حوار النهر مع العباس(عليه السلام)

بقلم _ فاطمة الزهراء المجاب

 

الجميع يتصور أن أهل البيت في ذلك اليوم كانوا ينتظرون النهر؛ لكن الحقيقة أن النهر كان ينتظرهم!

ففي ذاك اليوم كان الفراتُ ينتظر الإمام العباس(عليه السلام) كي يرتوي هو من الإمام، وحين أتی العباسُ قال له النهرُ وهو يبكي:

ـ ليست المشكلة أنني لا أستطيع أن أهبّ للقتال معك!

وليست المشكلة أنني لا أستطيع استصراخ الناس مع الإمام الحسين عسی أن يلبوا نداءه” ألا من ناصر ينصرنا؟!”

لكن المشكلةَ أن النهرَ البارد النقي الصافي الذي أمامكَ الآن؛ ليس باردا ونقيا وصافيا مثلما يحسبه الجميع!

فهو من داخله يحترق ألماً!!!

 

فقال الإمام العباس(عليه السلام): لمَ تحترق أيها النهر؟

فرد النهر: لأنني أستطيعُ أن أری الناسَ القادمين إليك، وهم يبكون علی عطشكَ، وفي داخلهم غضبٌ كبير عليّ!

 

فأنا ياسيدي أحتاج أن تشرب مني وإن لم تكن عطشان!!

 

فقال الإمام: أنا لم أحضر لأشرب منك ولكنني أتيت لأقول لك: لاتحزن ياعزيزي، فهولاء الزوار الذين تراهم الآن، يحبونكَ ولايلومونكَ علی ماجری!

– فقال النهر: لكني لا أقوی علی فراقك، فماذا أفعل؟

فرد الإمام(عليه السلام): لا تغتم، ستكون معنا دائما إن شاء الله!

اسمع: إن أهل البيت يتخذون من المباهلةِ أسلوبا لمواجهة الأعداء والمخالفين، فقل لي الآن: هل ستكون مع الإمام الحسين أو مع عدوه؟

ـ فقال النهر: استحالة أن أكون بعيدا عن الإمام الحسين(عليه السلام)؛ لأنه هو من يرويني!

وأنا من دون الحسين لا أستطيع إرواء أحد!!

 

ـ فتبسم الإمام العباس وقال: إذن؛ سنلتقي أيها النهرُ النقيُّ قريبا!

فقال النهر: أين نلتقي؟

فأجاب العباس (عليه السلام): سنلتقي عند كلّ رايةٍ تمر من جنبك!

وسنلتقي عند كل دمعةِ إنسانٍ عطش، يرتوي منك ويقول:

السلام عليك يا أبا عبد الله

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى