إيران لم تستفيد من الدروس والعبر
الكاتب والمحلل السياسي
بقلم _ عبد الرقيب البليط
في 1/7/2025 م
يبدو أن إيران لم تستفيد من الدروس والعبر وعلى مدى 47 عاماً من المؤامرات والحروب والاغتيالات التي تعرضت لها من قبل الصهيوامريكية بريطانية أوروبية وادواتهم وعملائهم وبالرغم من تعرضها للعدوان الصهيوامريكي في ال 13 يونيو الماضي والذي كان هدفه إزالتها الوجودية كدولة مسلمة من خلال العدوان على منشئاتها النووية ومصانع الأسلحة الصاروخية والإقتصادية ومعسكراتها للحرس والجيش الإيراني والباسيج واغتيال معظم القيادات السياسية والعسكرية والأمنية وعلمائها النوويين ومحاولة إغتيال المرشد السيد علي خامنئي والذي تم استهداف مقر إقامته ولم يكن موجوداً فيها
ولايزال كيان العدوالصهيوني يصرح وبشكل رسمي من أنهم سوف يقومون باغتياله وهو ماصرح به مايسمى وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن إغتيال المرشد السيد علي خامنئي كان من أهدافهم لكنهم لم يستطيعوا بسبب اختفائه و سيواصلون ملاحقته واغتياله
وقد أتى العدوان الصهيوامريكي على إيران في الوقت الذي كانت فيه تتفاوض مع أمريكا بخصوص البرنامج النووي الإيراني وظلوا يماطلوهم بتلك المفاوضات واستخدموا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ومفتشيها كأدوات تجسسية لهم وطلبوا منه تقريراً عن عدم التزام إيران بالضمانات النووية لبرنامجها النووي وبموجبه طلبوا من مجلس المحافظين الإجتماع وإصدار قرار يدين إيران بعدم التزاماتها واستغلوا هذا القرار كأساس لشن عدوانهم الإجرامي والعدواني على إيران
وحينما وجدوا أن إيران استطاعت أن تمتص ذلك العدوان وتبدأ بالرد القوي والمزلزل بالضربات الصاروخية الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة مستهدفة العديد من الأهداف الحساسة والإقتصادية والعسكرية والأمنية ومراكز البحوث العلمية ومصفاة النفط بازان في عمق كيان العدوالصهيوني بفلسطين المحتلة والذي لم يستطع تحمل كل تلك الضربات الإيرانية واليمنية على مدى 12 يوماً من هذه الحرب وأوشك على الإنهيار التام فلجأ نتنياهو للرئيس الأمريكي اليهودي ترامب والروسي فلاديمير بوتين ليمارسوا الضغط على إيران لتوقف ضرباتها وإلا سوف يستخدم القنبلة النووية ضد إيران أن رفضت وقف هجماتها الصاروخية على كيان العدوالصهيوني الذي لم يعد يتحمل المزيد من تلك الضربات الإيرانية واليمنية الموجعة والمؤلمة والتي كان لها الأثر الكبير عليهم
فوافقت إيران على وقف هجماتها وأشترطت قبل ذلك أن ترد على العدوان الأمريكي الذي استهدف منشئاتها النووية فشنت هجومها الصاروخي على قاعدة العديد بقطر والتي تتواجد فيها القوات الأمريكية
لكن إيران هاهي لازالت تنخدع بالقيادة الأمريكية التي دعتها للتفاوض معها مرة أخرى فيما يتعلق بالبرنامج النووي والبرنامج الصاروخي الإيراني والغرض من هذه المفاوضات هو كسب الوقت والخديعة لإيران حتى يحققوا مالم يستطيعوا أن يحققوه خلال عدوانهم الإجرامي عليها
وهاهو اليوم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يصرح لقناة سي بي إس الأمريكية أنهم مستعدون للتفاوض مع أمريكا بشرط أن تقدم لهم الضمانات اللازمة أنها لن تشن عليهم عدوان أمريكي مرة أخرى
ومن خلال تصريحه هذا يؤكد أن الإيرانيين لم يتعظوا ويعتبروا من الخداع والأكاذيب الأمريكية ومؤامراتها وعدوانها وحصارها عليهم وعلى مدى عقود من الزمن وإن الصهيوامريكية بريطانية أوروبية تسعى لإزالة إيران الوجودية والإسلامية