كُشف لهم ذلك فعلاً .
انّما نقلت بعض كلماتهم لندرك أية بصيرة نافذة كانوا عليها ..
وأية مرتبة من الإيمان كانت تتملكهم ..
السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله ..
طبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم وفزتم فوزاً عظيماً .
ترى هل نوفق لو كنّا معهم ؟!
ليس الأمر سهلاً كما قد يتصور البعض ..
وليس بمجرد الأماني ..
بل يحتاج الى صياغة خاصّة للنفس ..
ومزيدٍ من الترويض لها ..
وتربيتها على تحمل ضرائب المواقف الحقة ..
وتجربتها عند مفترق الطرق .
📌 الإشارة الثالثة :
من اللآفت جداً للنظر أنَّ جميع شهداء بني هاشم في يوم الطف هم من نسل رجل واحد فقط وهو أبو طالب ، مع أنّه واحد من عشرة إخوة لعبد المطلب ، ولبعضهم – كالعباس عدد كبير من الأبناء والأحفاد ، ولم يشارك أحد من أبنائهم ولا أحفادهم في واقعة الطف !!
📌 الإشارة الرابعة :
إنَّ المعركة التي على جانبها الآخر مثل بني أميّة وأتباعهم لم ولن تستثني أحداً ..
ولو كان معصوماً أو امرأة أو حتى رضيعاً ..
وكل ذلك لأجل ماذا ؟!
لأجل أنْ يبقى مثل يزيد حاكماً !
وبنوا أمية منهج وليسوا أشخاصاً !
والمنهج نفس المنهج
والقوم هم القوم .
**********
أهم المصادر والمراجع التي أعتمدت عليها في هذه المقالة :
1. ابن طاووس ، السيد علي بن موسى بن جعفر بن محمد ، ( ت : 664 هج ) ، اللهوف في قتلى الطفوف ، الناشر : أنوار الهدى ، قم ، ط 1 .
2. الأمين ، السيد محسن ، ( ت : 1371 هج ) ، أعيان الشيعة ، دار التعارف ، بيروت .
3. زيارة الشهداء في يوم عاشوراء ، المعروفة بزيارة الناحية المقدسة للشهداء .
[ المشهدي ، الشيخ محمد بن جعفر ، ( ت : 610 هج ) ، المزار الكبير ، مؤسسة النشر الاسلامي ] .
4. الطبري ، محمد بن جرير ، ( ت : 310 هج ) ، تاريخ الأمم والملوك ، ج 4 ، الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت .
5. السماوي ، الشيخ محمد بن طاهر ، ( ت : 1370 هج ) ، إبصار العين في أنصار الحسين ، الناشر : مركز الدراسات الإسلامية ، ط 1 .
6. شمس الدين ، الشيخ محمد مهدي ، ( ت : 1421 هج ) ، أنصار الحسين ، الناشر : الدار الإسلامية ، بيروت ، ط 2 .
7. المفيد ، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان ، ( ت : 413 هج ) ، الإرشاد ، ج 2 ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث .
* لم أسجل الإرجاعات الى المصادر تفصيلاً ؛ لكثرتها ، والحال أنّي حاولت الإختصار كلّما أمكن ذلك .
***********
عظّم الله أجوركم .
[ حسن عطوان ]
16 / محرم الحرام / 1442 هج .