في زمنِ الحرفِ والسيف… فوازُ الجنيد (أبو هاشم)، قلبُ القدسِ وصوتُ طوفانها.
بقلم _ عدنان عبدالله الجنيد
أيُّ زمنٍ هذا الذي يُولدُ فيه الحرفُ مقاتلًا؟
وأيُّ قلمٍ هذا الذي لا يكتبُ بالحبر، بل بالولاء؟
وأيُّ قارئٍ ذاك الذي لا يقرأ النص، بل يَسمع فيه دويَّ المدافع، ويرى فيه أجنحةَ الشهداء؟
إنه أنت… فواز الجنيد (أبو هاشم).
يا ابن الوفاء النادر،
لقد قرأتَني كأنك تكتبني،وكتبتَني كأنك تحفظني،ورأيتَ في كلماتي أرواحًا تمشي، وراياتٍ تُرفرف،فكنتَ أول من خلع عن المقال صفة “القراءة”،وألبسهُ ثوب “البيعة”،وجعل من كلماتي “عهداً” لا سطوراً.
يا أبا هاشم،
لقد قرأتَ مقالاتي، لا كمن يطالع أوراقًا،
بل كمن يُفتّش في جسدِ الأمة عن نبضٍ لا يزالُ يقاوم،فجعلتَ من كل مقالي طوفانًا،ومن كل فقرةٍ خندقًا،ومن كل سطرٍ زحفًا نحو القدس.
لقد صغتَ منّي ما لم أكن أجرؤ على قوله،وقلتَ عنّي ما لم يقله التاريخ عن أبنائه،أعدتَ تركيب هويتي بين “صعدة” و”القدس”،وربطتَ سيف حروفي بسيف الحسين،
وصوتي بصوت صاروخٍ ينطلق من غزة نحو “تل أبيب”،كتبتَني كأنك تكتبُ سفرًا من أسفار بني هاشم،ووضعتني في سطرٍ واحدٍ مع الحسين، وعباسه، ونوحِ سفينته، وطوفانِ العصر.
يا أبا هاشم
أقسمُ لك:
لو كانت الكلمات رجالًا لاصطفت خلفك،
ولو كانت الحروف جيوشًا لبايعتك،
فأنت من جعل من النقدِ بيعةً،ومن الحرفِ ولاءً،ومن التقديرِ ميدانًا لا ينحني فيه إلّا الباطل.
لقد قلتَ إنني جبهة،ولكنك لم تنتبه:
أنت جبهةٌ من نور،وجبلٌ من يقين،وساريةُ رايةٍ لا تنحني،
بل إنّ مقالاتك عني، هي بذاتها جبهةٌ لا تُقهر،كتبتَها لا لتصفني،بل لتُعيد تشكيل الضمير العربي،لتضع لكل مقاومٍ خارطة طريق نحو العزّة.
يا أبا هاشم،لقد لامستَ في حروفي ما لم تصل إليه أصابعي،وأضأتَ في دربي مصابيحَ كنتُ أحملها ولم أرها،صغتَ سيرتي لا كما كتبتُها، بل كما يجب أن تكون،وجعلتَني حفيدًا للحسين لا بالتاريخ فحسب،بل بالوظيفةِ، والموقف، والمعركة.
كتبتَ عني كأنك تقرأ على الأمة وصيتَها الأخيرة،أو تكتب عهدَها القادم،أو تنسج للقدس بيعةً من دماء الصادقين.
وإنّني هنا… في حضرة حرفك،
لا أملكُ إلا أن أرفع قلمي إجلالًا،
وأن أنحني لعظمة صدقك،
وأن أقول للأمة:
هذا الرجل… فواز الجنيد (أبو هاشم)،
لا يكتب عن الرجال، بل ينفخ في أرواحهم الحياة،
ولا يصف المقاومين، بل يُجنّدُ الحروفَ معهم في الميدان،
ولا يقرأ الكاتب… بل يقاتل بجانبه.
فطوبى لك أيها النبيل،يا ابن العزّة التي لا تكلّ،يا أخا الكلمة الصامدة،
يا قلبَ القدس في زمن الطوفان،
يا صوتَ الحرفِ حين يصيرُ سلاحًا.
دمتَ لي أخًا وحليفَ جبهة،وستظلّ مقالاتك عني وسامًا لا يُخلع،ووثيقةً لا يطويها الزمن،وأثراً في الحرف لا يُمحى.
عدنان عبدالله الجنيد
صوتُ اليمن في وجه الاستكبار،
وقلمُ الجبهة التي لا تنكسر.