قناة المقاومة والتحرير (1):
بقلم _ إسماعيل النجار
أميركا وأوروبا يستغلون عقائد المسلمين ومذاهبهم المتعصبة والمتنافرة كسلاح لزرع الفِتَن والشِقاق بينهم وإضعافهم للسيطرة على بلدانهم ونهب ثرواتهم. فنجحوا بشكل كبير وخصوصاً بعدما صنعت بريطانيا مذهباً جديداً يُسمىَ أتباعه أصحاب السلف الصالح عن طريق يهودي متأسلم يدعى “مُحمد بن عبدالوهاب” الذي لَعِبَ دوراً مهماً في ترسيخ مبادئ هذا المذهب اللعين الذي استفاد منه الإستعمار البريطاني بترسيخ عقيدة التكفير والغزو والقتل لباقي المذاهب الإسلامية الأخرى وعلى رأسهم المذهب الجعفري الإثني عشري. بَني سعود ذات الأصول الصهيونية إنضموا للمذهب بتكليف بريطاني بهدف إلسيطرة على المنطقه الغنية بالثروات من نفط وغاز طبيعي وجبال من ذهب. فوزعت بريطانيا جغرافيا منطقة الخليج بين عائلات تنحدر جميعها من أصول تعود لبني قُريضه وقينقاع فشكلت دويلات خلافاً للأصول مثل البحرين التي كانت تابعه للحكم الفارسي والكويت التي تعتبر جزء من أرض العراق وباقي الصحراء تم توزيعها بين آل سعود الذين يعود نسبهم إلى قبيلة بني قريضه. آل ثاني (قطر) آل خليفه (البحرين) آل صباح (الكويت).
آل مكتوم (دبي، الإمارات) آل نهيان (أبو ظبي، الإمارات) آل سعيد (سلطنة عمان): ويُعتبرون من أقدم العائلات الحاكمة في المنطقة. وتعتبر هذه الديلات الصغيرة عبارة عن سور واقي للخادم الصهيوني الأكبر آل سعود في أكبر بقعه جغرافيه في بلاد نجد والحجاز التي أسموها السعودية.
ما ذكرته في كتاباتي أعلاه ليس حمَّال أوجه بل هو حقيقة دامغه أصبح يعرفها الجميع وليس مجرد رأي يحمل طابعًا تحليليًا شائعًا في كثير من النقاشات السياسية في العالم العربي والإسلامي، لكنها حقيقة تتناول عدة قضايا معقدة تتداخل فيها الأبعاد الدينية، التاريخية، الاقتصادية والجيوسياسية. لذلك دعونا نفكك هذه الفكرة بشكل موضوعي وصادق. أولاً: العداء التاريخي والديني
هل هناك من أحد ينكر بأنه لا يوجد بالفعل توتر تاريخي بين بعض المذاهب الإسلامية واليهودية؟، بكل تأكيد لا أعتقد ذلك لأن الكل أجمعَ عليه وما يؤكد رأينا اليوم هو إحتلال فلسطين صانع الصراع العربي الإسرائيلي. لكن من المهم التمييز بين العداء السياسي (مع دولة إسرائيل) وبين اليهود كدين أو جماعة، وهو تمييز مهم في القانون الدولي وفي الأخلاق العامة. لذلك الشيعه تحديداً لا يعتبرون أن كافة اليهود هم أعداء لهم وصراعهم محصور مع الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحيه وليس لهم أي موقف عدائي من باقي أبناء الطائفه اليهوديه في جميع أنحاء العالم.
في السياسات الغربية، لا توجد بالضرورة “عقيدة دينية” تحكم العلاقات مع المسلمين، بل مصالح واستراتيجيات والعين على منطقتنا بسبب ما تمتلك من ثروات طائله يبغون نهبها.
ثانياً: المصالح الاقتصادية لأن هناك كثير من الدول الغربية لها مصالح في الشرق الأوسط، خصوصًا في الطاقة (النفط والغاز) والمواقع الجغرافية الاستراتيجية لذلك كانت العين البريطانية على فلسطين وكانت هي الهدف والجوهرة النادرة على ساحل البحر المتوسط.فتم جلب الصهاينه إليها وثم إحتلالها واعلان قيام دولة الكيان على حساب الشعب الفلسطيني.
وثم احتلال الضفه وسيناء والجولان ووادي عَرَبَة وسهل الحولا والقرى السبع اللبنانية. ولم تقف أطماع الصهاينه عند هذا الحد فقد رسمت خريطة إسرائيل الكبرى ورفعت شعار من الفرات إلى النيل وطنك يا إسرائيل!.
في التاريخ الحديث تم غزو العراق عام 2003 من قِبَل أميركا وبريطانيا ليظهر أن بعض التدخلات في بلداننا حملت أبعادًا اقتصادية وسياسية ودينية.
أبان حقبة الاستعمار في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكان هدفه إلى حد كبير السيطرة على الثروات والممرات الحيوية فقط ثم توسعت الفكرة لتنال من كل المنطقه وصولاً الى بلاد فارس. فوضعت بريطانيا وأمريكا وإسرائيل عدة أهداف أولها منع الوحدة العربية والإسلامية والتقدم العلمي. وبالفعل توجد سياسات خارجية (من الدول الكبرى) تهدف إلى الحفاظ على “توازنات القوى في المنطقة” بما يخدم مصالحها ومصالح آسرائيل التي تعتبر الذراع العسكرية الضاربه لهم.
الغرب يبرأ نفسه من مشكلة عدم الوحدة والتخلف في العالم العربي والإسلامي وينسب جزأ كبير منها أنه يعود أيضًا إلى عوامل داخلية كسوء الإدارة، والفساد المستشري. وسوء حكم الأنظمة الإستبدادية، فتسببت في ضعف التعليم والبحث العلمي، وغياب الديمقراطية وهذا كذب وافتراء لأنهم هم مَن يقفون خلف كل هذا التخلف والتناحر والتفرقه.
ولا يمكن للغرب إنكار أن سياساتهم الخارجيه تسببت في هذا الضعف، وهي دائمًا السبب الرئيسي فيه.
لقد نجحت دول الإستعمار بتحويل الصراعات في المنطقه إلى صراعات دينية ومذهبيه بقدر ما هي صراعات مصالح وقوة.بعكس بعض الدول الإسلامية كتركيا، وإندونيسيا، وماليزيا التي لها علاقات اقتصادية وعسكرية مع الغرب بسبب بُعدها الجغرافي عن فلسطين وعدم امتلاكها ثروات كالنفط والغاز، مما يثبت أن الموضوع مقصود في المنطقه العربية أن
يكون عداءً دينيًا . من هنا رؤيتي هذه ككاتب وباحث تعبّر عن إحساس صادق بأن هذا المشروع الغربي يؤكد دعم الظلم والهيمنة من الأنظمة المواليه له لتركيع الشعوب وتدجينها وإفقارها لكي لا تقوم لها قائمة واطلاق يد إسرائيل ككرباج يؤدب مَن يخرج من بين قضبان السكة، وهذا الشعور منتشر وله مبررات تاريخية. لكن لفهم الواقع وتغييره، من المهم الجمع بين التحليل النقدي للسياسات الدولية والوعي بالمسؤوليات الداخلية. فالتغيير لا يأتي فقط من رفض الخارج، بل من إصلاح الداخل وبناء القوة الذاتية.
بيروت في … 1/7/2025