الحسين عليه السلام والانتخابات…”صرخة الدم ضد التخاذل والتصدر الزائف”
بقلم _ رسول حسين أبو السبح
في كربلاء، وقف الحسين عليه السلام رافضًا بيع الموقف مقابل بقاء الرأس على الجسد. فهل نعجز اليوم عن مجرد ورقة انتخاب تحفظ كرامة المذهب والمظلومية؟
كانت كربلاء صراعًا على من يحكم الأمة، واليوم نعيش الصراع نفسه ولكن بأدوات أخرى: بطاقة ناخب لا سيف فيها، ولكن وقعها في مصير الأمة أعظم من ألف سيف.
إنّنا في لحظةٍ حسّاسة من تاريخ العراق، لحظة يتقرر فيها شكل الحكم، وموقع الشيعة من القرار السياسي. ومن المؤلم أن نرى بعض أبناء الطائفة المقصودة منذ 1400 عام بالتهميش، ينسحبون من الميدان وكأن الأمر لا يعنيهم، بينما الآخرون يتهيّأون، يتحالفون، يموّلون، يرشّحون، يخططون… ليحكموا باسمي واسمك، باسم عاشوراء، وهم أبناء الأمويين في الفعل وإن غيّروا الأقنعة.
لماذا نربط الانتخابات بالحسين؟
الحسين عليه السلام قالها صراحة: “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي”. والإصلاح اليوم يمرّ من صناديق الاقتراع، لا من جبهات السيوف. وترك الانتخابات خصوصًا من جمهور الشيعة هو خيانة لدم الحسين، لأنك بذلك تفسح المجال لعودتهم: عودة البعثيين، ومن خلفهم الفكر الأموي المتربص، ولكن هذه المرة عبر الديمقراطية.
لا تتركوا كربلاء تكرر بصمت!
في الطف، تخاذل الناس عن النصرة، فتمكّن الطغيان. واليوم التخاذل ذاته يظهر حين يمتنع البعض عن الانتخاب بحجة (ماكو فايدة). وهذه أخطر كذبة شيطانية يروجها الإعلام المعادي، وتمررها حسابات بعثية وسعودية وذباب خارجي، لكي يفرّغوا الساحة من أبناء الحسين، ويملؤها بأحفاد يزيد.
السنة والتحرك المنظم… هل نغفل ونحن المستهدفون؟
السُنّة في العراق بقرار خارجي واضح يعملون الآن كجسم سياسي متماسك. هم يعرفون ماذا يريدون. يخططون لليوم الذي ينسحب فيه أبناء المذهب، فيعودون هم للواجهة، ليعيدوا العراق إلى “سُنّة الحكم”، وتعود الكوفة تئن، وتُذبح الزهراء من جديد في صمت المقاطعين.
أليس عجيبًا أن يقاطع ابن الفرات الانتخابات، بينما ابن الرمادي يجهز العشيرة كلها للانتخاب؟
أليس محزنًا أن يمتنع ابن الناصرية عن التصويت، بينما ابن الموصل يقطع مئات الكيلومترات ليُدلي بصوته لمن “ينتزع القرار الشيعي” باسم الوطنية الزائفة؟
رسالة إلى المقاطعين… أنتم الخطر!
من يقاطع الانتخابات في هذا الظرف، هو الجندي المجهول في جيش يزيد، حتى لو رفع راية “المظلومية”، لأنه يخدم عدوك من حيث لا يشعر.
الإمام الخامنئي يؤكد على وجوب المشاركة الفاعلة في أي عملية انتخابية، والسيد السيستاني حفظه الله قال بوضوح، “المشاركة في الانتخابات واجب شرعي”، وأكد أن “كل صوت هو سهم في قلب العدو”. فهل نتخاذل ونخون الحسين والخامنئي والسيستاني جميعًا؟!
لماذا لا يصوّت العاشقون؟
هل أنت حسيني؟ فلتُثبت ذلك بالتصويت للنهج الحسيني. لا تقل لي، “ماكو أحد يستاهل”… الحسين ما كان عنده جيش كامل أيضًا، لكنّه قاتل. اليوم صوتك هو سلاحك، ولا مجال للحياد.
المعركة مستمرة… ولكنها تغيرت
لا تتوقع أن يكون يزيد دائمًا على فرس، حاملاً سيفًا. أحيانًا يأتيك على شكل مرشح “مدني”، “مستقل”، “علماني”، ووراءه أجندة دولية تنتظر لحظة سقوط الوعي الشيعي لتقفز مجددًا على الحكم.
ورقة اقتراع… أم بيعة ليزيد؟
إن لم تكن ورقتك بيعة للحسين، فهي شئت أم أبيت سكوت عن يزيد جديد. وإن سكتّ اليوم، ستسمع غدًا بكاء زينب من جديد، ولكن لا من الشام… بل من الفرات ذاته، حيث هُزم الصندوق، لا السيف.