من سِمات المرأة المهدويّة..!

بقلم _ كوثر العزاوي

كثير مايَرد هذا التساؤل:
هل للمرأة دور في الحركة المهدوية المباركة؟ وهل هناك نساء من جملة أصحاب الإمام المهدي “عجّل الله فرجه”؟؟. وهنا يأتي الجواب بــ-نعم- وِفق ماقرأنا في الروايات الواردة في كتب الحديث، وماورد على لسان الباحثين في الشأن المهدوي، أن لا شك بوجود دور مهم للمرأة في حياة الإمام المهدي”عجّل الله فرجه” وحركته المباركة أثناء غيبته وبعد ظهوره -أرواحنا فداه- بل يُعَدُّ هذا من الأمور الثابتة، إذ أنّنا نعتقد بأنّ حركة الإمام المهديّ “عجل الله فرجه الشريف” هي حركة إصلاحية شمولية، لذا فهي تحتاج لمشاركة كل فئات المجتمع، كلٌّ بحسب موقعه وصفته وجنسه، حتى تأخذ الثورة أبعادها على كل المستويات.
من هنا يبرز دور المرأة المؤمنة بشكل فاعل، سيما على المستوى التربوي والإعدادي والاجتماعي، فقد ذكر الباحثون بأنّ مشاركة المرأة هي من السنن التاريخية. يقول علماء الاجتماع كما نُقل عن أحد الباحثين والكلام له: { إنّ التاريخ لا يمشي صدفة بل يمشي طِبق سُننٍ تتكرر من جيل لآخر، ومن هذه السنن وجود نسويّ فاعل في حياة المصلحين.} انتهى.
لذا لا يخفى على متطلِّع لحياة الأنبياء والأئمة “عليهم السلام” ما للمرأة من دور واضح في مؤازرة الحركات الإصلاحية وعلى كافة الأصعدة، ولو أردنا البحث في تلك الأدوار الفاعلة لاحتجنا الى وقفات طويلة ولطال بنا المقام! وحسبُ مَن أراد الإطّلاع، أن يرى فيما ساقَه لنا كتاب الله العزيز من أمثلة حيّة لنماذج من النساء كُنَّ خير عون في حركة الإصلاح والإرشاد الإلهي، كما كنَّ جديرات بصناعة إنموذج يَقتدي به الرجال فضلا عن النساء، وتلك المصاديق قد وردت في آيات توضح ذلك في مواضع عديدة من القرآن الكريم فضلًا عن الأحاديث وكُتبِ التأريخ”فالتُطلب في مظانّها”
ويبقى الأمر الأهم الذي لابد من الإشارة إليه هو: ضرورة معرفة
السمات التي تؤهل المرأة لتكون مصداقًا للمرأة المهدوية، ولكي تصطفّ مع الأنصار والأعوان في انتظار إمامها، فمن ذلك مثلًا: يتوجب عليها فهم أبعاد تكليفها كأنسانة مؤمنة يتحتم عليها أمور والتزامات عليها التقيّد بها لتكون أهلا للوسام الذي إتّشحت به، وهو نَعتُها بالمرأة المهدويّة، فالإيمان إقرار بالجنان وعمل بالأركان، وعلى هرم الأعمال المكلّفة بها، هي الطاعة والانقياد المطلق لله “سبحانه وتعالى” في كل مجالات الحياة، الشخصية والاجتماعية، وأهمّها “الحياة الزوجية” ومايتمخض عنها من طاعة الزوج وحسن التبعل، وإعداد الجيل على أساس التقوى والعمل الصالح، لكي تصبح على مستوى من الإدراك، إمرأة مهدوية ربطت ذاتها بإمام زمانها، فرسمت أهدافها بكل إخلاص، وحسَبت الوقت بكل دقة، وسارت في طريق الانتظار ببصيرة وقوة ويقظة، فلا تبالي بالمحن وكثرتها، ولا بمنغصات العيش وحجمها، ولم تَهنْ عزيمتها، لأنها جعلَت إمام زمانها محور حركة حياتها، فأصبحت في بيتها أمرأة فاعلة حكيمة، وفي الخارج نبراسًا لكل بنات جنسها، تخاطب النساء بلغة عصرها، وبعذوبة سماحة دينها، وتتعامل مع الواقع بقوة العقيدة، ورباطة الجأش، إنسانة لا مجرّد أنثى تستميل الناظرين ببهارج مظهرها! وبذلك تستطيع أن تكون قدوة لغيرها من النساء في زمن الغيبة، فقد تتميز المرأة المهدوية عن غيرها، كونها ركنًا أصيلًا محوريًا لإقامة مجتمع إيماني مهدويّ. فمن وجدت في نفسها هذه المزية، فستدرك قدرتها على طاعة إمام زمانها ونصرته، والثبات على دينها في زمن يحتدم فيه الغربال، حينما لم يسلم منه إلّا الأندرَ فالأندر!.
ثبتنا الله وإياكم على الطاعة والتسليم.

٥-محرم الحرام-١٤٤٧هجري
١-تموز- ٢٠٢٥ميلادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى