كنوز ميديا – تقارير
بالتزامن مع حلول شهر محرم الحرام وأيام عاشوراء، بدأت بعض الأطراف السياسية والشخصيات المأزومة بتصدير خطابات طائفية، تحاول من خلالها اشعال فتنة بين مكونات الشعب العراقي، إذ تصدرت التدوينات الطائفية التي تخرج من بعض سياسيي المكون السُني، وسائل التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من ارتداداتها السلبية على المجتمع من خلال زيادة الاحتقان الطائفي وتهديد السلم الأهلي، الأمر الذي يتطلب موقفاً حكومياً يمنع مثل هذه التصريحات ويحاسب عليها.
وعاد الخطاب الطائفي مجدداً مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها نهاية العام الحالي، إذ تحاول بعض الأطراف، العزف على وتر الطائفية لكسب ود الجماهير السُنية وتحقيق نتائج توصله الى مجلس النواب، سيما بعد فشل هذه الأطراف والشخصيات في تحقيق قبول بين المجتمع، وبالتالي تعمل على إعادة تدوير نفسه عبر الشعارات الطائفية حتى وان كانت على حساب أمن واستقرار البلاد.
مراقبون يرون، ان ارتفاع الخطاب الطائفي خلال هذه الأيام، سيما مع أيام عاشوراء أمر بات معروفاً، إذ توجد جهات سياسية ومدونون يكرسون وقتهم من أجل إثارة المشاكل وخلق أجواء مشحونة في محاولة منهم لجر الشيعة الى صراع، يتم تسويقه واستخدامه ضد اتباع أهل البيت، مشيرين الى ان هذه الأساليب باتت مكشوفة ومعروفة لأغلب المواطنين العراقيين، وان السياسيين والمدونين الذين يثيرون الطائفية مشخصون ومعروفون.
المتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي، سيرى بوضوح كمية التدوينات التحريضية ضد الشيعة، التي تتعرّض لمعتقداتهم ومقدساتهم، ووصل البعض في تجاوزه الى شتم المراجع والرموز الدينية والطعن بالأعراض، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول هل هذا التوجه ممنهج ومقصود، أم ان هناك احتقاناً طائفياً فعلياً داخل العراق، ويحاول البعض استغلاله لتحقيق غايات ومكاسب سياسية وانتخابية؟”.
ويقول المحلل السياسي عدنان الكناني ، إنه “عندما ترى عودة التصريحات الطائفية في العراق، فأن هناك تدخلاً خارجياً، وهناك أجهزة مخابراتية تريد ان تجد لها موطئ قدم داخل الأراضي العراقية”.
وأضاف الكناني: أن “هذه الجهات استنفدت كل أوراقها والآن تريد ان تلعب على الورقة الطائفية سيما مع حلول شهر محرم الحرام، والذي يعتبر من الأشهر الحزينة على قلوب الشيعة وعامة الشعب العراقي ما عدا المأزومين”.
وأشار الى ان “مشاعر العراقيين وخصوصاً الشيعة نوعاً ما متأججة بسبب ما حدث في لبنان واغتيال الشهيد القائد سيد المقاومة حسن نصر الله، وما يحدث في غزة واليمن، وأخيراً العدوان الصهيوني ضد الجمهورية”، منوهاً الى ان “معسكر الشر كشف عن نفسه اليوم مع ارتفاع الاعتداءات الصهيونية والأمريكية في المنطقة”.
وأوضح الكناني: ان “دول الاستكبار تريد تهيئة الأوضاع في العراق لمخطط الشرق الأوسط الجديد سيئ الصيت، فهي تريد اشغال الشباب العراقي في أمور جانبية وتبعده عن دينه ومعتقده”.
الدور الحكومي واللجان المشكلة المخصصة لمعالجة مثل هذه الحالات، مازالت ضعيفة ودورها يكاد يكون محدوداً جداً، فهناك مساحة واسعة أعطيت لبعض السياسيين والمدونين المحسوبين على المكون السُني، والسماح لهم بالإساءة لأكبر مكون في العراق، دون ان تتخذ الحكومة أية إجراءات ضد هذه الشخصيات، فيما تضيّق الخناق على الشخصيات الشيعية، وبمجرد ان يثار حديث عنهم في وسائل التواصل، تسارع الأجهزة الأمنية الى اعتقالهم ومحاسبتهم، الأمر الذي دعا مدونين آخرين الى انتهاج الموضوعية في تطبيق القانون.س222