لماذا الإمام الحسين عليه السلام هو ( مصباح الهدى وسفينة النجاة) ؟
بقلم _ د. محمد العبادي
سُئل القلب عن سرّ النّور فأشار إلى كربلاء، وسئلت الروح عن طريق النجاة، فأومأت إلى الحسين عليه السلام . إنّ الحديث الشريف: « إنّ الحسين مصباح الهدى، وسفينة النجاة » ليس مديحاً أدبياً، ولا شعراً عابراً؛ بل هو خارطة طريق لنجاة الأمة، ونداء نور يصدح في أروقة التاريخ: من أراد الله فليأتِ من باب الحسين عليه السلام ، ومن أراد النجاة فليلتحق بركبه أو يركب سفينته قبل فوات الأوان .
نعم هذا الحديث الشريف ليس مجرد وصف عابر في عرصة الألفاظ ؛ وليس مجرد بيان للفضل والمنقبة ، بل هو إشارة إلى موقع الإمام الحسين الرباني في خارطة الهداية الإلهية.
إنّ الحسين عليه السلام هو المصباح المعلق في سماء القيم، والذي يهدي السالكين والمريدين نحو سبل السلام.إنّه ذلك النور الذي يبدد ظلمة الإستبداد والظلم والنفاق، ويعيد تعريف الدين في عقول تبحث عن ضالتها المنشودة، ورؤوس أصابها الدوار من كثرة الفتن.
إنّه ليس شمساً تفرض نورها فرضاً، وتشرق على من أحبها وكرهها أو على المؤمن والكافر؛ بل هو مصباح يُستنار به لمن اختاره وأراده .
إنّه المصباح الذي يوقد من شجرة مباركة، والذي يرمز إلى الهداية الربانية المتصلة بالله تعالى( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح).
إنّ الحسين عليه السلام يمثل خط النبوة الذي حافظ على بقاء الإسلام بعد أن كاد يدفن تحت عباءة الطغاة، فبدمه ومظلوميته أحيا الضمائر، وبسيفه أسقط قدسية الطغاة، وبموقفه منع شرعنة الانحراف باسم الدين .
إنّ الإمام عليه السلام هو الشاهد الأعظم على الدين، والذبيح الأتم في سبيل الله، والحارس الأخير لنبض الإسلام النقي؛ إنّه الحلقة المفصلية في السلسلة العلوية. نعم إنّه مصباح الهداية الحقيقي حين عمت الظلمات، وسفينة النجاة الوحيدة في طوفان الفتنة والضياع. لقد كان الحسين عليه السلام هو ذلك الربان الذي أبحر بسفينته من كربلاء لتصل إلى كل الأجيال.